a24-ليلى خزيمة
و أنت تتحدث معها تستقبل كلماتك بالابتسامة و حسن الإصغاء، تجيب دون تكلف أو تصنع، ما تطمح له هو الصحة الجيدة و رضا الجمهور على ما تقدمه من أعمال، أما شعارها، فالتنوع والتجديدلكي لا تقع في النمطية و الرتابة، لذلك فتركيزها يكون دائما موجها حسب مراحل التطور، و حين سألناها عن العمل الذي تعده للجمهور قالت:
هذه السنة ركزت على الأعمال السينمائية أكثر من التلفزية، فبعد سيتكوم “خو خواتاتو” من إنتاج جكرندا و إخراج عبد الرفيع العبديوي، و سيتكوم” مولا نوبا” من إخراج سامية أقريو و إنتاج عليان، و مسلسل “سكورنيما” من إخراج عهد بنسودة ، توجهت مباشرة إلى السينما و لم أركز على الأعمال الرمضانية التي تبث بعد الإفطار، فمن طبيعتي أحب التجديد و أظن أن الأعمال التي ستعرض على التلفزيون هذه السنة كافية حتى لا يملني المشاهد.
– لماذا التركيز على الأعمال السنيمائية الآن؟
أريد أن يكون لدي ملفا جيدا في الأعمال السينمائية، بحيث أول عمل قمت به “أومالولو” من إخراج عبد الحي العراقي، التصوير كان بمدينة فاس، اما الثاني فهمو” حكاية ميم” إخراج عبد الحكيم بلعباس وصور بمدينة أبي الجعد،أما الفلم الثالث فبعنوان “مطلقات الدارالبيضاء” من إخراج عهد بنسودة و صور بالدارالبيضاء، اذ يتناول بالموضوع قصص خمس نساء و معاناتهن مع الطلاق. فمنهن من لم تستطعن الحصول على الطلاق بصيغة ودية، أو من تطلقت و لكن تتخبط في مشاكل النفقة و توابعها، وبالتالي كل شخصية تعاني حسب مستواها الاجتماعي و الدراسي و الاقتصادي.
–وأي واحدة من هذه الشخصيات تجسدين؟
أجسد شخصية فاطمة مساعدة بمؤسسة تعليمية خاصة بكل ما تحتويه كلمة مساعدة من معنى، تعمل بنسخ الوثائق تارة و بالنظافة تارة أخرى، و بالعديد من الأعمال التي يمكن تأديتها في إطار وضعيتها المهنية، الراتب زهيد و رغم ذلك تحارب لتدرس ابنتها بهذه المؤسسة التي لا يلجها إلا ابناء العائلات المترفة. المشكلة لم تعد مسالة مادية بل كيف يمكن لفاطمة أن تساعد ابنتها الصغيرة، كي تندمج مع باقي التلاميذ وتحميها من التنمر و المضايقات و الإحباط.
فهي مطلقة، والد ابنتها سكير لا يرجى منه، شقيقها مجرم و والدها مقعد لا حول له و لا قوة. أحداث كثيرة تعيشها فاطمة مع باقي الشخصيات التي تلعب دورها كل من زينب عبيد، بشرى اهريش، نادية العلمي ، صوفيا، محمد عاطف، محمد الشوبي ، يونس لهري واللائحة طويلة.
– ما هي الشخصية الأقرب إلى قلبك و التي تمثل ما تؤمن به مونية لمكيمل؟
كل الأدوار و الشخصيات التي اشتغلت عليها اخترتها بحب، و لو لم يكن العائد المادي فيها كبير و مغري. مثلا أحب مشروع “طوندونس”بكل شخصياته فهو يعالج المواضيع بتقنية الكوميديا السوداء.
في السينما، شخصية “الزوهرة” تشبه كثيرا جدتي رحمة الله عليها بكل صفاته الجسدية و المعنوية و النفسية، قصة العمل جميلة جدا، فهو يتحدث عن حقبة تواجد المغفور له الملك محمد الخامس في المنفى و كيف حارب المغاربة الأحرار لإعادة السلطان الشرعي للبلاد و طرد المستعمر.
في خضم هذه الأحداث، الزوهرة تعمل بجد لتربية ابنتها بالشكل الصحيح و في نفس الوقت تساعد زوجها لينظم إلى صفوف المقاومة و أحداث أخرى مشوقة، هذه الشخصية تعني لي الكثير.
– كيف تتم عملية اختياركم للأعمال التي تشتغلون عليها؟
في المغرب لم نصل بعد لمرحلة الإختيار بالشكل المتعارف عليه عند الآخرين، لأنه و بكل بساطة ليس لدينا ذلك الزخم الكبير من السيناريوهات التي تعرض على الممثل حتى تتاح له فرصة الاختيار، و من الممكن أن يعمل سنة كاملة دون انقطاع و بعدها لا عمل و لا عروض لمدة قد تصل إلى أربع سنوات.
