كتب: بوجمعة العوفي*
أطلقتْ مجموعة ” تازا فاميلي Taza Family ” الغنائية والشبابية المتخصصة في فن ” الراب ” من مدينة تازة عملها الغنائي الأول ” تازة ما تبكيش “. وهو عمل جدير بالانتباه والمتابعة، لكونه ــ إضافة إلى مستواه الفني الجيد من حيث التلحين والتوزيع الموسيقي والأداء ــ يحمل رسالة، أو بالأحرى صرخة احتجاج قوية وهادفة أساسها التنديد بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المزرية التي أصبحت تعيشها المدينة، في ظل الفقر والبطالة والتهميش، وغياب سياسات ومقاربات اقتصادية حقيقية تُخرج المدينة وساكنتها من أوضاعها المتردية وكمّاشة لوبيات الفساد السياسي والاقتصادي التي أحكمت منذ مدة سيطرتها على المدينة، وحولتها إلى مِلكية شخصية أو ” عقار كبير “. مع غياب شبه مطلق لمبادرات تنموية فاعلة وناجعة وأنشطة رياضية وفنية وثقافية تكون بمثابة متنفس حقيقي لساكنة المدينة وشبابها، وتستوعب طاقاتها وتدمجها في محيطها السيوسيو – ثقافي والسوسيو – اقتصادي، وتحميها ــ بالتالي ــ من براثن الجهل والجريمة والإدمان والتطرف.
والجدير بالذكر بأن هؤلاء الشباب اعتمدوا في إنتاج عملهم الغنائي ( تازة ما تبكيش ) المميز والواعد على إمكاناتهم وطاقاتهم الشخصية، ولم يجدوا غير موقع ” اليوتوب ” ليوصلوا من خلاله رسالتهم إلى المسئولين محليا ووطنيا. مع الإشارة إلى أن كلمات القطعة وتلحينها وتوزيعها موسيقيا كان عملا جماعيا بين الأعضاء الخمسة للمجموعة، فيما كانت الفكرة والإخراج والتصوير والمونتاج لكريم هرنان. إضافة إلى طاقم فني مميز من الموسيقيين والممثلين والتقنيين ساهم في هذا العمل الفني مثل : حسن الفايز، رشيد العلوي، أمين بن أحمد وأسامة كريدش.
*ناقد فني
رابط الكليب: https://www.youtube.com/watch?v=CmjiJfaiwPY