ليلى خزيمة
“لبس قدك يواتيك”، هي العبرة التي يخلص إليها بطل مسرحية با الغافل التي تستمر فرقة “مسرح الثلاثة” في عرضها خلال شهر رمضان.
العمل المسرحي من تشخيص الفنان مصطفى هنيني، الفنان عبد الواحد الموادين، الفنانة رشيدة السعودي، الفنانة جميلة مصلوحي، الفنانة مريم هدار، الفنان فريد باكا والفنان حميد مرشد. اقتباس وإخراج عبد الواحد الموادين.
تدور قصة مسرحية با الغافل حول “حمادي”الفلاح الثري الذي تزوج من “مرجانة”.هذه الأخيرة، سيدة تنتمي لأسرة من الطبقة الراقية. بهذه الزيجة، ظن حمادي أنه قد قام بصفقة العمر.فحسب تصوره، ثراءه مكنه من الانتساب للمجتمع الراقي، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.
فمند بداية أحداث المسرحية وحمادييشكو من هذه الزوجة التي تعامله بكبرياء هي وأسرتها ويلوم نفسه على أنه لم يتزوج من امرأة قروية من نفس طبقته ومستواهالاجتماعي، تكون جميلة الشكل والخلق والمعاشرة ووفية تصون غيبته. عكس مرجانة التي لا تتوانى عن خيانته واستجابتها لكل شخص طلب ودها وهواها.بهذه التصرفات غير اللائقة، لا تكتفي مرجانة بإظهار نفورها من حمادي، بل تسعى لخيانته، والادهى هو أنها لا ترى في هذا التصرف أي خطأ. كما أنها تستغل مكرها وحيلها بمساعدة خادمتها في قلب المواقف التي تقع فيها متلبسة مع عشيقها بإظهار براءتها وبالمقابل وضع حمادي في موقع المتهم.
وتنتهي المسرحية حين يخلو حمادي لنفسه أمام بيته، ويعيد شكواه من هذه المرأة المتعجرفة والمتكبرة والتي ما فتأت تحتقره كلما أتيحت لها الفرصة لذلك، ويخلص في الأخير إلى عبرة المثل المغربي القائل: “لبس قدك يواتيك”.
مواقف عديدة تستعرضها مسرحية با الغافل في قالب اجتماعي كوميدي يطرح للنقاش العلاقات الاجتماعية وتغييرات النظم الأخلاقية بالمجتمع. يقول الفنانحميد مرشد عن العمل: «العرض هو من أعمال الكاتب المسرحي الفرنسي المعروف موليير. وهناك مجموعة من الكتاب المغاربة الذين يتعاملون مع نصوصه لأنه يطرح مواضيع اجتماعية. وكمجتمع مغربي نحن في أَمسِّ الحاجة إلى ما هو اجتماعي. وفي أعمالنا نحاول طرح مواضيع اجتماعية بسيطة حتى نسهل التواصل مع الجمهور ونكون أكثر قربا منه». وأضاف: «موضوع الخيانة التي يتطرق لها العمل هو موضوع بسيط في مظهره، لكن هنالك طرح معمق يثير التساؤلات وله مجموعة من القراءات حول نوع الخيانة التي نتكلم عنها: هل هي خيانة المرأة أم خيانة الوطن أم خيانة المال العام؟ فتبقى كلمة الخيانة كلمة كبيرة جدا، ونحن اخترنا جزءا منها.وجولتنا لازالت مستمرة بمجموعة من المدن الصغرى والكبرى.»
وعن الاقبال الجماهيري للعرض يقول الفنان: «عندما يتابع الجمهور العرض المسرحي من أوله إلى آخره، فهذا يدل على رقي ذوقه الفني وعلى أنه جمهور يتمتع ويتابع العمل المسرحي بهفواته وبمختلف تقلباته.»
تواصل فرقة مسرح الثلاثة خلال هذا الشهر الفضيل، عروضها لمسرحية با الغافل الحاصلة على دعم من وزارة الشبابوالثقافة والتواصل- قطاع الثقافة عبر المدن المغربية وسط تفاعلكبير أخرج الجمهور من الروتينية بصيغة إخراجية احترافية وأداء إبداعي متميز لثلة الفنانين المتألقين الذين يسهرون على تقديمه بحلة متجددة في كل عرض.