بقلم : منصف الادريسي الخمليشي
يعتبر الإنسان إحدى أهم مكونات استمرار الكون و من مكونات تأسيس الدولة هو وجود شعب، و كما للكائن أو الشعب واجبات له حقوق يجب أن يستمتع بها و لعل أهمها، ضرورة توفر مواد غذائية لازمة و أمن و استقرار و تعليم و توفير مناطق و مساحات خضراء من أجل الاستجمام و الراحة و الترفيه، و لكن إذا كانت كل هذه الأمور متوفرة و غاب عنها التطبيب و خاصة توفير، أدوية الأمراض المزمنة و النفسية و المؤقتة، تختل شروط الحياة الآمنة.
هذا ما وقع قبل حوالي أسبوعين، غاب و انقرض دواء من أكثر الأدوية شهرة عن الصيدليات المغربية، إنه دواء ” ليڤوثروكس” و هو بديل هرمون ” الثيروكسين” الذي تفرزه الغدة الدرقية و يحسن هذا الدواء أعراض خمول الغدة الدرقية مثل ” الطاقة و البطء في الكلام و زيادة الوزن و فقدان الشعر و جفاف الجلد و غيرها من الأعراض…
بدون سابق انذار و لا حتى بلاغ تنبيهي بأخذ كميات كافية لهذا الدواء الذي يعتبر إحدى الأدوية المهمة في المغرب، فكل صيدليات المملكة المغربية لا تتوفر على هذا الدواء.
يا ترى ما هو السبب هل هو تقصير لوزارة الصحة ؟ أم هناك شيء يطبخ؟ أم ماذا؟
إن عدم تناول هذا الدواء تنتج عنه عدة مخاطر، أقصاها الموت و أدناها عدم التحكم في النفس و هذا ما يؤدي إلى الخمول و النوم المفرط و غيرها.
حسب متخصصين قد يؤدي عدم اخذه إلى تضخم عضلات القلب أو انخفاض مستويات هرمون ” الثيروكسين” في الجسم.
حيث طرح سؤال كتابي في البرلمان المغربي، سؤال كتابي من طرف رئيس الفريق الحركي ” ادريس السنتيسي” لوزير الصحة و الحماية الاجتماعية ” خالد آيت الطالب” بخصوص أسباب الاختفاء الغامض و المفاجئ و القسري لهذا الدواء، هل هو قلة الإنتاج أم استهتار بصحة المواطن المغربي و خاصة المرأة التي تعاني من هذا المرض بنسبة كبيرة.
كما أعربت نقابة الصيادلة عن أسفها الشديد لما يؤول له الوضع في المغرب.
ما هذا التماطل و انعدام المسؤولية في المسؤول، هل ينتظرون حتى تقع نكسة أو يلزم أحدهم و يرحل إلى منفاه أو مآله الأخير ؟ آنذاك يتأسفون و قد يحسب عند الله شهيدا و عند الحكومة حالة وفاة جراء ( كو رو نا)
عزيزي الدواء، سلام تام بوجود مولانا الامام، بعد التحية إليكم أكتب هذه الرسالة، إذا كنتم تجيدون القراءة، إني لكم أكتب، فأنا أراسلك بشأن غيابكم الغير معهود، هل انتم مختطَف؟ أم محتجٓز؟ أم محتكٓر؟ أين غيابكم؟ إن عشاقك المدمنين عليك كثر، متى ستعود لديارك من أجل معانقتهم؟ إنهم ينتظرونك بكل شوق و حنين، لا تبكي يا عزيزي المسكين، إن الدكتور خالد آيت الطالب صامت لأنه يبحث عن ما يمكن فعله لإرجاعك لنا في أقرب وقت ممكن.
نريدك أن تحجز تذكرتك من روسيا أو أوكرانيا أو أمريكا أو حتى ( إسرائيل) أو ” جزائر” و عد لنا، إننا اشتقنا لك، نعدك إننا سنحضنك و نحتضنك بل حب و لن نلفق لك تهم باطلة، رجاءا عد فأنت الرجاء بعد الله، نعم أعرف أنك تحت ضغط كبير فالشهرة و النضال ليس شيء سهل بالمرة، هنا عدة برامج الاكتشاف تنتظر عودتك.
لا تحدثني عن مشاكلك، فكل الناس هنا يعانون في صمت يا ” ليڤوثروكس” أرجوك، فنحن لا نريد أن نعزف ألحانا على ايقاعات الأسى و التحسر، عندي لك حيلة، اتصل بمواقع و قنوات و افعل ضجة إعلامية كبيرة سيكلفك الأمر فقط بضع ملايين و ستعود حينها إلى أرض الوطن، سليما معافى و لا تغرنك شعارات النية الرگراگية فوزارة الصحة نيتها لم تكشف عنها بعد.
هذه رسالة ساخرة لدواء الغدة الدرقية، عسى أن يجد هذا المقال آذان صاغية و منصتة و مستمعة.
إن السياسة الدوائية المعتمدة في المغرب، سواء من ناحية، الصنع أو الاستيراد أو التوزيع، تعتبر محاولة يائسة و فاشلة في وقاية و علاج المواطن المغربي لذا وجب على أعلى سلطة في الدولة أن تتدخل لفك أسر هذا الموضوع الحساس، إنه لا يعني فقط هذا الدواء فحسب بل داء السكري و البروستات و السرطانات و الكباد غيرها من الأمراض… أدويتها منعدمة أو شبه منعدمة.
“يا خالد، ارحم من في الارض يرحمكم من في السماء”