المنعطف-وجدة
طبقا للرؤية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بشأن التعاون جنوب ـ جنوب، وسعيا من مجلس جهة الشرق لتوطيد علاقات التعاون والشراكة وتعزيز الديبلوماسية الموازية والبحث عن فرص جديدة للتنمية الجهوية عبر شراكات مع الجهات من عدد من الدول ولا سيما الدول الإفريقية. وفي إطار مهام الصندوق الإفريقي لدعم التعاون اللامركزي للجماعات الترابية وما يوليه من مواكبة ودعم للجماعات الترابية للمساهمة في التنمية المستدامة والمندمجة للجماعات الترابية والإهتمام الخاص بالمشاريع والأنشطة ذات الوقع المباشر على الساكنة المحلية الإفريقية، وهو البرنامج الذي يحظى بالإهتمام والتتبع من طرف المديرية العامة للجماعات الترابية وولاية جهة الشرق من خلال المواكبة الفعلية في إنجاح مختلف مراحل بلورته في جهة تمتد على مساحة جغرافية تناهز حوالي 90130 كلم² ويفوق عدد سكانها 2.5 مليون، وسننتظر نتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى لعام 2024 لنعرف الرقم الحقيقي الرسمي.
وتنفيذا لمذكرة التفاهم الموقعة بتاريخ 08 شتنبر 2022 بين الرابطة الموريتانية للجهات وجمعية جهات المغرب، التي تفتح باب الشراكة البينية بين جهات البلدين، في سياق “تطوير وتحسين مستوى الخدمات بالمرافق العمومية على المستوى الجهوي والترابي، ودعم وتنسيق نطاق التعاون بين البلدين عبر تبادل الخبرات”، بهدف انفتاح الجانبين على تجاربهما الناجحة في مجال تعزيز اللامركزية وآليات الحكامة الجيدة لتدبير الشأن الجهوي والترابي، وتقديمهما لبرنامج بناء القدرات التدبيرية لإدارة شؤون السكان بالنسبة لمديري الشأن الجهوي من منتخبين وأطر إدارية، والإرتقاء بمستويات الحكامة وتدبير المرافق الترابية من أجل تحقيق التنمية ورفاه سكان المدن والقرى بالجهتين، وتوحيد الجانبين للمواقف في المنظمات القارية والدولية التي تعنى بالجماعات الترابية، بما يتوافق مع المصالح العليا لكلا البلدين، ويعزز مشاركة مجلسي الجهتين والدفاع عن إشعاع الجهات الإفريقية خاصة والعربية والإسلامية بصفة عامة”، علاوة على “تشجيع أنشطة التعاون وتبادل المعلومات والخبرات وأفضل الممارسات المتوفرة أو المطبقة لديهما في عدة ميادين، من بينها إعداد التراب وبرمجة التنمية، التدريب الترابي، الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، التعليم العالي والتكوين المهني (المنح الدراسية)، الرعي وتربية المواشي، الصناعة الغذائية وتنمية السلاسل النباتية والحيوانية، الإقتصاد الأزرق، حماية البيئة وتأمين وتدبير الموارد المائية، تشجيع الفاعلين الاقتصاديين في كلتا الجهتين على تحديد فرص الاستثمار المتبادلة وعلى تنمية المبادلات التجارية وخلق مشاريع مشتركة ومفيدة لكلا الجانبين، التحول الرقمي والإدارة المحلية الإلكترونية”.
وبحضور والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة – أنجاد معاذ الجامعي، وعدد من عمال أقاليم الجهة، ومسؤولين جهويين ومنتخبين، على هامش المنتدى الجهوي الأول للماء بوجدة قام رئيس مجلس جهة الشرق بالنيابة د.عمر احجيرة رفقة رئيس جهة اترارزة الموريتانية محمد ولد الشيخ بتوقيع اتفاقية إعداد برامج لفائدة ساكنة الجهتين اللتين تجمعهما قواسم مشتركة تاريخيا وجغرافيا وكذا اهتمامات تنموية مجالية تشكل أرضية خصبة لتبادل الخبرات والتجارب في مجالات مختلفة، مثل الفلاحة والرعي وتربية المواشي والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، والتعليم العالي والتكوين المهني من خلال تخصيص منح دراسية للطلبة، وتبادل الزيارات بين المستثمرين المغاربة ونظرائهم الموريتانيين للإطلاع على فرص الإستثمار في البلدين، ومحاور أخرى ذات الإهتمام المشترك.
وجاءت هذه الاتفاقية حسب د.عمر حجيرة رئيس جهة الشرق بالنيابة، في إطار “التعاون جنوب-جنوب ووفق منطق رابح-رابح، وتؤكد العمق الإفريقي الذي ما فتئت تحث عليه التوجيهات الملكية السامية لجلالة الملك محمد السادس لتفعيل وتطوير الدبلوماسية الموازية وتعزيز روابط وأواصر المحبة والأخوة التي تجمع بين الشعبين الشقيقين الموريتاني والمغربي”، وأن هذه الإتفاقية تأتي في إطار سعي جهة الشرق لتوطيد علاقات التعاون والشراكة، وتعزيز الدبلوماسية الموازية، والبحث عن فرص جديدة للتنمية الجهوية عبر شراكات مع الجهات بعدد من الدول خاصة الإفريقية تماشيا مع الرؤية السامية. وتهم الإتفاقية أيضا عددا من المجالات – يوضح د.حجيرة- بما في ذلك التدريب الترابي ودعم التعاون المؤسساتي والصناعة الغذائية وتأمين وتدبير الموارد المائية.
وأبرز بدوره محمد ولد الشيخ رئيس جهة اترارزة بالجمهورية الإسلامية الموريتانية،رجل الحكمة والتوازنات، أن موريتانيا “تحتاج إلى الخبرات المغربية في المجال الزراعي ومكننته والإستثمار فيه، على اعتبار أن جهة اترارزة منطقة فلاحية بامتياز ومنتجة في مجال التنمية الحيوانية” ومن أهم الجهات المنتجة في المجال الحيواني، وأكد ولد الشيخ على أهمية هذه الاتفاقية “التي ستكون بادرة خير من شأنها تعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين الجهتين” مشيرا إلى أن زيارته لجهة الشرق كانت فرصة للإطلاع على تجارب ناجحة في هذا المجال خاصة بإقليم جرادة.
وقام كذلك رئيس الجهة الموريتانية بعدد من الأنشطة منها زيارة مناطق جنوب وجدة، وصرح أنه استفاد كثيرا من طرق التحديث في قطاع تربية المواشي ومؤهلاته على غرار أماكن تلقيح الأغنام والمزارع بجماعة عيد بني مطهر، والمنتزه السياحي بالسعيدية وبعض المواقع التاريخية والسياحية والإستثمارية لإقليم بركان إضافة للعديد من اللقاءات والزيارات بالجهة. وتعتبر جهة اترارزة عنوان الوحدة الوطنية في خطاب وإنجازات فخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية محمد ولد الشيخ الغزواني وتوجهاته، وتؤكد اللحمة الوطنية والتعاون بين مختلف مكونات الشعب الموريتاني التي أشادت بالإنجازات الكبيرة التي عرفتها البلاد خلال الأعوام الأخيرة عامة وجهة اترارزة خاصة التي يسهر عليها الوالي محمد ولد احمد مولود رجل المهمات الصعبة.