حاوره: حسن عين الحياة
بعيدا عن التحليلات العلمية التي قدم من خلالها مختصون تفسيراتهم لزلزال الحوز، يقدم الفلكي المغربي عبد العزيز الخطابي “قراءة فلكية”، خاصة بهذا الزلزال الذي هز عددا من المدن والقرى المغربية ليلة الجمعة 8 شتنبر الجاري.
وقال الخطابي في حديثه لـ”المنعطف”، إن زلزال الحوز، نتج عن ظاهرة نادرة الحدوث، تَمَثَّلت في اصطفاف قمر الأرض مع كواكب عطارد والزهرة والمريخ والمشتري وزحل. موضحا أن هذا الاصطفاف تسبب للأرض في حركية داخلية على مستوى التقاء هذه الكواكب، حيث كانت نقطة الالتقاء عمودية مع الأرض، وتحديدا مع المغرب على مستوى منطقة الحوز.
في هذا الحوار، يشرح الخطابي، وفق حساباته التي قد تصيب وقد تخطئ، طبيعة الكواكب المؤثرة في الأرض، كما يقدم قراءة فلكية مستقبلية للأحدث التي يمكن أن يشهدها المغرب، بالإضافة إلى توقعات أخرى تجدونها في الحوار التالي.
عادة ما تُعمم توقعاتك عند مطلع كل السنة حول الأحداث المحتمل وقوعها في المغرب.. هل كان زلزال الحوز ضمن توقعاتك؟
في عام 2020، قلت في توقعاتي إن المغرب سيعرف زلزالا قويا.. وأتذكر أنني قلت لمنابر إعلامية بالحرف “بخصوص المغرب (…) أحذر من دخول أحد الكواكب المهتمة بالزلازل، وهذا يعني أنه ستكون هناك كارثة تزهق أرواحا كثيرة…”.
إلى حدود الآن انتشرت عديد التفسيرات العلمية لزلزال الحوز، وشرحت بالتفصيل العوامل الأساسية التي تسببت في حدوثه.. باعتبارك منجما، هل وضعت هذا الزلزال تحت مجهر علم الفلك؟
إن كل الظواهر التي تعرفها الأرض لها ارتباط وثيق بحركية الكواكب، باعتبارها كوكبا هي الأخرى، حيث تؤثر في بعضها البعض بحسب دورانها وعلاقتها مع الكواكب داخل المجموعة الشمسية.
وبالتالي إن زلزال الحوز، نتج عن حركة نادرة الحدوث في المجموعة الشمسية، وهي اصطفاف قمر الأرض مع كواكب عطارد والزهرة والمريخ والمشتري وزحل. وهذا الاصطفاف، تسبب للأرض في حركية داخلية على مستوى التقاء هذه الكواكب، حيث كانت نقطة الالتقاء عمودية مع الأرض، وتحديدا مع المغرب على مستوى منطقة الحوز.
وما علاقة اصطفاف هذه الكواكب مع القمر الأرضي بالزلزال؟
لكل كوكب قمره أو أقماره، باستثناء كوكبي الزهرة وعطارد.. وقمر الأرض هو الذي يضبط توازنها، خاصة وأنه يتحكم في حركتي المد والجزر.. وبالعودة للسؤال، إن دخول كوكب عطارد ضمن اصطفاف الكواكب التي أشرنا إليها، كان سببا في حدوث الزلزال في المغرب.
وما علاقة كوكب عطارد بهذه الهزة الأرضية العنيفة؟
إن كوكب عطارد بالنسبة للمنجمين، هو الكوكب المتعلق بالكوارث الطبيعية، كالزلازل والبراكين والفيضانات والحروب. ونحن كخبراء في علم التنجيم، نفرق بين خواص الكواكب، (أي تركيبتها وموادها وأقمارها وأغلفتها الجوية، والتي هي من اختصاص علماء الفضاء والجيوفيزياء وغيرهم من المتخصصين…)، وبين خواصها “النفسية” التي هي من اختصاص المنجمين.. إذ لكل كوكب داخل المجموعة الشمسية خاصيته، مما يجعله مستقلا عن الكواكب الأخرى.. مثلا إن كوكب المريخ عند المنجمين هو كوكب الكوارث والحروب، وهده الصفة يتقاسمها مع عطارد، أما زحل فهو كوكب النحس، والمشتري كوكب الحظ، والزهرة كوكب السعادة والرومانسية والحب.. ولهذا فإن هذه الكواكب تؤثر بخواصها على كل شيء في الأرض، وفق تموقعها داخل المجموعة الشمسية. وإذا نظرنا إلى (صورة اصطفاف الكواكب)، سنجد الأرض المشار إليها بالقمر، جاءت بين عطارد في الأسفل والمريخ في الأعلى، وهما كوكبا الزلازل أو الكوارث بصفة عامة.
قلت إن اصطفاف هذه الكواكب نادر الحدوث.. هل سيتكرر مرة أخرى؟
سيعود هذا الاصطفاف عام 2037، وستنتج عنه كوارث أخرى في منطقة شمال إفريقيا.
