ليلى خزيمة
جدارية من الزليج المغربي المتعددة الألوان ونافورة على طريقة الرياض المغربي، هما حجرا الزاوية في فضاء عمومي جديد افتتحته بلدية بوينس آيرس بتعاون مع سفارة المملكة في الأرجنتين.
في قلب الحي السياحي باليرمو، فتح الفناء المغربي أبوابه أمام العموم. فناء يظهر عينة صغيرة من العمارة المغربية وخبرة الحرفيين في المملكة.
تم إبداع هذه اللوحة الجدارية التي تبلغ مساحتها حوالي عشرة أمتار مربعة في الجزء السفلي من حديقة تبلغ مساحتها 447 مترا مربعا.
مقابل اللوحة الجدارية، توجد نافورة رخامية مغربية نموذجية تقع في وسط هذه المساحة لمتعة سكان بوينس آيرس.
وقد تم وضع عناصر زخرفية أخرى تستحضر الثقافة المغربية من قبل فريق من الحرفيين الذين جاءوا خصيصا من المغرب.
ووفقا لبلدية المدينة: «تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز التبادلات الاجتماعية والثقافية وإنشاء رمز سياحي يعكس الثروة المعمارية وهندسة المناظر الطبيعية في المغرب».
وقال سفير المغرب في بوينس آيرس، السيد فارس ياسر أن كل العناصر، التي صممتها أيدي حرفيي فاس المبدعين والذين يواظبون على الحفاظ على فن الأجداد الراسخة جذوره في التاريخ لآلاف السنين، تشهد على تميز العلاقات الثنائية والروابط الاجتماعية والثقافية التي أقامها المغرب والأرجنتين على مر السنين.
فهذا الفناء، يتميز بتصميم فريد من نوعه، مع مسارات متناظرة تصطف على جانبيها أشجار النخيل وتتلاقى نحو النافورة المركزية، وكلها تستنسخ منظرا طبيعيا مغربيا أصيلا.
أما صوت المياه المتدفقة من جدارية الزليج والنافورة، فينعم على هذه المساحةبجو من الراحة. عمل حرفي بامتياز سيثري العرض الثقافي لبوينس آيرس، وسيشكل نقطة جذب سياحية جديدة لسكان العاصمة وزوارها المحليين والأجانب.
فقد أصبح المكان محطة لا محيد عنها للاستمتاع بالجمال المعماري والمناظر الطبيعية الخلابة للمغرب، من خلال 75 تصميم للفناء على الطراز المغربي.
الجدارية والنافورة وجميع قطع الزينة الأخرى هي تبرع مقدم إلى البلدية 14 لمدينة بوينس آيرس من قبل وزارة السياحة والحرف والاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
وهذه ليست المرة الأولى التي يسحر فيها الزليج المغربي عيون وعقول الارجنتينيين.
فقد سبق وأن زين فن الزليج الفاسي والنقش على الخشب والجبس أحد مساجد بوينس أيرس وزاد من بهاء زخرفة نقوشه.