بشرى عطوشي
أجمع العديد من الخبراء في العلاقات الدولية على أن استعادة المغرب لمقعده بالاتحاد الأفريقي يفتح بابا مؤسساتيا لتطويق كل محاولات عزل المغرب عن عمقه الأفريقي وسيعمل إلى جانب أصدقائه على حماية مكتسباته واستكمال مشاريعه المتعددة داخل القارة كما ستمكنه العودة من الدفاع عن سيادة أراضيه.
فبعد عودته إلى الاتحاد الأفريقي ينتقل المغرب إلى مستوى المواجهة الإقليمية المباشرة مع خصومه، التي عارضت عودته إلى الاتحاد ومن هنا تبدأ مرحلة أخرى من المعارك والتحديات.
وفي هذا الشأن يرى رضا الفلاح، الأستاذ في العلاقات الدولية بجامعة أكادير، أن عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي تحمل عدة دلالات منها أنها تأتي كتتويج لمسار طويل من تعميق العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية وحتى الروحية مع بلدان القارة.
وأضاف أن عودة المغرب إلى مكانه الطبيعي داخل المنظمة القارية تشكل خطوة ضرورية في ظل المتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية التي تعرفها أفريقيا، حيث أصبح من الواضح أن النموذج المغربي للتنمية المشتركة والتعاون جنوب-جنوب بات يشكل خيارا استراتيجيا ليس فقط للمغرب ولكن أيضا لمستقبل أفريقيا كقارة عانت لعقود من الإمبريالية الجديدة.
بدوره، قال رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية، عبد الفتاح بلعمشي، إن بلاده ستعمل على 3 مستويات بعد عودتها للاتحاد الإفريقي، الأول مساعدة الدول التي تسعى إلى الديمقراطية، والثاني الدخول في شراكات اقتصادية مع دول أخرى تريد العمل في مجال التنمية، والثالث يتعلق بخلق نوع من التوازن داخل المنظمة مع الدول التي بقيت حبيسة صراعات سياسية.
من جهته اعتبر الشرقاوي الروداني أنه بقراءته لمواقف الدول المساندة نلاحظ حجم النجاح الاستراتيجي والإقليمي للمغرب ودوره الرائد في القارة.