أشرف حكيمي.. حين يتحول اللاعب إلى أسطورة..
أشرف حكيمي لم يعد مجرد لاعب كرة قدم يتابع من مدرجات باريس أو عبر شاشات التلفزيون، بل أصبح ظاهرة مغربية عالمية، تتجاوز حدود المستطيل الأخضر لتلهم جيلاً كاملاً من الشباب في المغرب وخارجه. فحتى سقوطه داخل الملعب يثير الجدل، وكأن الجاذبية نفسها تُدرك أنه لا يسقط إلا واقفاً في عيون الناس.
من حي بسيط في مدريد إلى قمم المجد الأوروبي، ومن ناشئ في أكاديمية ريال مدريد إلى نجم في صفوف باريس سان جيرمان، ظل حكيمي يمشي بخطوات الواثق، لا تغويه الأضواء ولا تجره غرور الشهرة إلى التيه…
يحمل علم بلاده المغرب أينما حل، ويرد على كل سؤالٍ عن هويته بابتسامةٍ مغربيةٍ خالصة، وبجملة خالصة: “أنا من المغرب”.
لقد تحول حكيمي إلى رمز للنجاح الممكن رغم الصعوبات، نموذج للشاب الذي جمع بين الموهبة والانضباط، وبين العالمية والانتماء. في مونديال قطر، رأيناه يحتضن أمه بعد كل انتصار، فحول لحظة رياضية إلى مشهدٍ إنسانيٍ خالد يختصر جوهر الهوية المغربية المكتنزة بقيم التواضع، العائلة، والوفاء للجذور.
واليوم، كل تفصيل في مساره يقرأ بعين مختلفة… تمريرة، أو هدف، أو حتى سقطة؛ لأن وراء كل لقطة حكاية، ووراء كل حكاية قيمة. إنه ليس مجرد ظهير أيمن يركض على الخط، بل شخصية قوية تصنع الفرق داخل الملعب وخارجه، بمواظبته، بثقته، وبذلك الإشعاع المغربي الذي يرفض أن يخبو.
أشرف حكيمي هو المنعطف الواسع في الوعي الرياضي المغربي…
من لاعب يحلم بالاحتراف، إلى رمزٍ وطنيٍ يلهم الأطفال في الأحياء، ويذكّر العالم بأن في المغرب شباباً لا يعرفون الاستسلام، وأن الوطنية ليست شعاراً يرفع، بل سلوك يمارس في كل لحظة تألق وسقوط.
ففي زمنٍ يكثر فيه الجدل ويقل فيه القدوة، يبقى حكيمي عنواناً لنبل الحلم حين يقترن بالإصرار، ولأنبل معنى حين يكون الانتماء فخراً لا حملاً…
