حاوره حسن عين الحياة
قبل أسبوع، وتحديدا يوم الأربعاء 29 ماي الماضي، جدد أعضاء النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية الثقة في إدريس السبتي ليصبح رئيسا لهذا الفرع لولاية الثانية.. وبهذه المناسبة، يتحدث السبتي لـ”المنعطف 24 ” عن تصوره وبرنامجه كنقيب محلي لقيادة المرحلة المقبلة، وأيضا عن التحديات التي واجهت مكتبه خلال الولاية السابقة.
في هذا الحوار، يتحدث السبتي عن واقع الفنان في الدار البيضاء، وعن علاقة المجالس المنتخبة بالمسرح والمسرحيين، وعن خطته الترافعية لصون حقوق الفنان في البيضاء، فضلا مواضيع أخرى تجدونها في الحوار التالي.
أعيد انتخابك الأسبوع الماضي رئيسا لفرع النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية بالدارالبيضاء، كيف ترى تجديد الثقة في شخصك لقيادة هذا الفرع لولاية ثانية؟
تجديد الثقة مسؤولية جسيمة، وهي تكليف بقدر ما يعتبرها كثيرون تشريف. لهذا أشكر أعضاء فرع مدينة الدارالبيضاء على تجديدهم الثقة في فرعهم، وقبله في النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية، باعتبارها قوة ترافعية، لها تاريخ طويل من النضال من أجل تحصين حقوق الفنانين. ثم إنها ثقة متبادلة، مفعمة بالود، لأننا نشتغل مع الأعضاء كأسرة واحدة من أجل المشترك الذي يجمعنا، خاصة وأننا وضعنا خلال الولاية السابقة استراتيجية وخطة عمل للاشتغال مع القاعدة بشكل تشاركي.
لو لم تترشح لمنصب رئيس الفرع، هل كنت واثقا أن هناك من بإمكانه أن يقود الفرع بفاعلية ونجاعة للدفاع عن حقوق الفنانين؟
أكيد.. إن فرع الدارالبيضاء للنقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية يزخر بالطاقات القادرة على قيادة هذا الفرع بكفاءة عالية.. ولو لم يصر الأعضاء على ترشحي للرئاسة لكنت أول من يدعمها.. وبالتالي أظن أن تجديد الثقة في شخصي راجع بالأساس إلى رغبة الأعضاء في مواصلة عملنا الذي بدأناه كمكتب خلال الولاية السابقة، سواء تعلق الأمر بالأوراش التي فتحناها، أو ببرنامج “اعتبار” الذي ركز بالأساس على النهوض بالأوضاع الاجتماعية للفنانين بالدارالبيضاء، ولنا حلم أن يتم تعميمه على الصعيد الوطني.
+لكن برنامج “اعتبار” وفق ما جاء في التقرير الأدبي الذي عرضتموه خلال الجمع العام الأخير موجه للرواد فقط؟
طبعا موجه للرواد، لكنه في الآن نفسه موجه لجميع الفنانين شبابا وروادا. لأن “اعتبار” يتخلله عديد البرامج التي تهم كل الفئات، ذلك أنه أشبه بالسلسلة.. برنامج يخدم برنامج من أجل تقديم خدمات اجتماعية للفنانين المنخرطين في فرع الدارالبيضاء، بل يستفيد منه حتى غير المنخرطين. عموما بدأنا هذا البرنامج مع الرواد، لأن هناك شيخوخة ومرض، ناهيك على أننا نفجع بين فينة وأخرى برحيل هذا الفنان أو تلك الفنانة، وبالتالي كنا نرى في الفرع أن الأولوية للرواد.
ماهي التحديات التي واجهتكم في فرع النقابة خلال الولاية السابقة؟
للأسف وضعنا عديد البرامج التي تهم الفنانين على طاولات المؤسسات المنتخبة في الدارالبيضاء، لكنها لم تسايرنا في هذا الطرح.. في البدء كان هناك تعاونا في بعض الأشياء، لكن سرعان ما تحول الأمر إلى مجرد وعود..
من تقصد بالمجالس المنتخبة؟
مجلس مدينة الدارالبيضاء وجهة الدارالبيضاء سطات والمقاطعات.. فهم عناصر مهمة في البرنامج الذي وضعناه على طاولتهم، ذلك أن نجاحه يحتاج إلى ميزانية مهمة، خاصة وأن ميزانية الفرع المحصلة من انخراطات الأعضاء، والتي هي ضعيفة بالمناسبة، لا تفي بالغرض. وللتوضيح أكثر، وضعنا برنامج اجتماعي مفصل لدى هذه المجالس خاص بالفنانين، وقلنا إن انطلاقه، وفق الأهداف المسطرة له، يحتاج بداية إلى 150 مليون سنتيم. وحتى إذا لم يكن الدعم ماديا، كنا نعول على مساهمتها في تحقيق هذا البرنامج. في الواقع كنا نحتاج فقط لتلك الانطلاقة حتى نستمر فيما بعد مع شركاء جدد.
مثلا قمنا بـ”النزاهة” الأولى في مراكش، والتي كانت عبارة عن قافلة للرواد من الفنانين، ثم “النزاهة” الثانية بفاس.
