بقلم: عبدالحكيم قرمان.
اضطلعت الألعاب التقليدية بدور رئيسي في الاندماج الاجتماعي للأطفال والشباب وتنمية ذكائهم وقدراتهم البدنية علاوة على وظيفتها الترفيهي، وتتمثل مظاهرها في الأعاب المعتمدة على الدقة في التصويب كالرماية والمباريات الرياضية مالعدو والقفز العلوي والمصارعة والألعاب الذهنية.
الفروسية التقليدية للخيول (“التبوريدة” بالدارجة و”تفراوت” بالأمازيغية) والإبل (“لزالإبل” بالحسانية). فن التبوريدة تقليد راسخ في منظومة التقاليد المغربية ويشكل مكونا أساسيا ورمزا من رموز الهوية الوطنية وهو عبارة عن عروض لركوب الخيل لازالت بالمغرب على نطاق واسع وإلى وقتنا الحاضر بمناسبة الاحتفاء بالأعياد والمواسم الوطنية والجهوية. يتزين الفرسان بالجلابيب معتمرين عمامات بيضاء ومتسلحين بالبنادق التقليدية.
مواكب الزويا والاستعراضات
وتضم العديد من الأنواع نذكر منها ما يلي:
· موكب ” الدور ” لقبائل ركراكة بمنطقة الشياظمة بالصويرة : دأبت قبيلة ركراكة على إحياء موسم ” الدورة” وهو موكب يتميز بالتفرد.
· موكب الشموع بسلا أو موسم الشموع، وينظمه الشرفاء الحسونيون بمدينة سلا منذ أربعة قرون بمناسبة الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف،
· مهرجان بوجلود (بالعربية الدارجة) بيلماون (بالأمازيغية): يحرص شبان بعض القرى والمدن الواقعة بغرب جبال الأطلس الكبير وجهة سوس، في الأيام الموالية بعيد الأضحى.
· مهرجان أوداين – ن – تعشورت بكلميمة : ينظم المهرجان بجماعة كلميمة ونواحها بإقليم الرشيدية بمناسبة الاحتفال بذكرى عاشوراء، ومن المعتقد أنه من أصناف التعابير الثقافية المتوازية من الطائفة اليهودية للجهة، يحرص شبان المنطقة على ارتداء الملابس البالية والأقنعة (أمغارقشبو) ويجوبون أطراف القرية مرددين أهازيج أمازيغية باللكنة الخاصة باليهود المحليين ويجمعون الهبات من السكان (سكر، قديد، سميد، نقود…..)
المواسم والمهرجانات التراثية
يبقى الموسم الصورة التقليدية للمهرجانات في التراث الثقافي المغربي، ويتميز للأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والدينية والثقافية في إطار منسجم ومتناسق. ويحفل المغرب بالمئات من المواسم عبر كافة التراب الوطني. لذا، واعترافا من منظمة اليونسكو يتميز هذا الصنف من التعبير الثقافي، وبطلب من المغرب، تم تسجيل موسم طانطان في لائحة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية في سنة 2005.
وقد عرفت المهرجانات التراثية حركية ملموسة منذ إحداث أقدامها وهو موسم حب الملوك بصفرو سنة 1920، الذي سجل من طرف اليونسكو في لائحة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية سنة 2012. وهكذا ظهرت عشرات المهرجانات كمهرجان الموسيقى الأندلسية بشفشاون والمهرجان الوطني للفنون الشعبية بمراكش ومهرجان الموسيقى الروحية العالمية بفاس ومهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة ومهرجان العيطة بآسفي ومهرجان أحيدوس بعين اللوح ومهرجان عبيدات الرما بوادي زم ومهرجان موسيقى الصحراء بمرزوكة ومهنرجان أحواش بورزازات ومهرجان الموسيقى الغرناطية بوجدة، التي تساهم في استمرار العديد من أشكال التعبير الثقافي.
يعكس التراث غير المادي مكونا ثقافيا متجذرا ومتعدد التعابير من قبيل : أدب شفاهي متنوع وفنون استعراضية حية ومهارات حرفية تقليدية أصيلة وترتيل القرآن وأناشيد دينية خاصة وألعاب تقليدية والفروسية التقليدية والمواكب والكرنفالات، وما إلى ذلك.
