*- راجت أخبار عن عزمكم العودة إلى تنظيم قافلة “إسني ن وورغ” هذه السنة، ما صحة هذه الأخبار؟ و ما مصير هذه الفقرة من برنامج المهرجان؟
** قافلة “إسني ن وورغ” هي جزء من أنشطة الجمعية و ليست فقرة ضمن المهرجان، صحيح أنها كانت أبرز نشاط نظمته “إسني ن وورغ” إلى حدود الساعة، والسبب يكمن في بساطتها و خلقها لجو حميمي بين الفنانين و سكان الأماكن التي زارتها القافلة.
للتذكير فالقافلة نظمت لموسمين متتالين 2007 و 2008 بجهتي سوس الكبير و الصحراء ، وسجلت نجاحا ملحوظا، لكننا قمنا بتعليق هذا النشاط نظرا لغياب الاحتضان و الدعم الكافي، إذا لا يعقل أن تأخذ برفقتك 30 فنانا لمدة تفوق 10 أيام دون أن تعوضه على وقته و مجهوده طيلة هذه الفترة، رغم أن الفنانين يبدون رغبتهم و مستعدون للإنخراط في هذه القافلة، لكن بعد تفكر و تشخيص عمقين لظروف الفنان الأمازيغي، الذي يعاني أصلا من الميز و التهميش، قررنا أن لا نساهم بدورنا في تأزيم أوضاعهم وذلك بإشركهم في نشاط غير ربحي.
لكننا الآن وتحث الحاح الفنانين والمنتجين وبعض شركاء الجمعية، نفكر في إعادة تنظيم الدور الثالثة لهذه القافلة، و التي ستجوب إنشاء الله مناطق الجنوب الشرقي، تكريما واعترافا بتضحيات أبناء و بنات هذه المنطقة التاريخية و بجمهورها و نضالهم.
*- أعلنتم عن تنظيم الدورة الثامنة لمهرجان “إسني ن وورغ”، هل يمكنكم تقديم تقيم موجز لهذه السنوات الثمانية التي مرت من عمر هذه التظاهرة الفنية؟ و ماذا اضافت للسينما الأمازيغية؟
**نحن اليوم على مشارف الدورة الثامنة المزمع تنظيمها ابتداء من 18 إلى 22 نونبر من السنة الجارية، والتي تأتي بعد دورة ملئية بالمتاعب. فيما يخص تقيمنا للدورات السابقة، نريد أن نقوم بتوقف عند عدد الأفلام التي شاركت في المهرجان لمدة سبع سنوات، و التي تجاوزت 200 فيلم، أكثر من 95 بالمائة منها كان من إنتاج مخرجين بإمكانيتهم الذاتية، وهنا يطرح تساؤل حول ماذا قدمت المؤسسات الوصية على هذا القطاع في شمال افريقيا و الصحراء الكبرى للفيلم الأمازيغي؟.
نحن بإمكانياتنا البسيطة وبفضل شركائنا المخلصين- المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية و بلدية أكادير- نظمنا أكثر من 15 ورشة تكوينية لفائدة الشباب في مجالات شتى، كما قمنا بنشر كتابين حول الفيلم الأمازيغي، وهناك 5 كتب أخرى قيد الطبع. و لا يفوتنا التذكير بأننا قد خلقنا صندوقا خاصا لدعم الفيلم الأمازيغي، هذا الصندوق الذي وصل إلى دورته الثالثة، يستفيد منه الشباب الذين لهم مشاريع سيناريو، ولحد الآن تم انجاز فيلمين و ثلاثة أخرى قيد الإنتاج ستكون جاهزة في فعاليات الدورة الثامنة في إطار هذه المبادرة.
كما قمنا بتنظيم ندوة فكرية و علمية حول مواضيع مهمة من قبيل السينما و الذاكرة، و السينما و السياسة، و السينما و الأدب، و أخيرا الفيلم الأمازيغي و الجهة. هذه الأعمال نحاول أن تكون جاهزة في فعالية الدورة الثامنة للمهرجان.
من جهة أخرى، وفي إطار تبادل الخبرات واغناء تجارب المخرجين و الفنانين الأمازيغين، استضاف المهرجان أكثر من 100 مهني و مهتم بالشأن السينمائي. كما قمنا وبدعم من شركائنا بعرض و ترويج الفيلم الأمازيغي في أكثر من 20 مناسبة دولية، أي ما يعني أكثر من 100 عرض، هذا الأمر ساهم في اشعاع الثقافة و الهوية الأمازيغيتين في العالم.
اليوم، أصبح مهرجان “إسني ن وورغ” مرجعا دوليا في كل ما يتعلق بالفيلم الأمازيغي، و نحن نطمح إلى المزيد طبعا، لكن يبقى هذا التقييم تقيما ذاتيا، و نتمنى أن تكون هناك تقييمات إيجابية أخرى خارج تقييمنا لأنفسنا، كما أود أن أتوجه بالشكر الجزيل إلى كل المنابر الإعلامية التي ساهمت من قريب أو بعيد في التعريف بهذه التظاهرة السينمائية المتميزة.
*- شهدت علاقتكم بالمركز السينمائي المغربي و وزارة الاتصال في الدورة السابعة نوع من التشنج، ما هي أسباب تأزم علاقتكم بهاتين المؤسستين؟
**نحن في جمعية “إسني ن ورغ” و منذ التأسيس نحاول أن نكسب تعاطف و وود واحترام جميع المؤسسات المحلية و الوطنية و الدولية، و لحدود الساعة نجحنا في هذا الأمر، غير أن هناك بعض المؤسسات والتي من المفروض أن تشجعنا وتحتضننا بحكم أن وظيفتها تكمن في ذلك بحكم القانون، إلا أنه في بعض الأحيان تكون مصدرا لمتاعبنا. و نحن قررنا أن لا ندخل في مثل هذه السجالات الفارغة في المستقبل، وما يحز في نفوسنا هو غياب المؤسسات الوصية عن القطاع في مثل هذه التظاهرة. وعوض أن يتمتع الفيلم الأمازيغي بالتمييز الإيجابي بعد عقود من التهميش، تقوم هذه المؤسسات بعرقلة مجوداتنا الذاتية، ما يضفي شرعية لنضالنا على المستوى الدولي، حتى تلتزم الدولة بتنفيذ تعهداتها الدولية في هذا المجال.
*- كيف ترون أفاق ومستقبل الفيلم الأمازيغي؟
**نحن متفائلون بمستقبل الفيلم الأمازيغي، وهذه الرؤية يدعمها كون الفيلم الأمازيغي يوجد في كل مناطق تمازغا، من سيوا إلى الكناري و من طنجة إلى أقصى الصحراء الكبرى. كذلك، يجب التنويه بمسألة في غاية الأهمية و هي ظهور شراكات بين المهرجانات في هذه المنطقة، ونطمح إلى مأسستها في مستويات مختلفة من هذه الصناعة.
كما أريد أن أشير إلى انتشار فكرة تنظيم مهرجانات الفيلم الأمازيغي بالعالم، كمهرجان الفيلم الأمازيغي بلوس أنجلوس و مهرجان الفيلم الأمازيغي بباريس، وتزايد أعدادها بالمغرب. كما ظهرت كتابات نقدية للفيلم الأمازيغي.
خلاصة القول إن هدفنا من تنظيم هذه التظاهرة هو المساهمة في تصحيح التاريخ المغربي و المنطقة من بوابة السينما.