عبد الرحيم باريج
تفعيلا الشراكة التي تجمع بين الجماعات الترابية بالمملكة المغربية والجماعات الترابية بالأندلس، وفي “دار إيبيريا أمريكا” في مدينة قاديس الإسبانية بحضور شخصيات بارزة كالبرلماني محمد ابراهيمي عمدة عاصمة البرتقال والرقمنة مدينة بركان نيابة عن رئيس فيدرالية “أنمار” ومحمد شاكر رئيس قسم التعاون اللامركزي بالمديرية العامة للجماعات الترابية بوزارة الداخلية المغربية فاطمة الزهراء البقالي. نائب رئيس لجنة التعاون والتعاون ومغاربة العالم بالمجلس الإقليمي طنجة تطوان الحسيمة؛ وآسيا وسيادات فال مدير الدراسات والتخطيط بالوكالة الوطنية للطاقة المتجددة السنغالية. ووجود تمثيل مؤسسي أندلسي وإسباني مثل بيلار كانسيلا رودريغيز وزيرة الدولة للهجرة، وزارة الإدماج والأمن والهجرة وخافيير أريزا رئيس قسم التخطيط بوكالة الطاقة الأندلسية (وزارة الصناعة والطاقة والتعدين في حكومة الأندلس) وبيرين فونتيناس مسؤولة مشروع “مرفق شراكة الهجرة” وتيوفيلا مارتينيز سايز رئيسة هيئة ميناء خليج قادس وسارة غارسيا راموس المستشارة الفنية للمغرب العربي بمديرية التعاون الإسباني مع إفريقيا وماريا سونسوليس غوتييريز دي لا بينيا مستشارة العمل والهجرة والضمان الاجتماعي في السفارة الإسبانية في المغرب وبابلو أوتيرو غالاردو نائب العمدة المفوض للرئاسة والشؤون الاجتماعية لمجلس مدينة قادس وفرانسيسكو خيسوس تورونجو بينيتيز المدير العام لسياسة الهجرة وإدارة الإدماج الاجتماعي والشباب والأسر والمساواة في المجلس العسكري الأندلسي ودانييل سانشيز رومان المدير الإقليمي لدائرة التوظيف الأندلسية في قادس وأوسكار بليدا المستشار المنتدب لمنطقة الاندماج الاجتماعي والمشاركة والمقاطعات بمجلس مدينة ألميريا وسيليا غارسيا بانيوس من الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا) من بين آخرين..
حدث يجمع خبراء دوليين
أقيمت فعاليات الحفل الختامي ضمن المرحلة النهائية من المشروع الأوروبي “تحرك باللون الأخضر” وعرض نتائجه الرئيسية والممول من الإتحاد الأوروبي من خلال أداة “دعم جمعيات التنقل”.. ونظم الحفل بشراكة مع فيدرالية “أنمار” ومنظمة “كلانير” من أجل التطبيق و الإبتكار والتشغيل في قطاع الإقتصاد الأخضر بين الأندلس والمغرب لفائده شباب المغرب والمقيمين به، وحصلا رفقة شبكة الشركاء والمتعاونين على تعاون لا يقدر بثمن من مجلس مدينة قادس و”دار إيبيريا أمريكا”.
وأبرز ل”المنعطف” محمد ابراهيمي عمدة عاصمة البرتقال والرقمنة، أن مشروع “تحرك باللون الأخضر” يهدف إلى تعزيز وتقوية العلاقات بين المغرب وإسبانيا في عده مجالات أهمها الهجرة الدائرية وتكوين موارد في مجالات الطاقه المتجددة والمستدامة، التي هي أهداف مشروع “التنمية المشتركة للإبتكار والتوظيف في قطاع الاقتصاد الأخضر والدائري بين الأندلس والمغرب”، الذي ينفذه صندوق الأندلس للبلديات من أجل التضامن الدولي بالتعاون مع إتحاد بلديات شمال المغرب والأندلس “إتحاد أنمار” وجمعية الأندلس للطاقة المتجددة “كلانير”، لنموذج تجريبي للهجرة الدائرية للمواهب في قطاع الطاقات المتجددة والاقتصاد الأخضر.
وعزز المشروع الذي بدأ في شتنبر 2021 من قابلية توظيف وريادة الأعمال لدى الشباب في المغرب من خلال التدريب العابر للحدود، وكذلك الترويج لعمليات الهجرة الدائرية المبتكرة وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص في قطاعات الإقتصاد الأخضر. وأعلن الصندوق الأندلسي للبلديات للتضامن الدولي عن الاحتفال بالندوة الدولية وتبادل الزيارات بعنوان “الهجرة الدائرية والانتقال الأخضر والتنمية المستدامة: توضيح الاستجابات من الأقاليم”.
افتتح الندوة فرانسيسكو رييس رئيس مجلس مقاطعة جيان الذي سلط الضوء على أهمية التعاون عبر الوطني والنموذج المبتكر لتنقل العمالة عبر الحدود بين إسبانيا والمغرب وأشار إلى أن “الحاجة الملحة للطاقات المتجددة والاقتصاد الأخضر في كل من القارتين والبلدان هي حقيقة واقعة”. وتناولت الندوة عرض فيديو دراسي لإظهار برنامج مشروع “تحرك باللون الأخضر”، ومواضيع مختلفة تتعلق بالهجرة الدائرية والتحول الأخضر والتنمية الإقليمية، وقدمت إجابات من أراضي كلا الضفتين. وسلط هذا الحدث متعدد أصحاب المصلحة ومتعدد المستويات الضوء على المفاهيم الأساسية مثل التحول الأخضر والعادل، وخلق فرص العمل الخضراء، والإعتراف بالمهارات، والتنقل الدائري، وتنمية المواهب، وتبادل المعرفة، والتعاون في مجال الأعمال، والطاقات المتجددة، وعلاقات التعاون، والتنمية الإقليمية المستدامة، والأجندة المشتركة والتحالفات الاستراتيجية وإدارة الهجرة.
