عبدالنبي مصلوحي
الكثير من المدن المغربية بمختلف جهات المملكة تقريبا، عوض توجه ساكنتها إلى الله بالشكر على أمطار الخير التي نعول عليها لحل الكثير من مشاكلنا الاقتصادية والاجتماعية، توجهت بالغضب والتنديد ضد المسؤولين، وخاصة المنتخبون المحليون لاهتراء البنيات التحتية في المدن كما في المناطق القروية وعدم قدرتها على مواجهة أمطار الخير، فكانت النتيجة أن غرقت الكثير من المدن، متسببة في العديد من الخسائر، من بينها مؤسسات تعليمية يدرس فيها أبناء المغاربة ومستوصفات ومرافق عمومية كثيرة، إلى جانب مساكن عديدة غمرتها الأمطار بكثير من مناطق البلاد.
كذاك من الأمور التي فضحتها أمطار الخير التي كان المغاربة ينتظرونها بفارغ الصبر، الغش والإهمال الذي تعرفه الكثير من الجماعات والدواوير بالعالم القروي على وجه الخصوص، حيث تم تسجيل دمار كلي للمسالك الطرقية المهترئة في كثير من الدواوير بمناطق مختلفة عبر جهات المملكة، ما تسبب في عزل ساكنة هذه الدواوير التي تعاني أصلا من تردي الأوضاع على مستوى البنيات التحتية، حيث يصعب عليها حتى في الأيام العادية التي لا شتاء فيها الوصول إلى وجهاتها داخل المنطقة لغياب أو ضعف البنيات التحتية المرتبطة بالطرق والمسالك، لأن الفاعلين المحليين لا يشتغلون على المرافق الضرورية والبنيات التحتية من خلال إصلاح أسباب الانجرافات وغيرها.
لقد عاينا على أشرطة فيديوهات تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي عجز البالوعات عن استقبال منسوب المياه الذي وصل في بعض مناطق المملكة إلى 50 و 60 سنتيمتر بسبب الإهمال و عدم المواكبة بالتنقية من الأتربة، واقع لم يجد معه السكان من بد غير التدخل عبر وسائلهم الذاتية لتحويل مجرى المياه، هذا بالنسبة للمناطق التي توجد بها قنوات الصرف الصحي، أما المناطق التي لا توجد فيها أصلا بكثير من الأماكن التي التقطتها عدسات الفيسبوكيين والناشطين بشكل عام على الشبكة العنكبوتية، فقد ظهرت المنازل والدور محاصرة، لم يجد معها السكان من حيلة غير وضع أكياس الرمل أمام أبواب منازلهم، علها تحول دون تحويلها إلى مسابح.
هذه المناظر غدت سنوية تقريبا، كلما هلت القطرات الأولى، إلا و أصاب الدمار والخراب الكثير من مناطق البلاد، دون أن يحرك هذا الأمر في الجهات المسؤولة، وخاصة المجالس المنتخبة ملكات الاستشراف و ابتكار الحلول الناجعة لجعل أمطار الخير مصدر فرحة لعامة المغاربة، عوض أن تكون غير ذلك، فهذه مشاكل تتكرر سنويا، مطلوب من هذه المجالس ومن المسؤولين العموميين بشكل عام إيجاد حلول لها، حيث لا يجوز أن يترك المواطن في كثير من مناطق البلاد عرضة للخراب كلما تساقطت الأمطار بغزارة، من قبيل فتح الأنفاق والمجاري لتصريف المياه، و إعادة نظر المجالس في الاتفاقيات التي تربط بعضها بالمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب الذي يشرف على عملية التطهير، والبحث عن بدائل جديدة لحل هذه المشاكل التي غدت عامل قلق سنوي يؤرق فئات واسعة من الشعب المغربي.