ليلى خزيمة
كفاءة عالية في مجال فنون الطبخ، طموح وإصرار على تحقيق الهدف رغم الصعوبات، طور الشاف منير حرير أسلوبا خاصا به في فنون الطبخ الذي يمزج فيه ما بين الأطباق المغربية والعالمية، بفضل خبرتهالواسعة في الميدان وتمرسه في إعداد جميع أنواع المأكولات داخل المغرب وخارجه.صيته وصل أرجاء العالم، ووصفوا مطبخه بالتقدمي،مما مكنه من العمل في أرقى الفنادق بأكثر من بلد، وأكسبه خبرة متنوعة وثقة المختصين.
من مواليدمدينة المحمدية داخل أسرة بها ثلاثة إخوة. سلك المسار الاعتيادي في دراسته. وبعد حصوله على شهادة الباكلوريا، التحق بالمعهد الفندقي والسياحي بمدينة المحمدية ودرس به وتخرج منه. يحب العمل، خصوصا في شهر رمضان. فله مع الشهر الفضيل ذكريات لا تنسى سيحكيها لنا.
الشاف منير حرير وشهر رمضان
يقول الشاف منير حرير أن: «شهر رمضان يبقى من بين أفضل الأشهر لدي خلال السنة. له العديد من الخصائص التي تميزه عن باقي الأشهر. لنا فيه ذكريات جميلة على جميع المستويات مع العائلة واللمة وصلة الرحم.
عندما كنت صغيرا، كان للشهر الفضيل طبع خاص ترك في قلبي وفي وجداني أثرا طيبا. فهو يذكرني بالعائلة وخصوصا والدتي والتضحيات التي كانت تقوم بها من أجلنا خلال هذا الشهر الفضيل. اليوم، لم نعد نعش رمضان كما في الماضي. أصبحت لدينا التزامات كثيرة تنسينا حلاوة رمضان الصغر. ضغط العمل المستمر بشكل يومي ولساعات طويلة جدا والغياب عن العائلة والأسرة يسرق من شهر رمضان حلاوة الماضي ونمطه الخاص الذي كنا نحسه ونعشقه. لذلك تجدنا دائما نَحِنُّ دائما إلى رمضان الصغر والشباب».
يوميات الشاف وتحديات المهنة
«خلال شهر رمضان، هناك ضغط مستمر وعمل متواصل لساعات طويلة ومتطلبات كثيرة. واليوم ومن موقعي كشاف تنفيذي في مؤسسة متميزة بمدينة الرباط، أبدأ يومي بفتح البريد الخاص للاطلاع على الطلبات الخاصة بقائمة الأطعمة وأقوم بالترتيبات اللازمة لاستقبال المواد الأولية وتقسيم الأدوار في المطبخ المركزي والاستعداد للبدئ بالعمل. لذلك هناك ضغط عمل متواصل على مدار الساعة. في العديد من المرات ننسى أنا وفريق عمليتناول وجبة الإفطار بحكم وثيرة العمل الدؤوب. لكن كمجموعة، ننسى الإرهاق ومشاق العمل والاكراهات التي نتعرض لها طيلة اليوم. لأننا نعشق مهنتنا.
والعمل في شهر رمضان يختلف عن باقي الأشهر. فأولا نكون صياما ونسبة الادرنالين جد مرتفعة. ولشهر رمضان ميزاته ومتطلباته الخاصة. حتى طريقة العمل تختلف بشكل تام في رمضان لأن له وجبات خاصة وتقاليد خاصة ووثيرة خاصة وأجواء خاصة.
هناك العديد من الحالات الطارئة التي تحدث باستمرار خلال العمل. ونحن في المطبخ تعودنا على المفاجئات. ومن بين ما يحدث لنا على سبيل المثال زيادة عدد الأشخاص عن معدل الحجوزات لليوم. في الظاهر، ربما تبدو المسألة مربكة، لكن هي فرصة لشحن الهمم والتمرس على سرعة البديهة لتحضير المستلزمات التي تنقص المطبخ لسد الحاجيات غير المبرمج لها.كذلك في العديد من المرات بسبب الصوم، تخون بعض العاملين في المطبخ قواهم بسبب العمل المتواصل. فيفسح المجال للتضامن أكثر وتقوية روح الفريق».
