25, أكتوبر 2024

 

كتب: عمر أوشن

كل شيء في الرباط خلال تلك اللحظات كان جاهزا و يغري بالحياة  السعيدة.

 

لاشيء كان ينقص الرباطيين  سوى سقوط الثلج  في سابقة تاريخية.

لا أحد  سمعناه  يقول نحن الذين عشنا في هذه المدينة التي تخشب الحواس أن الثلج تساقط هنا في يوم ما ..

هي لحظة مفصلية  دقيقة  تحمل  اشارات قوية .

هناك من سيقول  أنها علامة الساعة و اقتراب عودة المهدي لانقاذنا من المدارس الخاصة  و برامج رمضان..

لا أحد  قال أنه شاهد  الرباط  مرة  في حلة بيضاء مثل صور كارتبوستال لبابا نويل في أعياد  رأس  السنة.

لقد نسينا الأحزاب.و نسينا بنكيران.

نسينا التحكم.

نسينا و أجلنا النظر في هزيمة الفريق الوطني و البرقع  وسعد لمجرد.

نسينا  كل شيء و لا شيء أهم  من ثلج سقط  في الرباط..

لقد شهدنا ندوة الحوار الوطني حول ثلج الرباط..و هو حوار لم يكلف أموالا طائلة  مثلما كلف  حوار المجتمع المدني و حوار الإعلام.

حوار ثلج الرباط  انخرط فيه  الجميع : السياسيون و الصحافيون و الباحثون و الخبراء و ربات البيوت..حوار وطني حقيقي من أجل الحقيقة التي اختلف حولها القوم: هل هو ثلج أم  تبروري؟؟

لماذا لا تستحق الرباط ان يكون لها  ثلجها؟؟و هي المثلجة أصلا ..

لماذا لا يكون لها  ثلجها الخاص بها مثل بصمة الرباط و مسلمين الرباط و مطاعم الرباط  ورجال العاصمة  بربطات عنق رخيصة يتزاحمون على محلبة  تبيع  رايبي جميلة وقت الغذاء.

حتى أن  صديقي الصحافي جيلالي بنحليمة  الذي اختص في البلوكاج ويتابع الاخبار الطرية ساعة بساعة  وصار مصدرا موثوقا عن الحكومة المنتظرة  انخرط  هو ايضا  في اللعبة يدلو بدلوه في الثلج..

بعدما اشتدت الحرب بين معسكر من يقول إنه  تبروري  و معسكر من يقول إنه ثلج.

خرج بنحليمة الذي عاش في الجبل  ليوضح للرأي العام:

 

وكتب ” من  حسنات العيش في مناطق متنوعة التمييز بين الثلج والتبروري والجريحة والغربي والشركي والمازوزي والبكري…والسمايمي والليالي وحلان الزريعة.”

ليوطي قال  : أن تحكم في المغرب هو أن يسقط المطر.

 

بول باسكون قال أيضا شيئا شبيها عن المطر و فرحة الفلاح و عزيز أخنوش.

أما  نحن في  الرباط الذين شبعنا ضجرا في مدينة تفقد روحها يوما عن يوم فقد وجدناها    مناسبة  لنفوج  قليلا و نسخر و نضحك وليدم  الثلج  الذي يفرقنا و يجمعنا..

نسينا أخبار الجرائم.

نسينا لمداويخ

الثلج هو الاهم..الثلج قضيتنا اليوم.إنتهى الكلام.

الثلج يعيدنا إلى الطفولة. هل لانه  مثل عجينة يمكن أن  ترسم به العالم كما تشاء.

الثلج يحررنا.

نسينا تقاعد البرلمانيين و الوزراء و تعويضات الأواني و الزجاج.

نسينا كل شيء.

هذه المدينة  تشعرك أنك  غريب بعد أكثر من 30 سنة في محاولة عيش فيها.

هذه العاصمة  فقدت روحها حينما فقدت روح  كلية الاداب  و روح  شاطو بريان و باليما  و كابري و لالزاس حيث يمكن أن  تشرب قهوة  مع عبد الله الستوكي و محمد خير الدين وتحمد الله ان الرباط تجمعك بالكبار.

لقد سقط الثلج على حي الرياض.هل تعلم ذلك عزيزي احمد المديني.أنت البيضاوي الباريسي الذي كتب ” ممر الصفصاف” .

لقد سقط الثلج و نسينا كل شيء.

سقط الثلج و عاد الطفل الذي يسكننا الى روحنا التي نفقدها في هذه المدينة حبة حبة..

اترك تعليقاً

للإتصال بنا :

مدير النشر : امال المنصوري

amal@24.ma

سكريتير التحرير : احمد العلمي

alami@a24.ma

رئيس التحرير : عبد اللطيف بوجملة

boujemla@a24.ma

Exit mobile version