18, أكتوبر 2024

عبد اللطيف بوجملة الواقع‮ ‬يفرض،‮ ‬فيما‮ ‬يفرض،‮ ‬بالنسبة لتصور ورأي‮ ‬جبهة القوى الديمقراطية،‮ ‬وأمام اكتساح بالفعل وبالقوة لفكر الأحادية والكليانية،‮ ‬أن تصطف كل القوى الديمقراطية والتقدمية لمواجهة الأحادية والكليانية التي‮ ‬تكتسح ثقافة وتربية وسلوكا وعلاقات وتمتد في‮ ‬القنوات المؤدية إلى منافي‮ ‬البؤس وسلالم الغنى سيان‮.‬ الأحادية تخترق أنظمتنا الاجتماعية السفلى،‮ ‬في‮ ‬غفلة منا،‮ ‬تكتسح كل المواقع الاجتماعية،‮ ‬بل والسوسيو اقتصادية السفلى،‮ ‬وتمتد أيضا عموديا في‮ ‬مناطق مجتمعية عليا في‮ ‬سلم الاستئثار بالثروة عملا وبدون عمل‮.‬ الأحادية والكليانية‮ ‬،وكل الفكر المتصلب والدوغمائي‮ ‬القائم على التشابه والاستنساخ،‮ ‬تقنع في‮ ‬الأنظمة”السفلى‮”‬،‮ ‬تقنع الجماهير لأنها تنجح في‮ ‬تغذية مشاعر النجاة والخلاص صميم مشاعر‮ “‬الفرقة الناجية‮” ‬واستهاماتها‮.‬ ولذلك فإن الأحادية تتهدد كل القوى الحية المؤمنة بالتعدد وبالحرية وبالتقدم وبقيم العدالة في‮ ‬أشكالها وأوجهها المختلفة‮. ‬وهي‮ ‬بالتالي‮ ‬لا تهدد فقط هويتنا كيسار،‮ ‬بل تهدد‮ ‬وجودنا كقوى،‮ ‬باتت أمام الاكتساح مخملية سلبية أو شعبوية،‮ ‬إما أنها مطوقة بعزلة قاتلة أو تركب خطابا ازدواجيا مصلحيا وانتهازيا‮ ‬يكرس القائم‮.‬ في‮ ‬هذا الاكتساح للأحادية‮ ‬يمكن أن نجد تبريرا لإرادة إدامة المرحلة الانتقالية التي‮ ‬يفترض أن تنتهي‮ ‬ملامحها الجوهرية،‮ ‬بقوة أسمى قانون،‮ ‬في‮ ‬خمس سنوات،‮ ‬أي‮ ‬ولاية الحكومة الحالية،‮ ‬التي‮ ‬تعمل وكأن دستور‮ ‬2011‮ ‬غير موجود أصلا‮.‬ اكتساح الأحادية هو ما‮ ‬يبرر عدم القدرة على التفاوض،‮ ‬كقيمة القيم السياسية التي‮ ‬يقوم عليها دستور‮ ‬2011‮ ‬والتي‮ ‬تعطي‮ ‬للعمل السياسي‮ ‬معنى،‮ ‬لا مجرد عبث مكشوف بفضحه الواقع وينكشف‮ ” ‬للوعي‮ ‬الشعبي‮ ” (‬الاغلبية الصامتة‮)‬،‮ ‬عاريا،‮ ‬ويتم التعبير عنه بنأي‮ ‬الأغلبية الصامتة عن الصناديق،‮ ‬بل وفي‮ ‬جزء منها النأي‮ ‬عن الانخراط في‮ ‬المسلسل الديمقراطي‮ ‬برمته،‮ ‬فالأغلبية الصامتة،‮ ‬في‮ ‬كل الأحوال،‮ ‬لا تمارس عزوفا سياسيا وإنما انتخابيا سواء بمقاطعة أو بمقاطعة اللوائح الانتخابية أصلا‮.‬ بيد أنه وفي‮ ‬هذه التمثيلية المزعومة،‮ ‬والتي‮ ‬أتاحت لخطاب‮ “‬الفوز‮ “‬أن‮ ‬يتمظهر ويعلن عن ذاته،‮ ‬وبمنطق التمكين،‮ ‬تمة نصيب لأحادية تكتسح،‮ ‬إذ لا‮ ‬يمكن لليسار أن‮ ‬يشارك الأحادية في‮ ‬تمثيليتها بينما تكتسح الأحادية،‮ ‬وبشكل حثيث،‮ ‬مواقع داخل الأغلبية الصامتة،‮ ‬مثلما تكتسح الانتهازية والوصولية،‮ ‬شقيقة وروح الأحادية وتنتزع مواقعها بقوة المال والتنفذ‮.‬ مأزق سياسي،‮ ‬ليس فقط لليسار بكل لكل الديمقراطيين المؤمنين بالتعدد والذي‮ ‬هو في‮ ‬جوهر،‮ ‬كما‮ ‬يقف عند ذلك تقرير الأمانة لجبهة القوى الديمقراطية،‮ ‬تعدد سياسي‮.‬ وبالتالي‮ ‬فإنه‮ ‬لا محيد عن توحيد اليسار وتحويا القناعات المعلنة إلى واقع‮. ‬والواقعية تقتضي،‮ ‬فيما تقتضيه،‮ ‬البدء‮! ‬وفي‮ ‬البدء،‮ ‬يصير ضمان التكتل على القيم والقضايا الديمقراطية التي‮ ‬يبنى على مشاريع مستقبلية وللمستقبل،‮ ‬ممكنا‮. ‬في‮ ‬البدء،‮ ‬يصير التصحيح وبلوغ‮ ‬المأمول التنظيمي‮ ‬والافتراضي‮ ‬ممكنا‮.‬ في‮ ‬هذه المرحلة الدقيقة،‮ ‬استعجال توحيد قوى لا‮ ‬يشكل إلا الحد الأدنى من الدنو والقرب من الأغلبية الصامتة كانت شعبا كائنا صامتا وغاضبا لليسار أو شعبا‮ ‬يفترض أن اليسار‮ ‬يستهدفه،‮ ‬عمالا وأشباه عمال،‮ ‬فلاحين وأشباه فلاحين،‮ ‬بورجوازية صغيرة ومتوسطة وأشباهها‮.‬ ههنا أرض المعركة التي‮ ‬تطوق أعناق كل الديمقراطيين والتقدميين،‮ ‬وخوضها حاسم للوجود،‮ ‬واليسار سليل المعارك الميدانية،‮ ‬في‮ ‬الميدان‮ ‬يوجد وإلا فإنه لا‮ ‬يوجد‮.‬

اترك تعليقاً

للإتصال بنا :

مدير النشر : امال المنصوري

amal@24.ma

سكريتير التحرير : احمد العلمي

alami@a24.ma

رئيس التحرير : عبد اللطيف بوجملة

boujemla@a24.ma

Exit mobile version