بعيدا عن زلزال الحوز، قلتَ في مطلع العام الجاري، إن حكومة أخنوش ستعرف زلزالا قويا يمكن أن يعصف بعدد كبير من الوزراء، هل مازال هذا التوقع قائما؟
أرى وفق حساباتي الفلكية، أنه مباشرة بعد استقرار الأمور المتعلقة بزلزال الحوز، ستعرف الحكومة زلزالا آخرا، وذلك من خلال تعديل حكومي، قد يعصف بعدد كبير من الوزراء، ويمكن أن يدخل حزب جديد إلى الثلاثي الحكومي (الأحرار والأصالة والمعاصرة والاستقلال). وأتذكر جيدا أنني قلت في توقعاتي لعام 2023 إن حكومة أخنوش ستشهد هزة كبرى، بحيث سيغادرها 11 وزيرا ووزيرة، ضمنهم عبد اللطيف وهبي وزير العدل، وقلت أيضا إن عزيز أخنوش لن يكمل ولايته الحكومية. وهذا التوقع مازال قائما..
قلتَ في هذه التوقعات أيضا إن المنتخب الوطني لكرة القدم سيتجاوز الدور الأول في كأس العالم بقطر، وسيتوغل في البطولة، وهذا ما حدث بالفعل.. الآن، ماهو توقعك حول مشاركته في كأس إفريقيا مطلع العام المقبل.. وهل سيفوز بالكأس؟
لا يمكن لي الآن توقع هذا الأمر، لاعتبار بسيط، وهو أن قرعة المنتخبات المتأهلة لكأس إفريقيا بالكوت ديفوار مطلع 2024 لم تُجر بعد.. إذ يجب قراءة كل مجموعة على حدة، ومجموعة المغرب بشكل خاص، حتى تكون حساباتي دقيقة.. لكن حساباتي الخاصة بطالع المنتخب الوطني وحده، فتقول إن الحظ الذي رافقه في مونديال قطر سيرافقه في “كان الكوت ديفوار”.
من يسمعك تتحدث، سيقول إن الخطابي يتكلم بالجزم، كما لو أنك تنظر إلى الأشياء بعين الآن ونحن نتكلم عن المستقبل الذي يدخل في باب الغيبيات.. هناك من سيقول إنك مجرد ساحر أو كاهن أو مشعوذ، وهناك من سيقول “كذب المنجمون ولو صدقوا”.. ماهو ردك؟
مقولة “كذب المنجمون ولو صدقوا” أو “ولو صادفوا”، ليست حديثا نبويا، حتى تكون لها سلطتها الاعتبارية. إنها مجرد مقولة يتداولها الناس ويغلفونها بالدين، لأنهم غير قادرين على فهم الواقع والمستقبل.. ولهذا، يا ليتني كنت ساحرا أو كاهنا أو مشعوذا.. فلو كنت كذلك “ماكنتش غنكون معاك هنا”.
“وفين غتكون”؟
“غنكون بيخير مع راسي”. لأن السحرة والمشعوذين “لاباس عليهم” وأنا لست كذلك.
بلغتنا الدارجة “واش كتاكل طرف الخبز من هاذ الشي تاع التنجيم”؟
بطبيعة الحال، أقتات من هذه المهنة، لكن “على حساب لقياس ديالي”.
بالنسبة لزبنائك، هل يلجئون إلى خدماتك، باعتبارك منجما أو “شواف كيدير ذاك الشي تاع القبول والجداول”؟
يلجؤون إلي باعتباري منجما.. ومن سيلجا إليَّ وفي اعتقاده أنني “شواف” لا أستقبله.. وللتوضيح، “ذاك الشي تاع الزواج والطلاق والقبول ماعنديش معاه”، لاعتبار بسيط، وهو أنني متخصص في علم التنجيم السياسي. ولهذا، حينما يلجأ إلي شخص ما، أقول له، “لك الحظ أو لا”.. هذا كل ما في الأمر.
من هم زبناؤك، وكيف تقرأ طالعهم؟
أغلب زبنائي من أهل السياسة والثقافة والفن، وهم يؤمنون بعلم التنجيم.. وبالنسبة لقراءة الطالع، وفق خارطة فلكية مضبوطة، أطلب منهم مدي ببعض الأرقام الخاصة بهم، كتاريخ الازدياد مثلا، وهذا مرتبط بعلم “النيميرولوجي”.. ومن تَمَّ أضع بين أيديهم قراءتي، مصحوبة ببعض النصائح الفلكية.
مثلا إذا لجأ إليك مرشح للانتخابات، يريد أن يصبح برلمانيا، “واش كتقول ليه غتنجح وكينجح”؟
عندما يسلمني المعطيات الرقمية الصحيحة، أقول له، ستفوز في الانتخابات أو لن تفوز. وإذا قلت له لا تدخل غمار المنافسة وكان حظه ضعيفا، ودخل، لن يفوز.
كانت لك إصدارات غزيرة للكتب الفلكية، هل مازلت تستفيد من عائداتها المالية؟
بحكم ارتفاع أسعار الورق ومصاريف الطباعة، توقفت عن إصدار الكتب.. وقد كنت قبل ذلك أصدر 6 ألاف نسخة من الكتاب الواحد، وكانت تُباع كلها.
هل صحيح أنك أول من أدخل الأبراج إلى الصحف الورقية في المغرب؟
صحيح، وأول من آمن بي في مسألة الأبراج هو الصحافي القدير طلحة جبريل، وكنت أنشر أبراجي في جريدة الصباح سنة 2000.. والآن، وحينما أرى الأبراج في الجرائد، أجد بأنها غير صائبة.