موطني الملهم
فدوى كدور
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يا موطني، يا حبَّنا المُلهمَا
صحراؤُنا فيكَ، وأنتَ لها انتمَى
أطلَّ فجرٌ على صحرائِنا فابتسمَا
فأورقَ الرملُ، والضوءُ احتضنَ السَّمَا
تهلَّلتْ في رُبوعِ المغربِ البشائِرُ
وراقصَ الطيرُ أصداءَ المدى نَغَمَا
من طنجة الكبرى إلى الكُوَيْرَة شامخًا
أنشودةُ المجدِ تُحيي العزمَ والهِمَمَا
يا موطني، يا حبَّنا المُلهمَا
صحراؤُنا فيكَ، وأنتَ لها انتمَى
يا موطنَ النورِ، يا مَهدَ البطولةِ في
تاريخِ أُمَّتِنا، ويا مَن بنى القِمَمَا
سقيتَنا العزَّ حتّى أرويتَ بالفخرِ قلوبَنَا
فكنتَ في نصرِكَ الأسمى لنا عَلَمَا
ها قد نَطَقَ العدلُ: الصحراءُ مغربيّةٌ
شاءَ مَن شاءَ، وأبَى مَن أبى، وما ظلَمَا
يا موطني، يا حبَّنا المُلهمَا
صحراؤُنا فيكَ، وأنتَ لها انتمَى
هذي الرِّمالُ، وهذا النخلُ شاهِدُنَا
وهذا القلبُ ما لانَ ولا انهزمَا
نحميكِ يا أرضَ أجدادي بأنفُسِنَا
وبالسيوفِ إذا نادى الوغى قَدَمَا
نحمدُ اللهَ إذْ أعلاكِ منزِلَةً
وجاءَ نصرٌ من التاريخِ محتَكَمَا
يا موطني، يا حبَّنا المُلهمَا
صحراؤُنا فيكَ، وأنتَ لها انتمَى
بقيادةٍ حَسنيّةٍ حكيمةٍ سطعتْ
مسيرتُنا خضراءُ أبهرتِ الأُمَمَا
وسارَ السادسُ المقدامُ في ثِقَةٍ
فكانَ نصرُكِ نورًا، والمجدُ قد خُتِمَا
فاهنئي يا صحراءَ المغربِ الغرَّاءِ
وافخَري، وارفعي للعُلا الجبينَ والعَلَمَا
يا موطني، يا حبَّنا المُلهمَا
فيكَ الحِمَى، والمجدُ، والعزمُ، والكرمَا