ج – المغرب والالتزامات الدولية
تشكل استراتيجية التراث 2020 التي تولي أهمية قصوى لضرورة تأطير التنمية بمادئ وقيم التنمية المستدامة ولضرورة تقوية وتثمين حماية التراث الثقافي والطبيعي، استجابة لالتزامات المغرب الدولية في ما يخص الرقي بالمحافظة على التراث الثقافي والطبيعي وتحسين ترميميه وتدبيره.
وتمكن هذه الالتزامات الدولية في آليات قانونية ملزمة للمغرب بالمصادقة أو بالانضمام. يتعلق الأمر بالآليات الآتية :
v الاتفاقيات
· اتفاقية حماية الممتلكات الثقافية في حالة نزاع مسلح، مع نظام تنفيذها،لاهاي، 14 ماي 1954.
· بروتوكول اتفاقفية حماية الممتلكات الثقافية في حالة نزاع مسلح، وقرارات المؤتمر، لاهاي 14 ماي 1954.
· اتفاقية بشأن التدابير الواجب اتخاذها لحدر ومنع استراد وتصدير ونقل ملكية الممتلكات الثقافية بطرق غير مشروعة باريس، 14 نونبر 1970.
· اتفاقية رامسار بشأن الأراضي الرطبة، إيران 2 فبراير 1971.
· اتفاقية حماية التراث العالمي، الثقافي والطبيعي، باريس 16 نوفمبر 1972.
· بروتكول تعديلي للاتفاقية بشأن الأراضي الرطبة، باريس، 16 نوفمبر 1972.
· البرتوكول الثاني لاتفاقية لاهاي بشأن حماية الممتلكات الثقافية في حالة نزاع مسلح، لاهاي، 26 مارس 1999.
· اتفاقية حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه، باريس، 2 نوفمبر2001.
· اتفاقية حماية التراث الثقافي غير المادي، باريس، 17 أكتوبر 2003.
· اتفاقية حماية تنوع أشكال التعبير الثقافي وتعزيزها، باريس 20 أكتوبر 2005.
v المواثيق والتوصيات والإعلانات.
· ميثاق أثينا لترميم المعالم التاريخية”1931″
· توصيات تتعلق بالمحافظة على جمال ومميزات المناظر والمواقع(11ديسمبر1962).
· الميثاق الدولي حول صيانة وترميم المعالم والمواقع المسمى ميثاق فينسيا (1964).
· توصية تتعلق بصون الممتلكات الثقافية المهددة بالأشغال العمومية أو الخاصة ” 19 نوفمبر 1968).
· توصية بشأن حماية التراث الثقافي والطبيعي على الصعيد والوطني (16 نوفمبر 1972).
· توصية تتعلق بصون المجموعات التاريخية او التقليدية ودورها في الحياة المعاصرة (26 نوفمبر 1976).
· توصية حول صون الثقافة التقليدية والشعبية (15نوفمبر 1989).
· الإعلان العالمي لليونسكو حول التنوع الثقافي 2 نوفمبر 2011).
· إعلان اليونسكو حول التدمير المتعمد للتراث الثقافي 17 أكتوبر 2003).
ج الفاعلون في ميدان التراث الثقافي
التراث الثقافي هو بالدرجة الأولى، قطاع أفقي لذا، وبحكم تكونه من عناصر مادية غير مادية، فإنه يعرف تقاطع وتداخل اختصاصات العديد من القطاعات الحكومية. ويسهر على تدبيره واستثماره العديد من الفاعلين العموميين والخصوصيين.
وإدراكا لأهمية المحافظة على التراث الثقافي المغربي وتثمينه، وتنميته، يتدخل هؤلاء الفاعلون بصفة مباشرة أو غير مباشرة في حيوية وتنمية المشهد الثقافي المغربي. ويندرج ضمن الممتد خلين كل من الوزارات والإدارات والمؤسسات العمومية والمنظمات الدولية والجمعيات والقطاع الخاص.
الفاعلون الحكوميون:
– وزارة الثقافة
– وزارة الداخلية (الجماعات المحلية)
– وزارة السياحة.