العادات الرمضانية
«تختلف العادات الرمضانية عند المغاربة بشكل تام عن باقي الشعوب. فقد سافرت إلى العديد من البلدان العربية والأجنبية، يبقى شهر رمضان في المغرب له خصوصيته، سواء من ناحية الأطباق المعدة أو من ناحية كرم الضيافة أو من ناحية طريقة تقديم الأطباق. لذلك يبقى المغرب استثناء في هذا الشهر الكريم. يغلب عليه الطابع الاجتماعي والأسري، فثقافتنا مختلفة كليا عن باقي البلدان. والمغرب متميز بثقافته وشعبه وتنوع تراثه.
هذا الاختلاف يظهر من خلالتنوع الأطباق التي تستهلك ويكثر عليها الطلب لتزين المائدة الرمضانية. فبحكم أن المغرب محاط ببحر ومحيط وأرض خصبة معطاء، الأطباق المقترحة والمطلوبة تكون متنوعة، ومن أشهرهاأطباق السمك. فلا يخلو بيت من بيوت المغرب من وجبة سمك على المائدة الرمضانية بالإضافة إلى محبوبة الجماهير “الحريرة” المغربية. كما أن عادات وتقاليد المغرب لا تتغير حتى في شهر رمضان. فطبق الكسكس يحافظ على حضوره على مائدة يوم الجمعة. لدى أقول أن رمضان في المغرب متنوع وله طابعه الخاص».
طريقة عمل الشاف منير حرير
«يقولون أنني شخص صارم جدا في المطبخ. وأقول، أحب أن أخطط وأوزع الأدوار لباقي الزملاء.أحب العمل بجدية واحترام القوانين والأنظمة داخل أروقة المطبخ. لا أقلل من شأن أي وظيفة داخل الفريق، وتجدني أقوم بجميع المهام تارة في المطبخ وتارة في التنظيف،وأقدم المساعدة لزملائي في كافة الأقسام. كوني شاف تنفيذي وأحب مهنتي، فأنا لا أتوانى عن أداء مختلف الأدوار بروح رياضية وبسعة قلب.
وفي هذا السياق، وبحكم أنني أزاول المهنة لأكثر من 25 سنة، أنصح المغاربة والمرأة المغربية بشكل خاص، فأنا أرى أن العبء يكون على المرأة بشكل كبير خلال شهر رمضان، نصيحتي للأمهات والنساء ألا يرهقن أنفسهن بتحضير وجبات مكلفة لا من ناحية الجهد ولا من ناحية المال. بل الاكتفاء بتجهيز مائدة بوصفات بسيطة وسهلة التحضير. كما يستحسن التخطيط قبل الشروع في العمل وشراء المستلزمات مسبقا حتى تقلل من التعب وتوفر مساحة ووقت أكبر في المطبخ ولِيَمُرَّ الصيام بشكل جيد».
مصدر الإلهام والمشاريع المستقبلية
«مصدر إلهامي هو والدتي التي أخذت منها قيم الصبر والمثابرة والجدية في العمل. فلا أحد يستحق أن يأخذ مكانتها. فهي من ربتني وتعبت إلى أن حققت هدفي وأصبحت على ما أنا عليه الآن. وكل الشكر كذلك لزوجتي التي تساندني وتساعدني وتهتم بأطفالنا وتسهر على كل مستلزمات البيت. فهي حنونة جدا وتستحق الشكر والاحترام.
أنا شغوف بالعمل وأبحث عن التحديات الجديدة وأحب كل ما يبدو صعبا. لدي العديد من المشاريع المستقبلية من افتتاح فنادق داخل وخارج المغرب بحكم مساري وخبرتي ودوري الوظيفي كشاف تنفيذي واستشاري ما قبل الافتتاح. لذلك أنا أتطلع دائما لتحديات جديدة».
وصفتي الشاف
دائما أقول أن المطبخ المغربي مطبخ راق وتراث عريق. لذلك سأقدم وصفتين متميزتين ويمكن تحضيرهما بسهولة في كل منزل ولهما طعم خاص. الأولى عبارة عن لفافات الدجاج وزيتون “مسلالة” وهي للفطور. أما بالنسبة لوجبة السحور، فبحكم أننا مغاربة ونَحِنُّ دائما لروائح ونكهات الماضي ووجباتنا التقليدية الغنية والمتكاملة والصحية، فأنا أقترح وجبة “صيكوك”. هاتين الوصفتين من الوصفات البسيطة لكنها تروي حكايات الماضي وعراقة المطبخ المغربي. وأنا أعشق المطبخ البسيط.
وللإشارة، فالكميات على قدر المحبة وعدد الأشخاص الذين سيتناولون الوجبات».