الوثيرة ليست ثابتة، هذا هو الواقع للأسف بالنسبة لي هي مسالة تضحية إما بالمشروع أو بالمال، يعني عندما أتلقى عرضا بمبلغ جيد أجد أن الدور ليست له القيمة المضافة التي أبحث عنها، إذن أتخلى عنه رغم الإغراء المادي، بينما هنالك أعمال تقترح مردودها المادي بسيط جدا لكن قيمتها الفنية، سأستثمر من خلالها مؤهلاتي و سأبدع من خلالها و أقدم للجمهور عملا يليق به و بي و سترفع من مستوى الأداء لدي، أقبل مباشرة رغم الخسارة المادية، لان الكسب ليس دائما ماديا.
فالاختيار يكون حسب تطلعات الفنان المهنية و كل فنان له نمطه و نظرته و توجهه الخاص و يبني مستقبله على اختيارات يراها هي الأصح بالنسبة له، فالاختيار يكون إما بالكيف أو بالكم. شخصيا أنا معجبة و فخورة بسيرتي و ملفي بالمسرح، أعمالي التلفزية تمشي بخطى حثيثة، فإن لم أكن قيمة مضافة في العمل أعتذر عنه بود و احترام، و أسعى دائما للتجديد حتى لا أقع في النمطية و الملل
– بالرغم من ذلك هل سبق و أن قبلتم بعمل فقط من أجل ضمان استمرارية الوقوف أمام الكاميرا؟
بالنسبة لهذا السؤال، هناك جوابين: الأول اشتغلت سنة 2014 بعمل لن أذكر اسمه احتراما لفريقه، دوري فيه كان كبيرا و لكن لم أكن راضية على عملي و أدائي به، فقد اشتغلت بتقنية المسرح و هذا خطئي و أنا أتحمل كامل المسؤولية. فلم أكن قد وصلت لمرحلة النضج الكافي حتى أفرق مابين تقنيات المسرح و تقنيات التلفزيون، و هو ما أعتبر فشل في العمل بنسبة كبيرة.
من جهة أخرى، لدي الكثير من الاعمال البسيطة التي لم تكن بالشكل الذي أرغب فيه و السبب هو أنه في بداياتي، كنت أشارك في العديد من فقرات الاختيار “كستينغ” ، في فترة ما و حتى أتعرف على الميدان و يتعرف الميدان عن مونية، كنت أقوم بأدوار بمشهدين أو ثلاث مشاهد، قيمتها الفنية كبيرة لكن مردودها المادي لن تقبل به ممثلة لها صيت كبير، فالثمن زهيد جدا، كنت أقول في نفسي أن هذه المشاهد القليلة و الصعبة أحسن من عمليات الكاستينغ بكثير، لأنني إذا ما أديت الدور بالشكل الجيد سيتعرف المخرج عن موهبتي و سيعلم ما هي كفاءاتي المهنية و الفنية، قمت بها مرات عديدة و بالفعل كان المخرج في كل مرة يقول لي من أنت؟ ابتهج و أجيبه هذا هو السؤال الذي كنت أنتظره منذ مدة طويلة، و تكون تلك هي بداية التعامل معه.
– مونية لمكيمل تقوم بالتسويق لأعمالها و موهبتها؟
صراحة، لست موهوبة في التسويق لأعمالي، أنا من النوع الذي ينهي عمله و يلجأ مباشرة إلى المنزل، أعلم أن هذا ليس في صالحي و أنني لست على صواب فمتطلبات المجال الفني تحتم على الفنان الترويج لأعماله و صورته، لكن هذه هي أنا و هذا هو طبعي.
أكثر ما أقوم به هو مشاركة بعض الصور و المشاهد مع المتتبعين، لكن من جهة أخرى كلما تواصل معي صحفي أو ناقد أو مهتم بالشأن الفني، أتفاعل لكن أن أبادر، فلم يسبق لي أن فعلتها. لا يمكنني أن أصف الوضع، لا يمكن حتى أن أنعثه بالخمول أو التكاسل، و إنما بكل بساطة لا أتقن هذه الحرفة ، أترك المهمة لجودة أدائي، فعندما ينجح العمل الذي قمت، به مباشرة سيتحدث عنه الجميع.
فلما أستبق ما لا يمكن التكهن به، فمهما كانت مكونات العمل جيدة بالنسبة لي ربما لن يلقى العمل الصدى الذي كنت أتوقعه لسبب أو لآخر، ليست قلة ثقة بل فقط لأن الفن أذواق و ليس عملية حسابية.
كل ما أتمناه هو أن أتوفق دائما في اختياراتي الفنية و أنجح فيها حتى تتحدث عني و لا تضطرني للحديث عنها.
– الجميع يعلم من خلال تصريحاتكم أن المسرح هو العشق الأبدي لمونية و اشتغلتم دون أجر لسنوات عديدة و دون دعم، في نظركم ما الذي لم تتوفق في تحقيقه أو فعله فرقة ما و يترجم دائما بعدم منحهاالدعم؟
علامة استفهام كبيرة. فأنا أتساءل دائما عن الوصفة السحرية لتتمكن الفرقة من الحصول على الدعم دون أن أجد الجواب، عشرات المرات و فرقتي تضع ملفها للدعم دون جدوى، لا نقابل فقط بعدم الحصول على الدعم بل لا نتلقى أي جواب لا بالقبول و لا بالرفض، حالنا كمن يقدم سيرته الذاتية للحصول على فرصة عمل و يسمع نفس العبارة المتكررة “ضع ملفك و سنعاود الاتصال بك لاحقا” و لا أحد يتواصل معك.
