حسن عين الحياة
نظمت النقابة الوطنية للصحافة المغربية مساء الاثنين 12 فبراير 2024 بدار المحامي في الدارالبيضاء، لقاءَ تضامنيا مع الصحافيين الفلسطينيين، وذلك بحضور جمال الشوباكي سفير فلسطين في المغرب، وناصر أبو بكر نقيب الصحافيين الفلسطينيين، وممثلون عن الاتحاد الدولي للصحافيين وعشرات الزميلات والزملاء وفعاليات حقوقية وطنية.
واستنكر المشاركون فيهذا اللقاء الذي انطلق في أجواء حماسية العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة وسياسة التقتيل الممنهجة في حق الشعب الفلسطيني،وفي مقدمتهم عبد الكبير اخشيشن، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، الذي أكد على أن تنظيم هذا اللقاء هو بمثابة إعادة الصرخة مرة أخرى، وأن الرغبة في أن يتحول الصمت حول ما يجري من تقتيل للفلسطينيين إلى عقيدة لا يمكن قبوله.
وقال اخشيشن في معرض كلمته التي ألقاها بالمناسبة، “إن هذه الرغبة في أن نترك شعب غزة يُباد أصبحت جريمة نمارسها نحن”، مضيفا “أن قرار الاتحاد الدولي للصحافيين للتحرك يوم 26 فبراير الجاري، وتحرك النقابة الوطنية للصحافة المغربية، هو رغبة منا في أن نقول كصحافيات وصحافيين، إنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نترك هذه الجريمة تعيش بيننا”. واسترسل رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، أن الرغبة في إطالة هذا الصمت وهذا النسيان إزاء هذه الجريمة هو عقيدة وتكتيك يُمارس، وأن هذا التنويم العالمي يمارسه نوع من الإعلام الذي يحاول أن يجعل من هذه القضية شيئا عابرا، مؤكدا على أن “أدوارنا كصحافيين وصحافيات في العالم تعتبر امتحانا لنا”، وأنه لابد للإعلام المغربي أن يبتكر أدوات جديدة لإعادة الروح للدينامية التي تواجه الكيان الصهيوني، من خلال الفضح ونقل الحقيقة.
وقال اخشيشن، إن الهدف من تنظيم هذا اللقاء التضامني مع الصحافيين الفلسطينيين في مدينة الدارالبيضاء، يهدف إلى التفكير بشكل جماعي في أشكال احتجاجية جديدة ونوعية من أجل محاربة الرغبة في ادخال ما يجري في قطاع غزة إلى ذاكرة النسيان.
من جانبه، قدم السفير الفلسطيني في الرباط، جمال الشوباكي شكره للمغرب على دعمه المتواصل للقضية الفلسطينية، وفي الوقت نفسه، شكره للنقابة الوطنية للصحافة المغربية “على ما قامتبه من دورمنذ بداية العدوان الإسرائيليفي 7 أكتوبر على الشعب الفلسطيني حتى هذه اللحظة”، مؤكدا على أنها من النقابات الأولى التي زارت سفارة فلسطين بالرباط وعبرت عن دعمها للشعب الفلسطيني ورفضها للعدوان الهمجي الذي يُمارس ضده.
وتطرق السفير الفلسطيني في كلمته إلى علاقة الشعبين المغربي والفلسطيني، مبرزا أن “الشعب المغربي المناضل، الذي اختبر النضال ضد الاستعمار الفرنسي في السابق، والذي ساعد حركات التحرر في كل دول المغرب العربي من أجل الخلاص من الاستعمار، يرفض استمرار احتلال فلسطين، فما بالك عندما تكون الجريمة بهذا الحجم وبهذه البشاعة”، مشددا في الوقت نفسه على أن النقابة الوطنية للصحافة المغربية وقفت موقفا شجاعا في رفض هذه الجريمة.
بدوره، كشف ناصر أبو بكر، رئيس نقابة الصحافيين الفلسطينيين، عن معاناة الجسم الصحافي الفلسطيني في قطاع غزة، وصموده أمام العدوان الإسرائيلي، ومقاومته لآلة التقتيل التي تطاله بشكل ممنهج حتى لا يواصل كشفه للرأي العام الدولي فداحة الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في القطاع.
وقدم نقيب الصحافيين الفلسطينيين أرقاما صادمة حول عدد الصحافيات والصحافيين الشهداء منذ بداية العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر الماضيالماضي على قطاع غزة، مؤكدا على أن هذا القطاع يضم 1300 صحافية وصحافي،وأن 10 في المائة منهم تم قتلهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي، واصفا هذه التصفية بحرب إبادة جماعية للصحافيين الفلسطينيين.
وقال ناصر أبوبكر “لقد فقدنا 120 صحافيا، ودُمرت كل مؤسسات الإعلام في قطاع غزة.. أكثر من 80 مؤسسة موثقة لدى نقابة الصحافيين الفلسطينيين، كما لدينا عشرات الصحافيين الأسرى في قطاع غزة وفي الضفة الغربية، بالإضافة إلى عشرات الجرحى بالقطاع”.
واستغل نقيب الصحافيين الفلسطينيين مناسبة اللقاء التضامني، ليعلن من الدارالبيضاء أن يوم 26 فبراير سيكون يوما عالميا للتضامن مع الصحافيين الفلسطينيين، مشيرا إلى أن هذا التضامن سينطلق من أمام مقرات النقابات والاتحادات الصحافية في العالم، وأضاف قائلا “كما سندعو كل وسائل الإعلام في العالم للوقوف في مقراتها وأمام مقراتها دقيقة صمت.. كما نطلب من زملائنا في النقابة الوطنية للصحافة المغربية أن يدعو كل وسائل الإعلام في المغرب لتقف دقيقة صمت، حتى يكون يوما عالميا حقيقيا يقف فيه الجميع مع الصحافيين الفلسطينيين.. “.