لكن الأمر هنا يتعلق بعمل اجتماعي، بعيد عن مقاصد النقابة الذي هو الترافع حماية لحقوق الفنانين؟
أتفق معك تماما.. هذا برنامج اجتماعي، لكنه مهم للغاية، لأن من مقاصده الكبرى هو توثيق الذاكرة الفنية للدارالبيضاء، حتى تستفيد منه الأجيال القادمة، أما ما يتعلق بالترافع فهذا عملنا الأساسي في النقابة، سواء في فرع الدارالبيضاء أو النقابة المركزية في الرباط.
حاليا أنت نقيب محلي لفرع النقابة في الدارالبيضاء، ماهي خطة عمل المكتب الجديد خلال الـ5 سنوات القادمة؟
كما تعلم لم يمر على الجمع العام سوى أسبوع واحد فقط، وبالتالي هناك خطة عمل مرحلية، ينبغي إنضاجها أكثر حتى تكون أكثر فاعلية. وهي تعتمد في الأساس على مواصلة عملنا الذي انخرطنا فيه خلال الولاية السابقة، لكن الحديث عن خطة عمل بأهداف مسطرة وواضحة لا وجود لها الآن، في انتظار أن نجتمع كمكتب لصياغتها، بأهداف محددة، قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى.
هل لكم خطة للترافع أمام الهيئات الحكومية وغير الحكومية التي لها صلة بقطاع المسرح، خاصة وأن الفنانين حاليا يعيشون أزمة غير مسبوقة، بعد تأخر توصل الفرق المسرحية بأشطر الدعم من الوزارة الوصية، في وقت أوفت هذه الفرق وأيضا الفنانين المشتغلين معها بالتزاماتهم المحددة في دفاتر التحملات؟
توصلنا في فرع النقابة بالدارالبيضاء بعديد الشكايات من فنانين يشتغلون سواء مع الفرق المسرحية أو مع شركات الإنتاج.. وبالتالي نعرف جيدا المشاكل المطروحة حاليا في الساحة، كتأخير دفوعات الدعم مثلا.. وبالتالي في مثل هذه الحالات، ننسق مع المكتب الوطني، لأن هذه المشاكل تخص الوزارة الوصية وليس مديرياتها في الأقاليم والجهات، ثم هناك تنسيق حتى مع الفيدرالية المغربيةللفرق المسرحية المحترفة باعتبارها إطار يمثل “المقاولات الفنية” المشغلة للفنانين. ولهذا إن مشاكل من هذا الحجم، يتم دراستها على مستوى الفرع قبل رفعها إلى المكتب الوطني للاشتغال عليها.
كيف ترى وضع الفنان في الدارالبيضاء؟
هناك فوضى على عدة مستويات.. ففي الأعمال الدرامية مثلا، هناك فوضى في طريقة اختيار الممثلين، وأخرى تتعلقبظروف اشتغالهم، والتي هي ظروف لا تليق بوجه الفنان البيضاوي. ثم في قطاع المسرح، هناك 16 مقاطعة في الدارالبيضاء لا تساهم في رواج المسرحيات على مستوى ترابها، وهذا يقلل فرص الشغل على الفنان الذي يشتغل في المسرح فقط.ففي المدن الصغيرة قد تكون للمنتخب أولويات أخرى يرى أنها ضرورية للسكان في المجال الترابي الذي يدير شؤونه.. لكن في مدينة من حجم الدارالبيضاء، هناك حاجة ماسة للمسرح.. فالجمهور البيضاوي عاشق لهذا اللون الإبداعي والسكان في المقاطعات الـ16 للبيضاء محتاجون للفرجة، إذ ينبغي عرض 3 مسرحيات على الأقل في الشهر بكل مقاطعة، واحدة منها مخصصة للطفل، لاعتبار بسيط هو حق الإنسان في الثقافة، والمسرح جزء مهم منها بالنظر إلى تأثيره جماهيريا في تنمية الوعي. أما علاقة الفنان بالفرق، ففي غياب عقد نموذجي، والذي ما فتئنا نطالب به، هناك فرق مسرحية ما تزال تشتغل ضمن نطاق الفوضى، في مقابل فرق مسرحية تشتغل بعقود تضمن على الأقل الحقوق المادية والاعتبارية للفنان.
كيف ترى علاقة مجلس المدينة ومجلس الجهة والمقاطعات بالمسرح؟
هي علاقة جد محتشمة.. مثلا كانت مصلحة الشؤون الثقافية بمجلس المدينة سابقا نشيطة نوعا ما في إشعاع الفعل المسرحي بالمقاطعات.. لكن الآن، فقد تكلفت شركة بالمجال الثقافي، والمسرح لا يحظى باهتمامها بالقدر الذي تهتم فيه بالموسيقى وفنون الشارع وغيرها من الأصناف الإبداعية والثقافية الأخرى. بمعنى ليس هناك برنامج مسطر لهذه الشركة على مستوى المركبات الثقافية، خاصة وأنه سابقا كان لكل مركب ثقافي برنامج شهري واضح خاص بالمسرح. عموما نحن مستعدون كمسرحيين لمساعدة هذه الشركة على تسطير برنامج سنوي، خاصة بالمسرح، حتى تعود تلك الحيوية للمركبات الثقافية.. فالجمهور البيضاوي كما أسلفت تواق للفرجة.