و هل لديكم فكرة عن مكونات العمل المسرحي الناجح؟
أول مكون في نظري هو الموضوع، يجب أن يكون مثيرا للجدل و النقاش و ليس فقط فرجة آنية تنتهي بإسدال الستار، ثاني مكون هو المخرج المتمرس الذي يزاوج ما بين المهني الأكاديمي و الهوية المغربية، مع احترامي لكل المذاهب المسرحية و المنظرين العالميين، لكن أنا متشبثة بأصوليالعربية و المغربية.
لدينا مبدعين كثر مثل المرحوم عبد القادر اعبابو و المرحوم الطيب الصديقي و المبدع عبد الكريم برشيد و أسماء أخرى عديدة. فمن حقنا التغني بكل هذه الأنماط و المدارس المسرحية. أحب أن أشتغل بمسرح لبساط و الذي سميت به فرقتي المسرحة، أو الحلقة أو سلطان الطلبة و غيرها. مكونآخر هوأن يكون هنالك ممثلين جبلوا على الخشبة و على العمل المسرحي و لا يدخرون الطاقة في إبراز العمل. و معكل هذا، تبقى المواجهة المباشرة و العرض ما قبل الأول هما الفيصل.
وبطبيعة الحال لا يمكن أن يشتغل المرء فقط على ما يمكن عرضه بالمهرجانات و الملتقيات الخاصة، فعمله سيكون نخبويا، بل يجب الموازنة ما بين الفرجوي و الأكاديمي.
– ما نسبة الحظ في تقدم و تألق مونية لمكيمل في عالم الفن؟
يمكن للحظ أن يساعد الفنان في لقائه بمدير كاستينغ يرشحه لدور مهم أو مخرج يبرز كفاءته المهنية أو شركة إنتاج تراهن على موهبته، لكن بعد اللقاء إن لم يكن الفنان متمكنا و متمرسا فالحظ لن ينفعه بتاتا وإن أعطي فرصا كثيرة.
الحظ هو فقط الباب الذي يفتح ليبرهن الفنان من خلاله على مستوى إبداعه و مهنيته و حرفيته، تماما كمغنية بمؤهلات صوتية بسيطة و شكل جميل صادفت منتجا أعجب بمظهرها و أنتج لها فيديو كليب، لكن بدون الخامة و المساحة الصوتية الجيدة لن تستمر، بدون الموهبة لن يستمر الفنان و لن ينفعه الحظ.
– هل توظف مونية لمكيمل شهادة إدارة الأعمال في أعمالها الفنية ؟
أبدا، شهاداتي كانت إرضاء لرغبة والدي، فخوفهما المشروع هو ما دفعني لدراسة إدارة الأعمال حتى أتمكن حسب اعتقادهم من تأمين مستقبلي و إيحاد عمل إذا لم أتوفق في العيش بموهبتي. حاليا و مع احترامي لأساتذتي، نسيت حتى أنني درست هذه التخصصات لأنها لم تكن دراسة عن حب أو اقتناع.
–هل تهتمين بتوقيت إدراج أعمالكي على الشاشة ؟
هذه السنة، لم تتم بعد الإفصاح عن البرمجة الرمضانية بالقناتين، و شخصيا ما يهمني هو العمل الجيد، أما توقيت عرضه و التهافت على الحضور بشهر رمضان فليس من أولوياتي.
المهم أن ينجح العمل سواء عرض بشهر رمضان أو خارج شهر رمضان، خوفي الكبير هو أن يعرض العمل في وقت الدروة و لا يلقى نجاحا، أما إذا حصد النجاح المتوقع فسيكون قيمة مضافة لإنجازاتي و سأفرح كثيرا.
– ما الذي تطمح له حاليا و مستقبلا مونية لمكيمل؟
عندما كنت صغيرة، كانت لدي مجموعة من الأحلام ولله الحمد و بكل فخر حققتها، درست و أسست أسرة و أنجبت في سن صغيرة، سافرت و حصلت على جوائز عديدة، كل ما أنا فيه هو فضل من عند الله و أحمده على النعم.
الآن،كل ما أتمناه هو الصحة الجيدة لي و لأفراد عائلتي، أنا لا أخطط بحكم التجربة و ما مررت به، لكن يقيني بالله كبير و هو من أنار دربي و يسر أمري و أنا أحمده و أشكرفضله في كل وقت و حين. فهو من يحسن التدبير، أطمح فقط أن أكون في مستوى ما يتطلع له جمهوري.
تعليق واحد
Ohkuqij Apeperua cnn.ndor.a24.ma.dpx.fg http://slkjfdf.net/