أحمد المرسي
على غرار السنوات الفارطة، تتجدد معاناة ساكنة القرى والمداشر الجبلية النائية بالأطلس المتوسط، حيث الساكنة لا تجد بدا من ملازمة منازلها لأيام معزولة عن العالم الخارجي، وهي تعاني من الانخفاض الحاد في درجات الحرارة إلى ما دون الصفر وأولى التساقطات الثلجية التي تعرفها العديد من المناطق، خلال الأسبوعين الجاريين كما تم الإعلان عن ذلك.
وبغية التخفيف ولو نسبيا من قساوة فصل الشتاء الطويل، على بعض الدواوير التابعة لجماعة تالزمت إقليم بولمان، تعتزم جمعية “ثيزيري للتنمية البشرية” بتنسيق مع جمعية “المواطن الفعال” ومؤسسات أخرى، تنظيم قافلة طبية متعددة الأهداف لفائدة ساكنة المنطقة.
وبحسب المعطيات التي نتوفر عليها حول جماعة تالزمت، فإنها تقع جنوب شرق مدينة فاس، وتضم أزيد من 3 ألاف نسمة مقسمة على دوارين(آيت موسى وآيت بنعيسى)، نمط معيشها يرتكز أساسا على تربية الماشية والأشجار المثمرة، إلى جانب مؤهلات طبيعية مهمة، لا يتم استثمارها لجلب السياح من أجل خلق رواج اقتصادي، تستفيد منه الساكنة على غرار مدن أخرى من نفس المنطقة كإفران وإيموزار كندر.
في هذا السياق، أكد عضو جمعية “ثيزيري للتنمية البشرية” محمد قشاو في تصريح ل”المنعطف”، على أهمية القافلة الطبية المتعددة الأهداف بالنسبة للساكنة، التي تعاني من تحالف عاملي الفقر وقساوة تجاعيد الطبيعة الجبلية، خصوصا في فصل الشتاء مع التساقطات الثلجية والانخفاض الحاد في درجات الحرارة.
كما أبرز محمد قشاو على أن جماعة تالزمت بولمان، تعيش على وقع الكثير من مظاهر العزلة التي تتجرع مرارتها الساكنة بشكل سنوي، ناهيك عن الأضرار التي تخلفها التساقطات الثلجية على الأشجار المثمرة والماشية الموردين الوحيدين للساكنة، داعيا ذات الفاعل الجمعوي، مختلف الجهات الرسمية والمتدخلين للمساهمة في توفير الإمكانيات الضرورية لضمان العيش الكريم للساكنة.
وبخصوص القافلة الطبية، أوضح محمد قشاو بأنها مكونة من أطباء وممرضين سيقدمون خدماتهم التشخيصية لحوالي 350 عائلة مع توزيع أدوية وملابس وأغطية، إلى جانب إصلاح المدارس المتواجدة بالجماعة.