أحمد المرسي
ينتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعية صورة لورقة الامتحان المحلي الموحد، بمستوى السادس ابتدائي دورة 20 يناير 2017، تقترح مقتطفا من مقال لتلاميذ لا يتجاوز عمرهم 12ربيعا، يلامس فيه صاحبه بالتفصيل الدقيق، بشاعة الحرب وحجم الدمار الذي تخلفانه المقاتلات الحربية التي تحلق في أجواء حلب السورية.
ويتعلق الأمر بنص مقتطف من مقال لمحمد رشوان، بعنوان “منظمة الخوذة البيضاء للإغاثة بمجزرة حلب” عن موقع “الغارديان” البريطانية بتصرف، يسرد فيه بمرارة مهامه اليومية ضمن “منظمة الخوذة البيضاء للإغاثة”، حيث جاء في نص الامتحان “في كل مرة تُحول غارة عسكرية مبنى متعدد الطبقات إلى ركام، أهرع إلى المكان المستهدف أتسلق الركام فأبحث مع بقية فريق الإنقاذ..، عن ضحايا القصف..، من تحت الأعماق فنجتهد في انتشال جثث الضحايا أو إخراج الناجين تحت الأنقاض لننقدهم من براثن الموت بنقلهم ..، بعيدا عن القصف الوحشي.”
وما يدعو للاستغراب أيضا، تصوير النص موضوع أسئلة الامتحان لتلاميذ السادس ابتدائي، هول وبشاعة ما تخلفه المقاتلات السوية والروسية من ضحايا بقوله، “كل يوم أفجع لملامح الضحايا المحروقة أجسادهم وصور القتلى المتناثرة أشلاؤهم، فتنطبع في ذهني، أتألم لسماع عويل الثكالى وصراخ المستغيثين فلا يغادر مسامعي إلا صورة المنكوبين وهم يحتضنونني..”.
وبحسب المعطيات التي استقيناها، فإن المشرفين على اختيار مقتطف من يومية متطوع في “الخوذة البيضاء”، لا يقبل عاقل بأن يتم تقديمه لأطفال بالنظر لهول وبشاعة ما سرده المتطوع لا يتناسب وحداثة سنهم، كانت موجهة لتلاميذ في إحدى المدارس بمدينة تيزنيت، وضمن أسئلة الامتحان كتابة حدث يومي عاشه التلاميذ بمرارة فظيعة، وشكل كلمات “المتناثرة أشلاؤهم” و”غارة عسكرية”..