عودة المغرب الى الاتحاد الافريقي ستشكل قيمة مضافة لا يمكن الاستغناء عنها، من اجل إحلال السلام في مناطق النزاع، ومحاربة الارهاب، وخلق فرص جديدة للتنمية، والتشغيل، ومحاربة الفقر، والهشاشة بهذه القارة، أمر زكاه خبير الاقتصاد الاجتماعي عبد العزيز الرماني، مشيرا في ذات الوقت إلى أن المغرب لم يضع بحسبانه معاداة اي بلد كان، حيث يتوضح ذلك من خلال زيارة جلالة الملك محمد السادس حاليا لدول تعترف بالكيان الوهمي الموجود في تندوف، دون استحضار المواقف السياسية لهذه الدول.
- كيف يمكن للمغرب أن يستثمر عودته إلى المنتظم الإفريقي في الدفاع عن وحدته الترابية؟وكما نعلم فرسالة الفراق التي بعثها الملك الراحل الحسن الثاني إلى المنظمة الإفريقية، وقرأها الراحل أحمد رضا كديرة بالقمة المنعقدة سنة 1984 في اديس أبابا، تحدث فيها الحسن الثاني عن خروج المغرب من المنظمة مؤكدا على تشبث المغرب بأصوله الإفريقية، وعلاقاته مع العديد من الدول الشقيقة، وفيها قال أيضا أن العودة إلى حضن المنظمة ممكن، بعد التفكير العميق والوعي بدواعي انسحاب المغرب.بعدها بسنة او سنتين بادر العاهل المغربي الى إعفاء الدول الأقل نموا من واجبات الجمارك في معاملاتهم مع المغرب، ثم انطلقت عملية الديبلوماسية الاقتصادية والانسانية والتنموية التي قادها ملك المغرب في عدد من الدول الافريقية، حيث تم توقيع ازيد من ألف اتفاقية شراكة.
- بخصوص سؤالكم عن استفادة المغرب من خلال عودته الى الاتحاد الافريقي، وتأثيره على وحدتنا الترابية، وانتم تعرفون ان المغرب موجود في صحرائه وعودته الى الاتحاد الافريقي هي تكريس الأمر الواقع، إذ إنها عودة إلى أصوله وجذوره التي لم يفارقها، وقضية الصحراء حاضرة من خلال البعد الاقتصادي، باعتبارها منطقة رابطة بين المغرب وإفريقيا، ومن تم أوروبا، وقد عرفت مدينة العيون مشاريع تنموية هامة جدا ستجعلها ممرا افريقيا هاما، ومحطة للربط بين الشمال والجنوب في اطار المشروع المتماسك الذي يهدف الى تنمية التعاون جنوب جنوب، كي تعتمد القارة الإفريقية على مواردها وسواعدها.
- ولعلكم لاحظتم ان الملك محمد السادس بادر أولا الى محو سبورة الديون المستحقة على الدول الإفريقية الأقل نموا اتجاه المغرب، وقد أعلن عن ذلك في مؤتمر بالقاهرة.
- المغرب لم يغادر إفريقيا، وظل سباقا للتعاون مع العديد من دولها، وكان دائما حاضرا في ازماتها وسرائها وضرائها.
- هل يدخل السعي وراء تجميد عضوية البوليساريو في الاتحاد الإفريقي في أجندة المغرب؟وبدون شك فعودة المغرب الى الاتحاد الافريقي ستشكل قيمة مضافة لا يمكن الاستغناء عنها، من اجل إحلال السلام في مناطق النزاع، ومحاربة الارهاب، وخلق فرص جديدة للتنمية، والتشغيل، ومحاربة الفقر، والهشاشة بهذه القارة.إن المغرب لم يضع بحسبانه معاداة اي بلد كان، بالعكس فها هو ملكه يزور دولا تعترف بالكيان الوهمي الموجود في تندوف، دون استحضار المواقف السياسية لهذه الدول، ثم إن المغرب لا يطمح لكي يحصل على الاجماع داخل القارة، فبحكم الطبائع والأمزجة، لا يمكن لأي كان ان يحقق الإجماع، وإلا لما التجأ منظرو الديمقراطيات الى آليات الانتخابات او الاستفتاءات لاختيار الزعماء او للحسم في المواقف.
- وانطلاقا مما ذكرت فإن مناورات الثلاثي التي تحدثتم عنه في سؤالكم لا يهم المغرب، بقدر ما يهمه المساعدة على النهوض بأكثر من خمسين دولة هي في حاجة ماسة للخبرة والتجارب والإمكانيات المغربية.
- أنتم تعرفون جيدا ان السيدة زوما التي كانت تترأس المفوضية الأفريقية كالت للمغرب الكثير من العداء، وحاكت ضده استفزازات لا تليق بسمعتها الديبلوماسية .ولا يخفى عليكم ايضا ان زوما هي طليقة الرئيس الحالي لجنوب افريقيا، وظلت تجرجر معها مواقف غير معتدلة لدولتها لتزرع الكراهية والحقد داخل المنتظم الافريقي.
- حينما قرر المغرب العودة الى الاتحاد الافريقي استحضر اولا ضرورة ملء مقعده الشاغر منذ 33 سنة، ثم بعد ذلك العمل جنبا الى جنب من اجل الدفاع عن القضايا الافريقية من داخل المنظمة، والمغرب باعتباره دولة رائدة في افريقيا فهي ستقتسم ما لديها من تجارب وامكانيات، مع الدول الافريقية الشقيقة انطلاقا من مبدأ “لنربح جميعا”.
