21, نوفمبر 2024

 

ليلى خزيمة

 

الطبيعية ببحرها وجبالها هي بيئته الأصلية. يعشق بشكل خاص صيد الأسماك، مما دفعه إلى العمل لأول مرة في مطاعم بخليج فالينكو. وهناك ولد شغفه بفن الطبخ، فدرس بالثانوية المهنية أجاكسيو جنوب كورسيكا.

قام بصقل مهاراته في مؤسسات مختلفة، أولها مطعم بولمان الحائز على نجمة ميشلان في فرساي.بعد ذلك، أغرته الريفييرا الفرنسية حيث انضم إلى الفندق الكبير سان جون ريفييرا مع الشيف ديديي أنييس المصنف من أفضل الحرفيين الفرنسيين والحاصل على نجمة من دليل ميشلان، مرورا بمطاعم شهيرة كبيرة أخرى ومع طهاة كبار آخرين، قبل الانضمام إلى فريق عمل مطعم ألبرت الأول الشهير حيث قضى 17 عاما في إعداد أطباق متفردة من الأسماك والمأكولات البحرية.

انطلق الشاف رضوان منصوري نحو آفاق جديدة بداية سنة2017 ليلتحق بمطعم “اللؤلؤة الزرقاء” بمدينة فيلنوف لوبيي.شغفه وحبه للمهنة، جعلا رضوان منصوري سخيا يشارك خبرته وإبداعه خلال عروض الطبخبالمناسبات الدولية. خصال مهدت له الطريق، لتتم دعوته للانضمام إلى فريق”موجين ستار”الذي يضم 50 فردا من الطهاة المتميزين والمبدعين. وفي سنة 2019، عهد إليه فندق سوفيتيل الدار البيضاء، بإدارة مطابخ “براسيري لا تور بلانش”. وهو اليوم رئيس المطابخ في منتجع السعدي بمراكش.

يثقن جميع خبايا المهنة. مطبخه ينتقل بكل سلاسة ما بين فن الذواقة وفن الطبخ المبسط ويستأسر بشكل خاصبخيرات حوض البحر الأبيض المتوسط. فالمأكولات البحرية هي جوهر مطبخه الذي يعتمد فيه أسلوب المطبخ الكلاسيكي/ المعاصر.

رغم كل هذا، عندما تطرح عليه السؤال: كيف وصلت إلى هذا المستوى وأصبحت من المبدعين في الميدان؟ يجيب بكل تواضع: «مساريالدراسي كان عاديا في البداية. فقد عشت في قرية صغيرة للصيادين بجزيرة كورسيكافي فرنسا. هناك وبكل بساطة عشقت فن الطبخ في سن 14. بعدها، التحقت بالمدرسة الفندقية أجاكسيو. بعد نيل شاهاداتي، تركت كورسيكا وتوجهت إلى منطقة الساحل الأزرق وعملت ما بين مدينتي كان وموناكو بمطاعم مصنفة رفقة كبار طهاة من ذوي الصيت. والباقي أنتم تعرفونه.»

لا يكثر من الكلام، بل يترك المجال لعمله وإبداعاته للتحدث عنه. عندما يتعلق الأمر بشهر رمضان وذكريات الطفولة يقول الشاف رضوان منصوري: «عندما كنت صغيرا، كان رمضان يشع بالتقاليد والعادات العائلية سواء على مستوى الأطباق التي كنا نحضرها أو على مستوى العلاقات والتلاحم والمشاركة والجو الروحاني والامتنان».

وهل لازلتم تعيشون أجواء رمضان بنفس الطريقة كما في السابق؟

بالنسبة لي، شهر رمضان هو شهر الصيام والروحانية والتأمل. وهو يساعدني أيضا على تعزيز معارفي الشخصية وتقوية صبري وعزيمتي وقدرتي على تدبير التحديات. من الناحية العملية، فهو تجربة متفردة وغنية تتطلب معارف متجذرة للقيم الغذائية. وهذا يمكنني في كل مرة من تقديم تجربة تذوق متجددة وفريدة لزبنائي في المغرب. فقد أخذت على عاتقي مسؤولية تقديم وإبداع تجربة غذائية استثنائية من خلال إعادة ابتكار الإفطار المغربي التقليدي لرمضان بمفهوم جديد مشخص حتى يتمكن الشخص من قضاء لحظات فريدة مع العائلة والأصدقاء. أقدم خدمة خاصة ومشخصة تقوي العلاقات العائلية وتخلق ذكريات جميلة تبقى عالقة في الاذهان.

