a24- ليلى خزيمة
كم جميل أن تجالس من كلامه موزون و حبه للأخر فياض و تواضعه رهيب. صحيح أنهم قلة، لكن عندما يسعفك الحظ و تلتقيهم، عار عليك أن تفوت فرصة التحدث إليهم.
جريدة “المنعطف” حظيت بهذه الفرصة و كانت لها متعة الحديث مع الموسيقار فؤاد الزبادي، على خلفية تكريم،مساره الفني الحافل بمناسبة الدورة التاسعة لمهرجان تراثية البيضاء. عبر صاحب الصوت الرخيم خلال اللقاء عن سعادته بهذا الاحتفاء و هذه الالتفاتة قائلا: « إن السعادة تغمر دائما الفنان المكرم، فهذه المبادرة الجيدة و الدعوة من طرف العاملين و المهتمين بهذا المجال لشرف كبير لي و تعبير راقي عن الحميمية و التآخي.
بالمناسبة، فالمهرجان له صدى كبير و عودته في الدورة التاسعة بعد انقطاع بسبب فيروس كوروناشيء جميل جدا، فهو يشكل حلقة وصل بين كل المهتمين. ولله الحمد عنصر الثقافة دائما حاضرو هناكأناس يهتمون به و يسعون دائما لبلورة هذا المناخ الثقافي و توسيع مجالات اشتغاله.»
هذا التكريم هو اعتراف بعظمة إبداعات الموسيقار في كل المحافل و على خشبات المسارح و دور الاوبرا و المهرجانات. فقد أغنى الساحة الفنية بالعديد من الانتاجات ترجمت بتتويجات تليق بهامة الموسيقار مثل الدرع التذكاريلمهرجان الكويت والدرع التذكاري للنسخة الثانية لمهرجان جمعية الشموع بمدينة تطوان و جائزة لجنة التحكيم في مهرجان القاهرة الدولي للأغنية و غيرها من التكريمات.
صاحب الصدر الرحب، يعبر عن اعتزازه بمغربيته و غنى الساحة الفنية المغربية كلما حل ضيفا على البرامج التلفزية. فحسب تعبيره، المغرب خزان للأصوات الجميلة والقوية و الطربية، القادرة على البقاء في أذهان المستمعين.
بالمقابل يأسف لتراجع مستوى الكلمة في بعض الانتاجات كما جاء في تصريح سابق له: «لكنني في المقابل أرى أن هناك خللا على مستوى الكلمة، لأنها تدخل البيوت المغاربية والعربية، وأعتقد أن الكلمة لا تكون موزونة أحيانا، ولا تليق بالمستمع العربي، لذلك أتمنى أن يتحسن مستواها خلال الفترة المقبلة، كما أنني لا أنكر أن لدينا على مستوى الألحان أفكارا وأشكالا موسيقية جيدة تحتاج فقط إلى الاجتهاد».
هاجس الاجتهاد يلازم الفنان فؤاد الزبادي دائما. و كما صرح لنا فهو بصدد الاشتغال على أغاني مغربية باللغة العربية الفصحى و أخرى من الزجل المغربي سيطرحها قريبا على الساحة الفنية بدعم من وزارة الثقافة، بعض هذه القطع من كلمات الكاتبة أسماء لوكيلي كأغنية “أسوار الدار” من ألحان الأستاذالحاج العربي كميل و أغنية “سامح” من ألحان الأستاذ بوشعيب لحريزي المعروف بأبو فراس. و هما كما ذكر الفنان فؤاد الزبادي:«أغنيتين بإيقاعات و أنغام مغربية مائة بالمائة.»وأضاف:«خلال فترة مهرجان الموسيقى العربية، استفدت من تواجدي مع نقيب الفنانين سابقا و عملنا علىأغنيتين سيتم تسجيلهما بالقاهرة إن شاء الله. و هذا الألبوم سيكون بصيغة مصرية.»
كل الصيغ مرحب بها مادام مصدرها يصدح بصوت الاجتهاد و يغني للكلم الراقي و للحن المبدع و الصدق الذي ينبع من إبداعات الفنان ليصل به الى الإشعاع و التألق.