“الدراجات النارية تسرق راحة وهدوء الساكنة
قاسم الزوين
كلما اقترب فصل الصيف إلا وجالت في الخاطر ظاهرة الدراجات النارية المزعجة التي أصبحت منتشرة بكثرة داخل مدن وقرى المملكة، مما يسبب في إزعاج الساكنة خاصة ذوي العاهات المرضية وكيار السن والنساء الحوامل والاطفال الرضع و..، ويلاحظ دائما في هذه الفترة من السنة تزايدا ملحوظا في عدد هواة ركوب الدراجات النارية التي يتسابقون بها في بعض الشوارع والازقة ويسببون إزعاجا وقلقا وانعدام راحة بال الساكنة،
وهو أمر يبعث على القلق، مما يمارسونه هؤلاء من سرعة جنونية وحركات بهلوانية وأصوات مرتفعة، كثيرا ما تفقد الشاب سيطرته على الدراجة ويحدث في مداره ازعاجا وكوارث خطيرة، كما لا يحلو لبعضهم ممارستها إلا في الساعات المتأخرة من الليل ما يزيد في الطين بلة.
وقد صار الكثير من الناس يستنكرون هذه التصرفات المستفزة ويطالبون تدخل الجهات المسؤولة للحد منها، خاصة أمام هذا التهور الخطير والمحترف في قيادة الدراجات، على اعتبار أن هذا السلوك، له أسباب وعوامل متعددة، يسيء بالدرجة الأولى لسمعة سائقي الدراجات النارية الذين يستعملونها لاغراض العمل والمهن ومصالحهم الخاصة.
خاصة وان هذه الممارسة ليست حكرا فقط على المغرب، بل يوجد كذلك شبيهها في دول أخرى كتلك التي تعتبر متقدمة وصناعية، وان بعض أصحاب الدراجات النارية من الحجم الصغير يقومون هم كذلك بتعديل خصائصها التقنية للزيادة في ضجيجها وسرعتها، وهو أمر يتعلق بظاهرة مقلقة لراحة وسلامة المواطنين والمواطنات، إذ يعمد بعض أصحاب هذه الدراجات من المراهقين والشباب إلى الدخول في سباقات فيما بينهم على الطرق والشوارع، إضافة إلى القيام ببعض الحركات البهلوانية الاستعراضية التي تعيق حركة السير والتي يتسبب بعضها في حوادث خطيرة، خاصة في ظل عدم احترام قوانين السير والجولان وعدم ارتداء الخودات الواقية.
ولهذا لا ينبغي تعميم هذا السلوك على كل سائقي الدراجات النارية، خاصة منها الكبيرة، لأن أغلب هؤلاء منخرطون في نوادي سياحية تتوفر على قوانين شرف ملزمة لأعضاءها لاحترام قوانين السير، سواء داخل المجال الحضري أو في المجال القروي، صيانة لسمعة النوادي والمنخرطين فيها، ولهذا يجب خلق في المجتمع ثقافة خاصة تقوم على إنتاج سلوك قويم غير متناقض مع الوعي الجمعوي الداعي الى تاطير الشباب للإلتزام بالقوانين والقرارات الجاري بها العمل، لان الشباب يبحث عن نوع من الاعتراف من طرف المجتمع، ولو بالسقوط في بعض الممارسات التي قد تضر بالغير وبنظم ومعايير ذلك المجتمع الذي يشكل حاضنا لهم بكل سلبياته وإجابيته ولهدا كلما زادت درجات الحرارة وأصبح الطقس حار لما ينتظرونه الأسر في العطلة بشغف وشوق لينعمون به جوا للهدوء والسكينة،إلا وحلت هدة الظاهرة القديمة المتجددة لتقلق راحتم وتشكل خطرا على حياتهم ومصدرا لإزعاجهم غير المحتمل بأصوات وضجيج وروائح عوادم الاحتراق من محركاتها ممن ينشطون في هدا التوقيت من كل عام
ولهذا يجب المطالبة بوضع أليات جديدة للحد من إنتشار هدة الظاهرة ،وفحص مكبرات صوت المحركات لتلك الدراجات والسيارات وفرض العقوبات على مخالفي قوانين مجرياتها