وما هي ملاحظاتكم حول العادات الرمضانية عند المغاربة؟

خلال شهر رمضان، نلاحظ أن للمغاربة عادات غذائية متنوعة. فأول ما يبدؤون به هو وجبة غنية بالسكريات. بالنسبة لكل واحد منهم، السكر مكون ضروري لتعويض الطاقة التي فقدها خلل الصوم. بعدها سينوع في المأكولات المالحة المتوفرة فوق مائدة الإفطار خصوصا منها العجائن. لينتقل إلى سلطة متنوعة الخضراوات وبطبيعة الحال الطبق الرئيسي. ليختتم فقرة الأكل بشرب الشاي ومختلف الفطائر الحلوة مع العسل وشرب القهوة والعصير وما إلى ذلك. لكن يجب أن يتنبهوا إلى نوعية الوجبات التي يستهلكونا وكذلك الكميات لكي يقضوا صيامهم بشكل جيد.

بما تنصحون إذن المغاربة لكي يقدوا يومهم بشكل جيد؟

ما يمكن أن أقوله للمغاربة هو أن رمضان شهر الاحتفال والسلام الذي يدوم ثلاثين يوما. وهو كذلك فرصة للاستمتاع بثقافتنا وتقاليدنا المغربية سواء مع العائلة أو مع الأصدقاء.

من خلال تجربتكم ما هي أنواع الاطباق التي تستهلك بشكل كبير والتي يكثر عليها الطلب في شهر رمضان؟

أنواع الأطباق الأكثر استهلاكا بالنسبة لي خلال شهر رمضان في المطاعم هي الأطباق غير الاعتيادية لوجبة إفطار رمضانية. من بين هذه الأطباق والتي أقدمها بكثرة خلال هذا الشهر وازداد عليها الطلب هذا العام، هي طبق من اختصاصي ويحمل توقيعي “طنجية سمك الراهب”، وهناك حساء السمك أو ما يسمى بالفرنسية “لابوي أبيس” بالسمك الصخري ومينيسترون الخضر أو حساء الخضار المتنوع والحساء الاسيوي.

أكيد أن هنالك العديد من التحديات التي تواجهونها يوميا خلال هذا شهر الفضيل؟

يومياتي الرمضانية كما ترون مليئة بالعمل. فأنا رئيس طهاة وصاحب مطعم محلي. أعمل بجد لاقتناء أجود المكونات لزبنائي. ولتحقيق هذا، أجوب مختلف الضيع والمنتجين المحليين سواء تعلق الأمر بالخضار أو الفواكه أو المنتجات البحرية أو اللحوم الحمراء أو الدواجن. كما أسعى جاهدا لاقتناء منتجات استثنائية لتقديمها لزبنائي المميزين.

ككبير طهاة لي عادات خاصة متمثلة في تجربة وصفات جديدة ومبتكرة وخلق نكهات مختلفة ومتفردة. لذلك يجب أن أبقى دائما على علم بالمستجدات في الميدان حتى أتمكن في كل مرة من تقديم تجارب جيدة للزبناء.

وهل يمكن أن تقدموا للقارئ بعض هذه التجارب من خلال وصفتين كنموذج لما يمكن أن يحضره الصائم عند الافطار ووقت السحور؟

سأقترح على القارئ اليوم وصفتين غنيتين ستمكن الصائم من الاستفادة من كل المكونات الغذائية التي يحتاجها جسمه خلال يوم كامل من الصيام. يمكن تحضير الوصفتين بكل سهولة وتناولهما. الأولى خلال وجبة الإفطار والثانية خلال وجبة سحور.

 

 

 

اترك تعليقاً

للإتصال بنا :

مدير النشر : امال المنصوري

amal@24.ma

سكريتير التحرير : احمد العلمي

alami@a24.ma

رئيس التحرير : عبد اللطيف بوجملة

boujemla@a24.ma

Exit mobile version