18, أكتوبر 2024

 

«الغناء يعني الحياة، والانغماس مع إيقاع أوتار الآلات. الغناء هو السماح للعاطفة بالتعبير عن نفسها.» بهذه الكلمات، روج مؤسسةميراث للحفل الذي أحياه الفنان عبد الله بن شرادي يوم الخميس 28 مارس بالمركب الثقافي أنفا تحت شعار “لنغني معا تراثنا”.

أمسية استثنائية دعت إلى إعادة اكتشاف التراث الموسيقي المغربي والاحتفال به بكل تنوعه. من العيطة إلى الشغوري، ومن الملحون إلى الغرناطي، بما في ذلك موسيقى كناوة، والحمادشة، والحساني، والغيواني. تجربة غامرة في روح الموسيقى المغربية. تقول مؤسسة ميراث: «إن الارتباط بماضينا وأجدادنا وروحانيتنا وأرضنا من خلال الموسيقى والإيقاع هو الذي يوحدنا كمغاربة».

وفي قلب هذه المغامرة الفنية المميزةنجد الفنان الشغوف والملتزم عبد الله بن شرادي. مدافع حقيقي عن الفن وعن الموسيقى المغربية، معروف بقدرته على نقل هذا التراث الفني إلى مختلف الطبقات.فبفضل إتقانه للآلات الموسيقية ومنهجه التعليمي، تمكن من خلق رابط فريد بين الماضي والحاضر والمستقبل للتراث المغربي.

هذا الشغف بالتراث دفعه إلى تأسيس المشروع الفني ميراثالذي اشتغل عليه لمدة ست سنوات. ليأخذ عبد اللهالشرادي الجمهور في رحلة عبر التراث الموسيقي المغربي المتعدد الألوان والنغمات.ففي زمن تميل فيه العولمة إلى توحيد الثقافات، يقدم مشروع ميراث نفسه كإشادة حيوية لثراء وتنوع التراث الموسيقي المغربي. ليصير المشروعدعوة لاكتشاف الإيقاعات التي تشكل الهوية المغربية.لأن الموسيقى كما يقول هي تعبير عن الذات وعن المجتمع.

ومن خلال المبادرات التعليمية والعروض الآسرة، يشارك الفنان عبد الله الشرادي العازف المتعدد الآلات شغفه وخبرته، وبالتالي إثراء التراث الثقافي المغربي. التزامه يتجاوز المسرح، بدروس متقدمة ومتجددة تزيل الستار عن ثراء وتنوع الموسيقى المغربية، وبالتالي تشجيع نقل هذا التراث إلى الأجيال القادمة.

العرض الذي أقيم بشراكة مع جمعية أصدقاء روبان الوردية، الملتزمة بقضية نبيلة مع الاحتفاء بثراء التراث الموسيقي المغربي، كان فرصة لمعرفة أصل كل موسيقى وتأثير المنطقة الجغرافية بالإضافة إلى تميزها الثقافي من حيث الأغنية والقوافي والكلمات والألحان. كما اعتبره الحاضرون بمثابة ورش عمل وإيقاظ لحسهم الفني والإبداعي وتعلم تقنيات الغناء الجماعي. فمشروع ميراث أخذ على عاتقه مهمة مشاركة شغفه وفنه وقيمه وكل معارفه من خلال الأمسيات التي ينظمها في المغرب وفي جميع أنحاء العالم.

وللتذكير، فعبد الله بن شرادي، مغني، ملحن وعازف على أكثر من آلة موسيقية، منهاالكمبريوالعود و”الوتار”. حبه للموسيقى نشأ منذ الطفولة وعشق منذ ذلك الحين أعمال مجموعة “المشاهب”، “جيل الجيلالة” “ناس الغيوان” وموسيقى كناوة. لكن عبد الله بن شرادي أعطى الأولوية للدراسة وحصل على ماستر في سياسة إعداد التراب الوطني ودبلومات أخرى، قبل أن يتفرغ للفن بشكل كامل. بدايته الحقيقة للاحتراف كانت من خارج الوطن وبالضبط من إيطاليا. اشتغل مع فنانين عالميين في روما وبعدها أصبح مقيما بين المغرب وإيطاليا. سجل حضورا قويا بالعديد من الاقامات الفنية داخل وخارج المملكةوالتي تشبع من خلالها بفلسفة العمل الجماعي والبحث في جميع الأنماط والسير التراثية. نشأ داخل أسرة تحب الموسيقى، فتأثر بها وعشقها ليصبح بعدها أكاديميا يبحث ويدافع عن التراث المغربي. شعاره هو «الموسيقى هي هوية، هي فلسفة،هي روح تختزل تاريخنا». تعامل مع العديد من الفنانين المصنفين عالميا مثل عازف السكسفونطوماس فال وخرالدو لوبيز وغيرهم. ومن خلال تنقلاته وحفلاته خارج المغرب، يلمس الفنان عبد الله بن الشرادي أن الموسيقى المغربية تتطور ويعشقها الجمهور على المستوى العالمي ويتفاعل معها بعفوية وبشغف وبحب.

ل. خ

 

 

 

 

اترك تعليقاً

للإتصال بنا :

مدير النشر : امال المنصوري

amal@24.ma

سكريتير التحرير : احمد العلمي

alami@a24.ma

رئيس التحرير : عبد اللطيف بوجملة

boujemla@a24.ma

Exit mobile version