ترحك باللون الاخضر
وتضمن اليوم الأول من الندوة عرض النتائج الرئيسية لمشروع “تحرك باللون الأخضر” تلاه عرض افتتاحي وافتتاح رسمي اختتم بكوكتيل ترحيبي وموسيقى أندلسية. كما شارك الحضور الدوليون في زيارات متبادلة لشركات في قطاع الطاقة المتجددة في قادس، مثل نافانتيا في بويرتو ريال وأغواس دي قادس. وركز اليوم الثاني من الحدث على حوار مؤسسي حول العلاقات الإسبانية المغربية وجلسة حول هجرة اليد العاملة الدائرية. وعُقدت بالإضافة إلى ذلك، طاولات موازية ركزت على التعاون الدولي من أجل التحول الأخضر وصعود قطاع الطاقة المتجددة، وتدريب المواهب على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، وفرص الأعمال والوظائف الخضراء.
وشددت بيلار كانسيلا رودريغيز، خلال الندوة، على ضرورة “تعزيز علاقات التعاون بين إسبانيا والمغرب للمضي قدما في أجندة الهجرة الدائرية والتنمية المستدامة”، إضافة إلى إظهار التزام كتابة الدولة للهجرة بالمشاريع الرائدة للهجرة الدائرية مثل”تحرك باللون الأخضر”، والتي تتيح الفرصة للعديد من الشباب للتدرب في مجال الطاقات المتجددة. وقال كانسيلا “لا تعمل هذه الأنواع من المبادرات على تعزيز المزيد من التنمية في بلدانها الأصلية فحسب، بل تقربنا أيضًا من أهداف خطة عام 2030”. وشدد محمد شاكر على أن “التعاون اللامركزي ضروري لمواجهة التحديات المشتركة وتعزيز التنمية الإقليمية”. وشددت ماريا سونسوليس غوتيريز دي لا بينيا، على ضرورة “تعزيز الروابط المؤسسية والتجارية من الحكم المحلي إلى الدولة لضمان عمليات الهجرة القانونية مع ضمانات حقوق الإنسان”.
وأعرب محمد إبراهيمي عمدة بلدية بركان عن حماسه “أنا سعيد للغاية لوجودي بينكم اليوم وأن أكون هنا في قادس. ونحن نعتبر أنه من المناسب مواصلة تبادل ومشاركة ما لدينا من الخبرات، لمواصلة التعاون في مشاريع مشتركة جديدة وتعزيز هذا التعاون بين المجتمعات الإقليمية في الأندلس وشمال المغرب يحتفل إتحاد أنمار بمرور عشرة أعوام، وبعد هذه الندوة يخرج أقوى من أي وقت مضى”. وأبرزت سارة غارسيا راموس أهمية مواصلة العمل على التعاون بين إسبانيا والمغرب وكذا ضرورة أخذ المنظور الجنساني بعين الإعتبار في جميع العروض. وسلط الضوء على المشروع الحالي بين الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية ووكالة “أنابيك” المغربية الذي يفيد المرأة المغربية ويكون محوره الهجرة الدائرية بين إسبانيا والمغرب.
نموذج هجرة اليد العاملة الدائرية
وأكد محمد ابراهيمي ل”المنعطف”، أن الحكومات المحلية الأندلسية عززت في الأعوام الأخيرة علاقاتها التعاونية مع نظيراتها المغربية، مما عزز التعاون الذي بدأ منذ أكثر من عقدين من خلال “إتحاد أنمار”، ويعد المنتدى الأخير الذي عقد بطنجة في نونبر 2023 مثالا واضحا على هذا الجهد المستمر، حيث سلط الضوء على التحالفات في التعاون البلدي والجهوي. وأضاف، أنه أتيحت للحاضرين فرصة المشاركة في المناقشات حول سياسات الإبتكار والتعاون في منطقة البحر الأبيض المتوسط، واستكشاف إستراتيجيات لتعزيز التعاون بين الأندلس والمنطقة الشمالية من المغرب، والقيام بزيارات تبادلية للأعمال حيث ستقوم الشركات المغربية بزيارة نظيراتها الأندلسية في قطاع الطاقة المتجددة. ولم تسلط الندوة الضوء على أهمية التعاون عبر الوطني في التحول الأخضر فحسب، بل أكدت أيضًا على الدور الأساسي للمواهب الناشئة في قطاع الطاقة المتجددة من أجل تنمية إقليمية متوازنة وعادلة، يختم تصريحه رئيس جماعة بركان.
يعد مشروع “تحرك باللون الأخضر” مبادرة رائدة تشجع على نموذج هجرة اليد العاملة الدائرية في مجال الطاقة المتجددة. وهو تحالف مؤسسي بين الأندلس وإسبانيا والمغرب بقيادة “إتحاد أنمار” والصندوق الأندلسي للبلديات للتضامن الدولي و”كلانير” الجمعية الأندلسية للطاقة المتجددة، إلى جانب “إتحاد أنمار” للمجتمعات المحلية في شمال المغرب والأندلس، وشركاء بتمويل من الإتحاد الأوروبي من خلال مرفق شركاء الهجرة، الذي يديره المركز الدولي لتطوير سياسات الهجرة بالتعاون مع جماعات ترابية من كلا البلدين.