18, أكتوبر 2024

ليلى خزيمة

في أعقاب الدورة السابعة والسبعين لمهرجان كان السينمائي، وقع محمد مهدي بن سعيد، وزير الشباب والثقافة والاتصال والسيدة رشيدة داتي، وزيرة الثقافة الفرنسية، يوم السبت الماضي اتفاقية تتعلق بالإنتاج السينمائي المشترك. تترجم هذه الاتفاقية الجديدة، التي تحل محل الاتفاقية الموقعة سنة 1977 والتي لا تزال تنظم الإنتاج المشترك بين فرنسا والمغرب، رغبة البلدين في تزويد منتجيهما بإطار حديث يتوافق مع الممارسات المعاصرة الإنتاج وقادرة على تشجيع شراكات جديدة في الصناعات السينمائية بين البلدين.

تهدف هذه الاتفاقية إلى توضيح وتبسيط إجراءات الإنتاج المشترك بين المخرجين المغاربة والفرنسيين، بالإضافة إلى إحداث لجنة مشتركة بين المركز السينمائي المغربي ونظيره الفرنسي لتنفيذ بنود هذه الاتفاقية. كما تتناول هذه الاخيرة تحسين الإطار القانوني للتعاون السينمائي بين البلدين، مع مراعاة قواعد صناعة السينما المعمول بها في فرنسا والمغرب. وقد صرحت وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي للصحافة قائلة: «يعتبر المغرب وجهة مثالية للتصوير الذي يحتاج إلى تمثيل الشرق الأدنى أو الأوسط، لأنه يتمتع بمهنيين أكفاء وبيئة ترحيبية ومطمئنة من حيث الأمن. أشجع المنتجين الفرنسيين على التفكير في المغرب في مشاريعهم وآمل أن تسمح هذه الاتفاقية الجديدة بمزيد من الإنتاج المشترك مع هذا البلد الجميل الناطق باللغة الفرنسية. وأذكركم أنه يمكن للمخرجين المغاربة تقديم مشاريعهم إلى مساعدة السينما العالمية التابعة للمركز الوطني للسينما والصور المتحركة، فهو يدعمهم بانتظام».

وعن رمزية توقيع الاتفاقية بالموازاة مع فعاليات مهرجان كان السينمائي يقول السيد محمد مهدي بنسعيد: «من الواضح أن هذا سيجمع ما بين المهنيين المغاربة والفرنسيين ويعزز بكل بساطة علاقات الصداقة والأخوة بين فرنسا والمغرب. ويتيح أيضا إمكانية فتح سوق أكبر بكثير في قطاع السينما، وكذلك في قطاعات أخرى مثل برامج الألعاب وحماية التراث». وفي هذا الإطار أكدت رشيدة داتي: «نود أن نتمم الشراكة لتطوير هذه الصناعة على أوسع نطاق ممكن، بدعم من فرنسا. وفي نفس الوقت، نحتاج أيضا إلى المعرفة والإبداع الذي يتوفر عليه المغرب في مجال الألعاب. فالمغرب مبدع للغاية في كل ما يتعلق بالثقافة».وأضافت الوزيرة أن السينما المغربية مشهورة ومعترف بها، وقد تم تكريمها في مهرجان كان في مناسبات عديدة، كما تم تتويجها عدة مرات في هذا المهرجان الدولي: «فلا يمكن لفرنسا إلا أن تكون في قلب ديناميكية الاعتراف هذه، وأيضا في ديناميكية الاستدامة في الشراكات»، مشددة على أهمية الألعاب: «التي أصبحت تعد صناعة ثقافية مهمة للغاية وواحدة من القطاعات التي تسجل مستوى نمو متسارع في المملكة».

وخلال توقيع هذه الاتفاقية، أطلع محمد المهدي بنسعيد بالمناسبة، نظيرته الفرنسية على مختلف الأوراش التي أطلقها المغرب في المجال الثقافي، وجهوده في سبيل الاهتمام بالتراث المادي وغير المادي وكذا مبادراته على مستوى منظمة اليونسكو والمنظمة العالمية للملكية الفكري. كما زار بنسعيد عقب هذه المباحثات الجناح المغربي بمهرجان كان السينمائي والذي يشهد حضورا قويا للسينمائيين المغاربة مثل نبيل عيوش الذي يحضر هذه الدورة كعضو لجنة تحكيم الإقامة الفنية للمركز الوطني للسينما.

منذ سنوات، يعمل محترفو السينما الفرنسيون والمغاربة معا بشكل منتظم، مدعومين كل في بلده بأليات التمويل العامة التي تشجع الإنتاج الدولي المشترك. فالوزارة والمركز السينمائي المغربي، وضعا سياسة طموحة للصناعة السينمائية، حيث دعما بقوة ليس فقط الإنشاء، بل أيضا بناء دور السينما، وتنظيم العديد من المهرجانات. وهكذا تمكنا من خلق بيئة مواتية للسينما وتطوير الإنتاج المشترك مع فرنسا.

 

 

 

اترك تعليقاً

للإتصال بنا :

مدير النشر : امال المنصوري

amal@24.ma

سكريتير التحرير : احمد العلمي

alami@a24.ma

رئيس التحرير : عبد اللطيف بوجملة

boujemla@a24.ma

Exit mobile version