عبدالنبي مصلوحي
تعتبر قضية السلم والأمن من القضايا المهمة في القارة الإفريقية ، لذلك كان اتفاق القادة الأفارقة على ضرورة وجود هيئة تعمل على الحفاظ على السلم والأمن الإفريقيين ، وكان ذلك خلال القمة الأولى المنعقدة في ديربان بجنوب إفريقيا في يوليوز 2000، حيث تم الاتفاق على إنشاء مجلس السلم والأمن ، وقد اقرت القمة المنعقدة بروتوكول إنشاء المجلس ودعت الدول الأعضاء للتصديق عليه ، على أن تظل آلية فض المنازعات الإفريقية التابعة لمنظمة الوحدة الإفريقية والتي اقرتها قمة القاهرة في العام 1993 سارية المفعول خلال المدة المؤقته إلى حين التصديق على بروتوكول إنشاء المجلس .
ودخل البروتكول حيز التنفيذ في ديسمبر 2003 ، ودشن المجلس في مايو 2004 بمشاركة عدد من القادة الأفارقة وممثلو المنظمات الدولية والإقليمية .
وقد توسعت المناقشات في ديربان وتشابكت مع الأراء الداعية إلى إنشاء الولايات المتحدة الإفريقية وإنشاء جيش إفريقي موحد يكون مقر قيادته في دول مقر الرئاسة الدورية للإتحاد الإفريقي والتي اقترح أن تكون خمس سنوات متتالية بدلا من سنة واحدة على نحو ما هو منصوص عليه في قانون الإتحاد.
ووفقا لمواد الاتحاد الإفريقي فان المادة الثالثة تنص على أن من أهداف الإتحاد الدفاع عن سيادة الدول الأعضاء ووحدة أراضيها ، كما تنص نفس المادة في الفقرة (و) على تعزيز السلم والأمن والإستقرار في القارة ، ونصت المادة الرابعة الفقرة (ه) على تسوية الخلافات بين الدول الأعضاء بوسائل مناسبة يقررها المؤتمر ، وعلى النحو السابق فإن القانون التأسيس للإتحاد الأفريقي قد حدد الإطار القانوني للمجلس .
وقد نصت الفقرة الأولى من المادة الثانية للبروتوكول على طبيعة المجلس بأنه جهاز لصنع القرار في ما يتعلق بمنع وإدارة وتسوية الصراعات ، ويتعاون المجلس مع كل من المفوضية ومجمع الحكماء وقوة أفريقية للتدخل السريع وصندوق خاص .
وقد نصت المادة الثالثة من البروتكول على أهداف المجلس والتي تتمثل في :
تعزيز السلم والأمن والإستقرار في أفريقيا .
منع الصراعات وبناء السلام .
تنسيق الجهود القارية لمنع وحصار الإرهاب الدولي .
تطوير سياسة دفاعية مشتركة للإتحاد الأفريقي .
تعزيز وتشجيع الممارسة الديموقراطية والحكم الرشيد وسيادة القانون .
حماية حقوق الإنسان والحريات العامة .
وطبقاً للمادة الرابعة من البروتوكول تتمثل المبادئ الأساسية للمجلس في : التسوية السلمية للصراعات والإستجابة المبكرة لاحتواء الأوضاع الصراعية التي يمكن أن تتطور إلى أزمات ، وإحترام السيادة والسلامة الإقليمية للدول الأعضاء ، والمساواة في السيادة ، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ، وإحترام الحدود القائمة عند الإستقلال ، وحق التدخل في الحالات المنصوص عليها وفقاً للمادة الرابعة من القانون التاسيسي .
ويتشكل مجلس السلم والأمن الإفريقي من خمسة عشر عضوا منتخبا على أسس متساوية بواقع عشرة أعضاء ينتخبون لمدة عامين وخمسة أعضاء ينتخبون لمدة ثلاث سنوات لتحقيق الإستمرارية ، مع مراعاة التمثيل الإقليمي المتساوي والدورية في العضوية من جانب المؤتمر عند الإنتخاب ، على أن يلتزم الأعضاء بأهداف الاتحاد ، ويكون لكل عضو قدرة على تحمل الإلتزامات الملقاة على عاتقه بموجب العضوية.