أمال المنصوري
الأخلاق أولا و دائما، حاضرة في كل شيء، وقبل كل شيء، قبل المتعة الكروية، وتكتيكها وتقنياتها، وقبل لمسات اللاعب الرائعة، وتمريراته الهادفة.هي منارة كل رياضي نحو الصواب، من دونها تكون اللعبة والإنسان ناقصين.
كرة القدم، في الآونة الأخيرة، تفاقم فيها الجانب العدوانى والمشاكل بين اللاعبين داخل الملعب وخارجه، لكن هذا لا ينفي وجود العديد من اللاعبين الذين يتحلون بالروح الرياضية والأخلاق النبيلة، فالرياضة أخلاق، وتلك هي الصورة الرائعة التي تبرز جمالية الرياضة وتجعل الجميع يعشقها، ومن أجل ذلك يسعى الكل دائما للتحلي بالروح الرياضية، وخاصة فى كرة القدم.
وهذه الصورة الجميلة لحسن السجايا و لنهر الإنسانية الدفاق هي التي لمسناها في زيارة عناصرالمنتخب الوطني المغربي لكرة القدم لمدرسة “مانغومو”، المجاورة لمقر إقامتهم في مدينة بيتام في الغابون، حيث وزع اللاعبون، وطاقم المنتخب الوطني على تلاميذ المدرسة كتبا، وأدوات مدرسية، ومجموعة من الكرات، والهدايا، في بادرة تهدف إلى إدخال الفرحة إلى قلوب أطفال المؤسسةالتعليمية السالفة الذكر.
كثيرا ما تغنى شعراؤنا وأدباؤنا بالأخلاق وبمحاسنها، وكثيرون قاموا باستغلالها، فضحكوا بها على ضعاف العقول، لكن الشاعر احمد شوقي لم يكن غافلا عن هذا حين قال “إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا”. فتمسكنا بالأمل ولَم نفقده في أبنائنا وأخواتنا المغاربة، لأننا تربينا على حب الوطن قبل اي شيء،تربينا على نمد أيدينا بالمساعدة ولا نبخل.
هي مبادرة إنسانية تماهت مع براءة الطفولة ، أدخلت الفرحة على قلوب الفقراء ، ولهذا صفقنا لها و فرحنا لها لأنها نابعة من مغرب الانسانية، مغرب محمد السادس الذي لايبخل على القارة الافريقية بالمساعدات المادية والمعنوية، في كل زيارة يقوم بها ملك البلاد الى بعض الدول الإفريقية .
فاذا كانت أخلاقيات الرياضيين تهم بالدرجة الاولى التحلي بالروح الرياضية الأخوية، فمنتخبنا الوطني بعث برسالة التضامن والحب من قلب افريقيا حينما زأر الأسود بالخير، فسكت الجميع لملوك افريقيا. الرياضة رسالة حب بين الجميع تجد هذه الروح الطيبة عند اللاعب وتجده في المواقف الصعبة .. والمنتخب الوطني أبان عن روح عالية وأخلاق مغربية أصيلة.