حسن عين الحياة
تتأهب الفيدرالية المغربية للفرق المسرحية المحترفة لعقد مؤتمرها الوطني الثاني، يومي 1 و2 يونيو 2024 بمدينة مراكش، وهي محطة مهمة في تاريخ الفدرالية، تأتي في ظل سياق موسوم بعديد الإكراهات التي تواجهها الحركة المسرحية من جهة، والفرق المسرحية من جهة ثانية، خاصة ما يرتبط بتنظيم المهنة والفرق وضبابية العلاقة مع الشركاء.
وبحسب ما لمسته “المنعطف” من خلال حديثها مع بعض الفرق المنضوية تحت لواء الفيدرالية التي تأسست عام 2012،إن هذا المؤتمر الذي تم تأجيله لعديد المرات، يعتبر محطة مفصلية في تاريخ الفيدرالية بالنظر إلى حساسية المرحلة. إذ رغم كون الفيدرالية المغربية للفرق المسرحية المحترفة تعتبرا إطارا ترافعيا، وهذه وظيفتها الأساسية، إلا أنها وضعت أهدافا، ترى أن تنفيذيها سيساهم في تعزيز الممارسة المسرحية وتقويتها، ومن ضمنها الاشتغال على تأهيل الفرق المسرحية، خاصة على مستوى تدبير المشاريع وإعدادها، وأيضا التدبير المالي والبحث عن مصادر التمويل، والاشتغال بالموازاة على هيكلة الفرق لمواجه عدة تحديات، وأولها الانتقال من الإطار الهاوي الذي يحكمه قانون الحريات العامة، المنظم لتأسيس الجمعيات 1958، إلى مقاولات فنية، مساهمة ليس فقط في تقوية الإبداع، بل أيضا في الاقتصاد الثقافي الذي هو رهان من رهانات تقوية الجودة.
وفي حديثه لـ”المنعطف” قال الزيتوني بوسرحان، المنسق العام للمؤتمر الثاني، وهو بالمناسبة مخرج مسرحي له وزنه في الساحة المغربية والعربية، “إن المؤتمر الوطني الثاني للفيدرالية المغربية للفرق المسرحية المحترفة يأتي في ظروف تعيش فيها الحركة المسرحية من جهة انتعاشة إبداعية ملفتة، لكن تعرف انتكاسات تنظيمية أيضا، وتبدو أنها مجرورة إلى الزاوية”. وأضاف بوسرحان أن العديد من القضايا التي قد تسند هذه الانتعاشة مازالت عالقة، وتحتاج من الفرق المسرحية إلى استعادة المبادرة، والعمل من أجل لفت الانتباه إليها لحلها، “ومن تلك إعادة الروح المركزية للدعم المسرحي، وتمكين الفرق من بنيات عرض في مستوى تطلعات الجمهور المسرحي، تسمح للفرق بتقديم منتوجها في أوقات مناسبة، وإقرار منظومة إجرائية لتمكينها من تحصيل أشطر الدعم في آجال لا ترهقها وترهق الفنانين”.
وقال المنسق العام للمؤتمر الوطني الثاني، إن شركاء الفيدرالية وعلى رأسهم وزارة الشباب والثقافة والتواصل، يعوون جيدا وضعية الفرق وضرورة تصويب إجراءات تدبير نهج يحقق فعلا الشرط الرئيسي للصناعة الثقافية، وهو تقوية الإطارات المسرحية المنتجة.