قاسم الزوين
مأساة تلاميذ سيدي بنور مع النقل المدرسي
يعاني عدد من تلاميذ الجماعات الترابية التابعة لعمالة سيدي بنور من سوء تدبير سيارات النقل المدرسي الممولة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. فالكثير من الحافلات تأتي في الصباح ولا تعود إلا حوالي السادسة مساءً، بينما يغادر عدد من التلاميذ مؤسساتهم التعليمية عند الثانية عشرة زوالاً، مما يترك الأطفال ينتظرون لساعات طويلة، أو يضطرون لقطع أكثر من 11 كيلومتراً سيراً على الأقدام في ظروف مجهدة وخطيرة.
وتشير شهادات أباء وأولياء الأمور إلى وجود تعسف وسوء معاملة من طرف بعض المسؤولين عن التعاونيات المكلفة بالتسيير، وصلت أحياناً إلى العنف والضرب، مستغلين هشاشة الأسر وضعفها.
كما تقوم بعض التعاونيات بإلزام التلاميذ أو أوليائهم على توقيع التزام للاستفادة من النقل، وهو غير قانوني، لأن التلميذ قاصر، ولأن أي التزام مفروض بالإكراه أو دون أساس قانوني يعتبر باطلاً حسب قانون الالتزامات والعقود.
والأخطر، قيام بعض سيارات النقل المدرسي بإزالة الكراسي لرفع عدد التلاميذ المنقولين، في مخالفة واضحة لمعايير السلامة، مما يعرض حياة الأطفال للخطر.
الدستور المغربي، وخاصة الفصلين 31 و32، يضمن حق الأطفال في التعليم والحماية، ويلزم المرافق العمومية بتوفير خدمات آمنة وذات جودة، بعيداً عن الاستغلال أو الإهمال.
وعليه، أصبح من الضروري تدخل عمالة سيدي بنور والسلطات الوصية بشكل عاجل لإيقاف هذه الاختلالات، وإعادة تنظيم خدمة النقل المدرسي بما يضمن سلامة التلاميذ وكرامتهم، ويحترم روح المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
