فاطمة بوبكري
في الوقت الذي يتطلع فيه المواطنون للاستمتاع بأجواء الصيف والعطلة، كثرت حالات تسمم العقارب والأفاعي التي نغصت عليهم بشكل ملفت تلك الأجواء مهددة سلامتهم الصحية ، في غياب مؤسف للتجهيزات الصحية والأدوات العلاجية خاصة بالمناطق الحارة والجافة أين ترتفع عدد الإصابات والوفيات بسبب سمومها القاتلة سنة عن أخرى بسبب انعدام الأمصال .
وحسب الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة الحق في الحياة ، عرفت السنة الماضية ارتفاعا في عدد الإصابات إلى ما يفوق 30 ألف حالة وهي الأرقام المصرح بها فقط لمركز الوقاية من التسمم واليقظة الدوائية المتواجد بالعاصمة الرباط ، 70 في المائة منها تقع بالعالم القروي ، علما أن العالم القروي و المناطق النائية تشكل أكثر المناطق تهديدا بسموم العقارب والأفاعي والأضعف على مستوى التغطية الصحية والتجهيزات الطبية والموارد البشرية التي تبعد عن المستشفيات بأزيد من 100 كلم ، فضلا عن عجز هذه المستشفيات عن تقديم خدمات الإنعاش الطبي بالجودة و التدخل الاستعجالي المطلوب لانقاد الضحايا ،مما يؤدي إلى الوفيات وخاصة في صفوف الأطفال والمسنين والمرضى بسبب ضعف المناعة، إذ تتمثل خطورة اللدغ في تسرب كمية من سم العقارب السوداء إلى جسم المصاب التي تؤدي في حالة عدم الإسعاف والعلاج بالسرعة المطلوبة، إلى انتشار “الهيموغلوبين” في الكريات الدموية إلى الوفاة .
وبناء، على المعطيات المتوفرة من المركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة، الدوائية فإن معدل الوفيات بسبب سموم العقارب تصل إلى أزيد من 27 في المائة و تحتل جهة مراكش آسفي أعلى المعدلات تليها تباعا جهات كل من سوس ماسة درعة تافيلالت خنيفرة بني ملال والدار البيضاء سطات.
ومع ارتفاع درجات الحرارة المفرط في عدة جهات من المملكة، الذي واكبه تزايد عدد لسعات العقارب القاتل شددت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة مطالبتها رئيس الحكومة المغربية، بالعمل على انقاد حياة الأطفال ضحايا لسعات العقارب من الموت ، وذلك بفتح وحدة انتاج الأمصال المضادة لسموم العقارب والأفاعي واللقاحات بمعهد باستور المغرب، كما تدعو الأسر المغربية ضحايا سموم العقارب في حالة الوفاة التوجه الى القضاء ورفع دعوى ضد الدولة المغربية ووزارة الصحة بسبب الإهمال والتقصير وعدم القيام بمسؤولياتها وواجباتها الدستورية والمجتمعية والأخلاقية وعدم تقديم مساعدة لشخص في خطر .