غ
بلغ عدد الحجاج المغاربة هذا العام 34 ألفا حسب وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية التي تؤطر 22 ألفا و500 منهم، بينما تؤطر الوكالات السياحية 11 ألفا و500 حاج وحاجة. وذكر الوزير للصحافة أن 738 من الإداريين والعلماء والأطباء والإعلاميين، منهم 520 من المرافقين والمؤطرين، سيسهرون على خدمة هؤلاء الحجاج وتأطيرهم.
ويجتاز الحجاج المغاربة معاناة صعبة خلال هذه الموسم، بسبب سوء التنظيم الذي طبع تدبير حجّهم من طرف المسؤولين المغاربة الذين خصصتهم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية للقيام بذلك، حيث كانوا عرضة للإهمال، وعرضة لظروف لا تسمح بالقيام بالشعائر الدينية في ظروف لائقة.
ووصلت معاناة الحجاج المغاربة، مع ضعف الخدمات المقدمة إليهم خلال إقامتهم على الأراضي السعودية إلى قبة البرلمان، وسط مطالب للوزير محمد التوفيق بالتدخل، كما وجهت إليه إحدى البرلمانيات سؤال شفوي آني حول الظروف المأساوية التي يمر منها الحجاج المغاربة، وقالت فيه إن فيديوهات انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي، وثقت بالمباشر الظروف المأساوية التي يمر منها الحجاج المغاربة بمشعر منى، كغرق الخيام المخصصة لهم في المياه العادمة وتعطل المكيفات الهوائية وسط ارتفاع مفرط لدرجة الحرارة، وحصول إغماءات متتالية في صفوف الحجاج خاصة المرضى والمسنين منهم الذين يواجهون ظروفا صعبة، بينما الحجاج من دول أخرى ينعمون بظروف حج مريحة وخدمات متميزة، واتهمت البرلمانية المسؤولين المغاربة بالهروب والعجز عن مواجهة غضب الحجاج المغاربة ونهج سياسة الأذن الصماء، مؤكدة أنها ليست هذه المرة الأولى التي يعاني فيها الحجاج المغاربة “ظروف الذل والمهانة دونا عن باقي الحجيج”، في انتقادات كان يرد عليها الوزير بالدعوة إلى الصبر، إلا أنه خلال هذا الموسم “طفح كيل الحجاج حين وجدوا أنفسهم بين نجاسة المياه التي تغمر الخيام والحرارة المفرطة التي حصدت بعضا منهم والبقية لا قدر الله قد تأتي إن لم تتحمل وزارتكم مسؤوليتها في الوقت المناسب”. وتساءلت البرلمانية عن الاجراءات الفورية التي وجب أن تتخذها على وجه السرعة والاستعجال من أجل إنقاذ حياة الحجاج المغاربة وصون كرامتهم، وعن التعويضات التي وجب منحها للمتضررين جراء تدني الخدمات التي من المفروض أنهم أدوا ثمنها مسبقا، وعن استراتيجيتكم لتجاوز هذه الإشكالات التي ما فتئت تتكرر عند كل موسم حج بدرجات متفاوتة.
وتتواصل حسب ما أفاد به “المنعطف” بعض الحجاج معاناة الحجاج المغاربة، بسبب سوء ظروف إقامتهم في المخيم المخصص لهم في مشعر منى، وذكروا أنه سجلت حالات إغماء بسبب استمرار تعطل المكيفات الهوائية في الخيام المخصصة لهم بمشعر منى في ظل ارتفاع قياسي لدرجات الحرارة، مسجلين غياب المسؤولين المغاربة، مما خلف إغماءات في صفوف نساء مغربيات، في الوقت الذي يحاول أعضاء الوفد التواصل مع مسؤولي الوكالات والمسؤول عن المخيم المغربي دون جدوى.
وسبق لعدد كبير من الحجاج المغاربة أن وجدوا أنفسهم مضطرين إلى المبيت على الأرض ليلة الجمعة/السبت 15 يونيو 2024 خلال يوم التروية في مشعر مِنى، قبل التوجه إلى عرفات وذلك بسبب عدم توفر خيم الإيواء، وهو نفس الوضع الذي يعيشه أيضا حجاج التنظيم الرسمي للوزارة بسبب تعاقدها مع الشركة نفسها التي تعاقدت معها وكالات الأسفار السياحية.
وقال حجاج في تصريحات لهم أن الحجاج المغاربة، يعانون من تعطل المكيفات في عدد من الخيام بالمخيم المغربي، ما خلف معاناة واسعة بينهم، خصوصا لارتفاع درجة الحرارة لمستويات قياسية التى وصلت لحدود 43درجة. من ما دفع هؤلاء الحجاج التواصل مع الصحافة لإصال صوتهم. واعتبروا إشكالية تعطل المكيفات، يفوق معاناة الحجاج المغاربة، في مخيم يقولون إن الخدمات فيه كارثية، مقارنة مع مخيمات الدول الأخرى. وأوضحوا أن معاناتهم خلفت إغماءات في صفوف نساء مغربيات، في الوقت الذي يحاول أعضاء الوفد التواصل مع مسؤولي الوكالات الخاصة والمعني رحلتهم والمسؤول عن المخيم المغربي، إلا أن الاتصالات لم تمكن لحد الآن من التدخل لحل الأزمة.
واستنكر عدد من الحجاج الذين ربطوا الإتصال من السعودية ب”المنعطف” ما سموه الإستهتار، على خلفية غياب أي مخاطب يشكون له وضعهم المزري المتسم بالارتجالية، ما دفع عددا من الحجاج إلى المجئ من مزدلفة بالرجل، ومنهم رجال و سيدات مسنات، واستنكر هؤلاء غياب المكيفات بمنى، كما ضاعت أمتعة عدد منهم في ظروف غامضة، وطالب الحجاج الغاضبون الجهات الوصية بالتدخل من أجل إنصافهم، و توفير الشروط الكفيلة بأداء المناسك في ظروف صحية ومناسبة.
ووفق تصريحات بعض الحجاج ل”المنعطف”، فإن تدبير حج المغاربة كان هو الأسوأ ضمن باقي الجنسيات الأخرى، وقد كانت فئة كبار السن هي الأكثر معاناة، مما يتطلب من المسؤولين المغاربة المكلفين بتدبير الحج بضرورة تغيير طريقة تدبيرهم لتنقل المغاربة وإقامتهم في الحج تفاديا للمعاناة الكبيرة التي كانت هي سيمة الحج هذا العام.