- من الجانب الاقتصادي كيف يمكن للمغرب ان يستثمر تجربته الاقتصادية وبخاصة في مجال مناطق التبادل الحر لكي يفرض ذاته كقوة اقتصادية داخل إفريقيا؟ومن الحكمة ان نستحضر قول جلالة الملك ان المغرب لا يبحث لنفسه عن الريادة، بل يبحث عنها لفائدة القارة الافريقية كي تعتمد على ذاتها، وتتخلص من رواسب الماضي الاستعماري الذي لم يزرع فيها سوى أحاسيس الضعف والخضوع، بكل ما تعرضت له من استغلال.يدفعني هذا الامر لان أذكر بما فعلته جارتنا الجزائر التي طردت الافارقة شر طردة، بكل ما يتضمنه اللفظ من اهانة ومس بالكرامة، فكيف تقارنين هذا الفعل بما قام به المغرب الذي لم يكتف باستضافتهم، بل يسهر على إعادة تكوينهم وتأهيلهم، ليكونوا نافعين لأنفسهم، كما يسهر على راحتهم الصحية والنفسية، احتراما لكرامتهم.إذن فالمغرب بعودته الى الاتحاد الافريقي يؤكد للعالم ان المقاربة التي وضعها من أجل التعاون جنوب جنوب، واقتسام الخيرات والتجارب، تم تطبيقها على أرض الواقع في جوانبها الاقتصادية والاجتماعية والانسانية والسياسية.
- وبالرغم من أن الذكرى تسوء لذاكرة إخواننا في الجزائر فما ان طردت هذه الدولة على الأفارقة وهجرتهم إلى دولة النيجر، ووجهت لهم تهم نشر الأوبئة والأمراض في الجزائر، حتى هب المغرب ليرعاهم، ويمنحهم الاغذية والادوية والخيم.
- نحن ذاهبون الى القارة الافريقية وقد استضفنا بين ظهرانينا عشرات الالاف من الافارقة الذين منحت ل25 الف منهم الاقامة في مرحلة اولى، في انتظار تسوية وضعيات الالاف ممن اصبحوا يعيشون بيننا.
- بدون شك هذا السؤال مكمل للسؤال الذي طرحته قبله، فالمغرب أصبح قوة ناهضة يملك بنيات تحتية كبيرة، ويكتسب ثقة كبار المؤسسات الدولية التي قررت الاستثمار فيه، ولعل موقعه الجيوستراتيجي كرابط بين القارة الافريقية والاوروبية، وانفتاحه على أسواق كبيرة تهتم بالقارة الافريقية كروسيا والهند والصين يرشحه ليكون اقوى مدافع عن تنمية هذه القارة.
- ما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه أنبوب الغاز بين إفريقيا واروبا عبر المغرب في قلب موازين القوى الاقتصادية داخل إفريقيا؟وقد وضع المغرب اتفاقيات مشابهة مع دول اخرى تتمثل في منصات الاسمدة التي ستعود بالخير على الارض الافريقية، لتضمن للتربة سمادا يلائمها، ويجعلها خصبة لتضمن بدورها الغداء لأبناء افريقيا، كي يصبح لقارتنا الاكتفاء الذاتي المأمول، وتتوجه نحو صناعات تحويلية نموذجية.ولا ننسى ان القارة الاوروبية تضع عينيها على هذا المشروع للاستفادة منه ايضا، كما ان قوة دمج افريقيا ضمن الدول القادرة على الاستفادة من مواردها ليكون اقتصادها منصفا تعتبر إطارا صالحا لإنجاح هذا الورش الكبير.
- ولست في حاجة لأن أقول لكم ان ورش انابيب الغاز سيشكل ثورة تنموية غير مسبوقة في قارتنا، إذ ستستفيد منه كل الدول الافريقية التي يمر منها، بل وسينعكس على مجالات التشغيل والتنمية ومحاربة الهشاشة والفقر وحماية البيئة والمناخ وضمان طاقة بأحسن الاثمان.
- انبوب الغاز الافريقي الاطلسي هو ورش ضخم يندرج ضمن الأوراش الكبرى التي نجح المغرب في تطبيقها داخل الوطن، كما هو حال مشروع نور للطاقة الشمسية وريادته للطاقات البديلة وحماية البيئة والمناخ في افريقيا.
- كيف يمكن للدارالبيضاء أن تتحول إلى عاصمة اقتصادية ومالية من خلال مشروع ” الدرالبيضاء فينانس سيتي”؟ثم ان كل الشراكات التي وقعت امام انظار الملك، ومعه الرؤساء الأفارقة كانت متنوعة في مرجعياتها اذ يساهم فيها القطاع العام والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني.
- دائما كنت اقول ان الملك كلما حل بدولة افريقية الا وكانت الدارالبيضاء برفقته بمقاولاتها وكفاءاتها ومؤسساتها التنموية والبنكية والتأمينية وغيرها. اما المشروع الاستقطابي الكبير”فينانس سيتي” الذي تتحدثون عنه فهو منصة تحويلية رائدة على المستوى الافريقي ولعله الثاني او الثالث من هذا النوع بعد ذلك الموجود في جنوب افريقيا و جزر موريس، واذا كانت الدول الناطقة بالفرنسية تجد عناء كبيرا في الاستفادة من السوقين المذكورين فان الدارالبيضاء ستشكل وجهتهم المستقبلية، بل يمكن ان يكون جاذبا لدول افريقيا الشرقية ايضا.
- أنتم تعلمون جيدا ان الأوراش الكبرى التي أعطى انطلاقتها العاهل المغربي تعتبر نموذجية في مقاربتها ونتائجها، ولا يخفى عليكم ان الملك في كل زياراته للدول الافريقية كان يستدعي ليكون برفقته اهم رجال الاعمال المغاربة، سواء تعلق الامر بالمستثمرين او رجال الاعمال، او الفاعلين في مجال البنوك والتأمين