بشرى عطوشي
كلما مرت السنين، كلما وجد المغاربة منظومة التعليم في الدرك الأسفل، وأمام الفشل المتوالي لهذا القطاع، أصبح المغرب جنة المدارس الأجنبية. في هذا الصدد، تدخل الأسر في سلسلة من المعاناة المادية، بعد تسجيل أطفالهم في مدرسة خاصة، خصوصا المدارس الأجنبية التي أصبح المغرب ملاذا لها.
وسواء تعلق الأمر بالمدارس الفرنسية، الإسبانية، الإيطالية، البلجيكية أو الأمريكية، فالعرض كبير. على الرغم من رسوم التسجيل التي تكسر الظهر. ونأخذ على سبيل المثال لا الحصر، المدرسة الإيطالية التي تقدر تكاليف الدراسة بها 12 ألف درهما في السنة، بالنسبة للحضانة والابتدائي، و22 ألف و500 درهما في الإعدادي. ويعتبر هذا النظام أقل كلفة اليوم في المغرب، فالمدارس الأمريكية يمكن أن تقدر النفقات السنوية إلى 190 ألف درهما، بالنسبة للإعدادي و95 ألف درهما في الإبتدائي.
وقد كتبت “جون أفريك” في هذا الصدد، أن الآباء يقاسون الويلات لتسديد هذه التكاليف، فقد قال أحد الآباء الذي يعمل سائق طاكسي، في تصريح للصحيفة ” أنام قليلا، وأضيف ساعات العمل، وأتمنى أن أربح مزيدا من المال من أجل تسجيل ابنتي في مدرسة خصوصية.” ورد المتحدث على سؤال حول السبب في ذلك، حيث قال ” المدرسة العمومية تهزأ بالتلاميذ والآباء”.
من جهة أخرى، فقد تم الإعلان في وقت سابق عن تأسيس مدرسة بلجيكية بالرباط، بعد توسعها بدار بوعزة. فبعد فرنسا، إسبانيا، الولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا، تريد بلجيكا أن تجعل من المغرب أول محطة لها لسياستها الجديدة القاضية بتوسيع ثقافتها بإفريقيا.
ولأسباب تاريخية، تعد فرنسا البلد الأكثر حضورا في هذا السياق، ووجب القول أن النظام الفرنسي هو أيضا الأقدم و الأفضل تمثيلا في العالم، فحسب أرقام السفارة الفرنسية، تدرس المدارس الفرنسية سنويا أزيد من 34 ألف تلميذ، بينهم 60 في المائة من المغاربة. وتوجد بالمغرب 47 مؤسسة تعليمية فرنسية، 23 منها تنتمي لوكالة التعليم الفرنسية بالخارج، و9 منها تنتمي للمكتب المدرسي الجامعي والدولي.