22, ديسمبر 2024

أكد منتصر زيان رئيس الشركة المتوسطية للتحليل و الذكاء الاستراتيجي في حوار خص به جريدة المنعطف على أن مراقبة الحقل الديني في فرنسا لتحصين الفرنسيين المسلمين ذوي الأصول الأجنبية او حتى المسلمين من أصول فرنسية، لا يمكن أن تكون من خلال مراقبة المساجد وخطب الائمة فقط و إنما عبر تنوير الشباب المسلم بحقيقة وجوهر الإسلام المبني على التسامح و نبذ العنف .
و أضاف بأنه على الجالية المسلمة في ظل هذه الظروف ان تختار وجوها بارزة لتمثلها في جميع القطاعات الحية وقادرة على التحاور وايصال حقيقة الإسلام و تسامحه .
و أشار بأن أحداث شارلي إيبدو و غيرها جاءت بسبب وجود ثغرات لدى أجهزة الأمن الفرنسية المعنية بحماية التراب الوطني الفرنسي .
و استبعد منتصر زيان أن يعرف المغرب مثل هذه الهجمات حاليا ، خصوصا و أن اعتماد المذهب المالكي المعتدل من شأنه أن يبعد مثل هذه المخاطر و ببذلك لن يكون المغرب حاضنا للإرهاب .
ودعا متحدثنا إلى ضرورة معالجة مشكل العائدين من مناطق استقبال الجهاديين حتى لا يقع المغرب في ما وقعت فيه الجزائر في التسعينات او يعرف احداثا مثل التي عرفتها الان الدول الأوروبية.

حاورته بشرى عطوشي
///////////////////////////////
• هل تبين مجزرة “شارلي إيبدو ” ثغرات الأمن الفرنسي على اعتبار أن الصحيفة كانت خاضعة للحراسة الأمنية ؟

**بالفعل كانت “شارلي ايبدو” خاضعة لحراسة أمنية، لكن تم تخفيض الحراسة بطلب من الصحيفة نفسها. لكن ان تطلب ذلك جهة ما مستهدفة بعمل اجرامي وإرهابيي فهذا لا يمنع السلطات الأمنية سواء في فرنسا او غيرها من تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقها. بناء على ما تتوفر عليه من معطيات وما لديها من تقديرات حول مصادر التهديد، لذا يمكن ان نتحدث عن وجود ثغرات لدى أجهزة الامن الفرنسية المعنية بحماية التراب الوطني الفرنسي في حالة كهذه بالتحديد.
• ما هو أثر غياب التنسيق الأمني بين المغرب و فرنسا بفعل جمود العلاقات بينهما ، في سهولة تنفيذ عملية ” شارلي إيبدو”؟

** بالنسبة للعلاقة بين غياب التنسيق الأمني المغربي الفرنسي إزاء جريمة “شارلي ايبدو” فهي ليست واردة على الاطلاق لسببين:
أولا: لان عملية باريس تمت فوق التراب الفرنسي وضد صحيفة كانت مرشحة للانتقام من المتطرفين الإسلاميين بغض النظر عن مسمى التنظيم (داعش ام القاعدة او غيرها)
ثانيا: ان مرتكبي الهجوم على “شارلي ايبدو” لم ينطلقوا من المغرب ولا يحملون الجنسية المغربية، بل ولم يثبت انهم زاروا المغرب.
ولذلك فلا يمكن اقحام غياب التنسيق الأمني مع المغرب في هذه الواقعة.
• ألا ترى بأن هذه العملية الإرهابية تثير إشكالية مراقبة الحقل الديني بفرنسا ، حتى لا يسقط الشباب في براثن الأفكار التطرفية ؟

** الحديث عن مراقبة الحقل الديني في فرنسا لتحصين الفرنسيين المسلمين ذوي الأصول الأجنبية او حتى المسلمين من أصول فرنسية، لا يمكن اختزاله في مراقبة المساجد وخطب الائمة ولكنه يتعدى ذلك، لكن الأهم هو دعم عملية تنوير الشباب المسلم بحقيقة وجوهر الإسلام المبني على التسامح وحسن المعاملة ورفض العنف والرد على الأفكار بالأفكار وليس بالرصاص.
ان المشكل لا يكمن في الدين، ولكن يكمن بالأساس في التسهيلات التي يتلقاها الشباب المسلم الفرنسي اثناء العبور الى مناطق استقبال الجهاديين (العراق، سوريا، أفغانستان)
• بعد حادث “شارلي إيبدو” كيف يمكن حماية مسلمي فرنسا من ردود فعل انتقامية ؟
**يعيش في فرنسا ما بين خمسة الى ستة مليون مسلم أي ما يقارب عشرة في الماءة من ساكنة فرنسا، فهم يمثلون شريحة هامة بإمكانها الدفاع عن مصالحها، وتفرض وجودها في جميع المجالات السياسية ومرافق الحياة اليومية وتحاول ما أمكن التعايش مع طقوس فرنسا مثل ما فعلت ونهجت الجالية اليهودية التي فرضت وجودها داخل الحياة الفرنسية.
ومن جهة أخرى على الجالية المسلمة ان تختار وجوها بارزة لتمثلها في جميع القطاعات الحية وقادرة على التحاور وايصال ما معنى رسالة الإسلام.
• سبق و هددت الجماعات المتطرفة بالساحل و تنظيم داعش و كذا تنظيم القاعدة فرنسا بالانتقام ،هل يمكن القول أن هذه التنظيمات نفذت وعودها ؟
**نعم نفذت وعدا من وعودها بالبشاعة التي رأيناها جميعا، لكن الامر لن يتوقف عند هذا الحد مادامت هذه التنظيمات تتغذى من التناقضات الدولية التي كانت السبب الرئيسي في وجودها.
• المغرب أيضا سبق و تلقى مثل هذه التهديدات كيف يمكن أن يكون المغرب في منآى عن مثل هذه الأحداث ؟
**المغرب في هذا الإطار لا يمكن مقارنته لا بفرنسا ولا حتى بدول المنطقة التي يوجد فيها.
فهو بالإضافة الى انه يعتمد المذهب المالكي المعتدل، يتوفر على تقاليد في نشر الدعوة والنصيحة المرتبطين بالدين ويتوفر على مجالس علمية وائمة وزوايا تنهل جميعها من المذهب المالكي. وبذلك فليس في المغرب بيئة حاضنة للإرهاب.
لكن على الدولة ان تعالج مشكل العائدين من مناطق استقبال الجهاديين حتى لا يقع المغرب في ما وقعت فيه الجزائر في التسعينات او يعرف احداثا مثل التي عرفتها الان الدول الأوروبية.

اترك تعليقاً

للإتصال بنا :

مدير النشر : امال المنصوري

amal@24.ma

سكريتير التحرير : احمد العلمي

alami@a24.ma

رئيس التحرير : عبد اللطيف بوجملة

boujemla@a24.ma

Exit mobile version