البرنامج الرسمي للدورة 77 من مهرجان كان السينمائي يضم هذه السنة ضمن قائمته للأفلام المختارة الفيلم السعودي نورا. وهي أول مرة يشارك فيها عمل سعودي بهذه التظاهرة. الفيلم من إخراج توفيق الزيدي، وتشخيص كل من يعقوب الفرحان، ماريا بحراوي، وعبد الله السدحان وغيرهم. تدور أحداثه في المملكة العربية السعودية في تسعينيات القرن الماضي بمنطقة العُلا،المصنفة ضمن التراث العالمي لليونسكو، خلال زمن سادت فيه المحافظة وأصبح محظورا ممارسة أي فن، بما في ذلك الرسم.تروي أحداث الفيلم قصة نادر، الفنان الذي تخلى عن حلمهوأصبح مدرسا، وانتقل إلى قرية نورا الفتاة الموهوبة. لقاؤهما ساعدها على تحقيق إمكاناتها الفنية في بيئة ريفية قمعية.
يقول توفيقالزيدي: «نورا هي صورة عن علاقتنا بالفن، وكيفية التواصل مع الآخر، فمن خلالها نكتشف آفاقا خارج محيطنا، وتجارب فنية قادرة على تغيير المجتمع. ولعل العُلا هي الخلفية المثالية لحكاية مثل حكاية نورا».
تم عرض الفيلم لأول مرة في المملكة العربية السعودية في دجنبر الماضي خلال مهرجان البحر الأحمر السينمائي في جدة، وسيتم إدراجه في قسم “نظرة ما”بمهرجان كان السينمائي. وسيتنافس فيلم نورا مع 19 فيلما آخر من مختلف أنحاء العالم.
وفي مقابلة في نونبر الماضي، قبل العرض الأول، أعرب الزيدي عن أمله في أن يلهم الفيلم الأجيال القادمة حتى لا تتخلى أبدا عن أحلامها: «لا أعتقد أنه فيلم يحاول إيصال رسالة واحدة فقط، فالفن أمر ذاتي في نهاية المطاف. ولكن عندما يشاهد جمهور الجيل القادم هذا الفيلم، أريدهم أن يتذكروا شيئا واحدا: ثق بنفسك. وإذا كان لديك صوت، فلا تتوقف أبدا عن النضال من أجله.». الرأي الذي شاطرته بحراوي، لافتة النظر إلى أن تجسيدها لشخصية نورا في الفيلم شجعها على عدم التنازل عن تطلعاتها: «لقد علمتني نورا أن أبقى صادقة مع نفسي، وأن أثابر رغم كل التحديات. من الآن فصاعدا ولبقية حياتي، بفضل نورا، إذا لم أجد الدعم، فسوف أدعم نفسي. أنا مصممة على النجاح، وسأفعل ذلك مهما تكن الظروف.».
