ثقافة و فنون -ليلى خزيمة
انتشى جمهور مسرح محمد الخامس بالرباط ليلة الجمعة 20 يناير بترنيمات من أغاني الفنان الراحل حسن ميكري. حفل نظمه المجلس الوطني للموسيقى بدعم من وزارة الشباب و الثقافة و التواصل تكريما للمسار الفني المتفرد للراحل. و قد أحيى الحفل نجله نصر ميكري الذي أمتع الحضور من محبين و فنانين و فاعلين في المجال الثقافي و أفراد العائلة بأغاني من ريبيرتوار والده رفقة الأوركسترا متعددة الثقافات بالمغرب بقيادة المايسترو حمزة امزكر إضافة إلى مجموعة الأيادي الذهبية.
هذا الحفل كان فرصة أفصح من خلالها الحضور عن محبتهم للراحل سواء على المستوى الشخصي أو الإبداعي. فقد عبر وزير الثقافة السيد محمد مهدي بنسعيد في كلمة ألقاها نيابة عنه السيد محمد بن يعقوب مدير الفنون بوزارة الثقافة عن التميز و الرمزية الكبيرة لهذا الحفل واصفا إبداع حسن ميكري بالرقي و الجمال :”لازلنا اليوم نردد أغانيه من وجدة الى الرباط. لقد أعطى ميكري نفسا جديدا للأغنية المغربية. و إرث حسن كان غنيا و حاضرا و متدفقا”.
لم تكن هذه الشهادة الوحيدة في حق حسن ميكري. فقد قالت دلال العلوي المحمدي مديرة المكتب المغربي لحقوق المؤلف أنه “عبر عن أفراحه و أحزانه بصيغة أدبية و فنية. جسد أمل جيل بأكمله و شكل منعرجا في تطوير الأغنية المغربية الشبابية العصرية في الستينان و السبعينات و التي لاقت نجاحا عالميا. لقد أغنى المرحوم الخزانة المغربية بأزيد من 160 مصنفا مصرح به و نحن متأكدون أن لديه أكثر من ذاك غير مصرح به ربما لانشغاله أو لأن المرض داهمه.”
أما السوبرانو سميرة القادري فأشادت بأخلاق الفنان العالية و تجربته التي لا يمكن ان نختزلها في سطر أو سطرين ” فهو تجربة متكاملة. وأنا سعيدة بمعرفته فأنا دائما أستحضر حواراته الشيقة و شخصيته التي تجمع ما بين التواضع و المعرفة و الهمة و الرفعة. اليوم هو عرس . فالراحل هو من كان يكرم الآخر في الحفلات و المهرجانات و اليوم نحن نمنحه جزءا بسيطا مما يستحق”.
بينما نعته صديقه المقرب نعيم شماعو بالمفخرة لإشعاعه الفني على الصعيد الوطني و العربي و العالمي. و صفات إنسانية و إبداعية أخرى حملتها رسالة السيد أندري أزولاي على لسان زوجة حسن ميكري.
محبة محيطه فاضت عشقا و أبياتا شعرية نظمها الشاعر عبد الحكيم هلالي امتنانا لما قدمه حسن من إبداع على جميع المستويات. فكما قالت الفنانة التونسية إيمان الشريف: “حسن ميكري لم يتوف. روحه حاضرة معنا. حسن ميكري عملاق و اللي خلف ما ماتش. الإيمان بالفن يخلي الإنسان ما يموتش”.
كلمات نبعت من القلب و ترجمت بأداء دويتو مع نجل الفنان لأغنية ‘مانتاش وحدك عالبال’ من كلمات وألحان الفنان حسن ميكري.
كما عرض الحفل شريطا قصيرا عن مسار الفنان و عن التتويجات و الجوائز التي حاز عليها منذ بداية مجموعة الإخوان ميكري من بينها “ميدالية الحرية العالمية” للمعهد الامريكي للسيرة الذاتية و الاسطوانة الذهبية “فيليبس” و” الرباب الذهبي” للمجلس الدولي للموسيقى برعاية اليونسكو و “الميدالية الذهبية” لأكاديمية العلوم و الفنون و الآداب بباريس إثر إحياء المجموعة للحفل الكبير على مسرح الاولمبياد سنة 1976 .
عرف حفل التكريم هذا و الذي نظم في إطار الاحتفال بالرباط عاصمة للثقافة الافريقية لسنة 2022 ، عدة مفاجئات ومنحت فيه جوائز قيمة شملت المواهب المتفردة للفنان منها النصب التذكاري الذي صممه الفنان التشكيلي التونسي صحبي الشتيوي و البورتريهات التي رسمها كل من الفنانين عفيف بناني و محمد بن عبد الله.
التفاتة رسمت الإبتسامة على وجه عائلة حسن ميكري المغني و كاتب الكلمات و الملحن و الفنان التشكيلي و الباحث في مجال الخط الأيقوني الفارسي, و أبكت نجله فرحا ، فنصر اعتبر هذا الاحتفاء بوالده “اعترافا بما أسدته الأجيال السابقة للأغنية المغربية” و تخليدا لأزيد من 250 اغنية و موسيقى عذبة عانق بها العالمية و جعل منها لازمة تستهوي كل من يسمعها و يرددها دون كلل أو ملل. دام ديدام دام دادام دام ديدام دام و هاي هاي هاي هاي.