3, نوفمبر 2025

بعد قرار مجلس الأمن: هل يقترب المغرب والجزائر من السلام؟

عبد العزيز الخطابي

 

في خطوة تاريخية، اعتمد مجلس الأمن الدولي قرارًا يدعم خطة المغرب للحكم الذاتي في الصحراء المغربية، مما يمثل نقطة تحول جديدة في نزاع مستمر منذ أكثر من خمسين عامًا. القرار، الذي يحمل الرقم 2797، أُقر بتصويت 11 دولة، بينما امتنعت روسيا والصين وباكستان عن التصويت، في حين اختارت الجزائر عدم المشاركة. يعكس هذا القرار تأييدًا قويًا لمخطط الحكم الذاتي المغربي، ويثير تساؤلات حول الخطوات القادمة.

 

السؤال الأهم بعد هذا القرار هو: ماذا بعد؟ هل يمكن أن يكون هذا القرار بداية حقيقية لحوار جاد بين المغرب والجزائر، أم أنه مجرد خطوة رمزية دون تأثير فعلي على الأرض؟

 

فتح قنوات الحوار بين المغرب والجزائر يُعدّ ضرورة ملحة. التواصل المباشر يمكن أن يساهم في حل القضايا العالقة، مثل نزاع الصحراء، التي تُعتبر نقطة الخلاف الرئيسية. ولكن، كيف يمكن للمسؤولين في البلدين الاجتماع في جو من الثقة بينما تظل التوترات التاريخية قائمة؟

 

من جهة أخرى، يُعتبر التعاون الاقتصادي ركيزة أساسية لتعزيز العلاقات. فتح الحدود وتعزيز التبادل التجاري قد يخلق مصالح مشتركة، ولكن يبقى السؤال حول كيفية تحقيق ذلك في ظل العقبات السياسية القائمة. هل ستتمكن الدولتان من تجاوز هذه التحديات لبناء شراكة اقتصادية مُستدامة؟

 

أما في مجال الأمن، فإن التعاون بين المغرب والجزائر يُعدّ أمرًا حيويًا لمواجهة التهديدات المشتركة، مثل الإرهاب والهجرة غير الشرعية. التعاون في هذا المجال قد يُعزز الاستقرار الإقليمي، لكن هل ستنجح الدولتان في تجاوز خلافاتهما التاريخية لتحقيق هذا الهدف؟

 

وعلى الصعيد الثقافي، يُعتبر تعزيز التبادل الثقافي والفني خطوة إيجابية نحو بناء الثقة. تنظيم فعاليات ثقافية مشتركة يمكن أن يُعزز الروابط الإنسانية بين الشعبين، ولكن نجاح هذه المبادرات يعتمد على الإرادة السياسية والرغبة الحقيقية في تحسين العلاقات.

 

كما يجب التأكيد على أهمية احترام سيادة كل دولة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. هذا الالتزام يُعتبر أساسًا لبناء الثقة وتعزيز الحوار البناء.

 

أما بالنسبة لدور المنظمات الإقليمية مثل اتحاد الشمال إفريقيا، فهي تظل في موقع المتفرج، تواجه تحديات كبيرة في تحقيق فعالية حقيقية. هل ستنجح هذه المنظمات في تعزيز التعاون بين الدولتين، أم ستبقى مُجرد هيئات شكلية؟

 

في الختام، تبقى العلاقات المغربية الجزائرية معقدة، لكنها تحمل في طياتها إمكانيات كبيرة للتطور. إذا تمكن الطرفان من استغلال الفرص المتاحة وفتح قنوات الحوار، فقد يسهم ذلك في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. يبقى السؤال مطروحًا: هل ستشكل هذه اللحظة بداية جديدة، أم ستظل الأمور كما هي، تواجه تحديات مستمرة؟

اترك تعليقاً

Exit mobile version