كأس البلار الذي نشرب منه مياه الأصالة الفنية لازال يدور بيننا
عبد العزيز بنعبو
من المنتظر أن تنظم مؤسسة أحمد الطيب العلج للمسرح و الفنون الشعبية، حفلا كبيرا بمدينة الدار البيضاء إحياءا لذكرى رحيل هرم المسرح و الأغنية و الزجل المغربي الراحل الكبير أحمد الطيب العلج. و من المرتقب أن يحيي نجوم مغاربة من مختلف الأجيال هذا حفل و من بينهم الموسيقار عبد الوهاب الدكالي والمطربة لطيفة رأفت والفنان محمود الادريسي وأمال عبد القادر وفؤاد الزبادي وغيرهم.
السبت 01 دجنبر 2012، كان يوم وداع أحد أعمدة المسرح و الزجل و الأغنية المغربية. الرائد أحمد الطيب العلج. اليوم تحل ذكرى رحيله و ما زلنا نبحث عن في يومياتنا الإبداعية عن الذي يمكنهم أن يسدوا مكانه، او يحافظوا على إرثه و يواصلوا المسير بالخطوات الحثيثة نفسها.
الحقيقة أن الأستاذ أحمد الطيب العلج، لم يغادرنا بغصة الحكرة المعيشية اليومية. لأنه نال نصيبه من يسر الحياة بقليل من الإستقرار أغناه عن الحاجة. لكنه غادرنا بغصة ضخمة بحجم “الفقصة”. غادرنا و قد عايش المسرح رثا، غادرنا و قد دفنت الأغنية المغربية، غادرنا و قد بات المشهد الفني يعيش الإنتكاسة و الرداءة و بشاعة اليومي و صور لا تحتمل التأمل.
أحمد الطيب العلج رجل من ذهب ، صنع رفقة زملائه الزمن المزدهر للمسرح فكانت أجمل المسرحيات التي إلتف حولها المغاربة في المسارح و شاشات التلفزة. و رددها الصغير و الكبير و حفظ كلامه.
أحمد الطيب العلج الذي غرد رفقة مجايليه و زملائه في الموسيقى باجمل الأغاني، و كان البلار كأسا يدور على مسامع المغاربة ، و يمنحهم الحلم و السكينة والبهاء، و الاهم من ذلك يصنع لهم موقعهم ضمن خارطة الموسيقى العربية و العالمية.
أحمد الطيب العلج الذي سافر و ناقش و جادل و رفع العلم المغربي في حله و ترحاله، و أبدع في كل سكناته قبل حركاته. يرحل بعد 84 سنة من العطاء ثلثيها مزدهرة رفقة الكبار الذين أسسوا و ألهمونا لحظتنا، اما الثلث الأخير فقد عاشه و هو يحاول أن يمد يد العون لمشهد أقل ما يمكن أن يوصف به أنه مشهد أفرغ من فؤاد ام موسى.
تخيلوا رجلا عاش الذهب و أبدع الذهب و عاشر الذهب، يرحل و هو يشاهد المعدن قد إنصهر و الحلم تحول إلى كابوس. تلك غصة نحن معنيون بها لأننا الباقون اليوم و علينا مسؤولية الإرث الذي سنخلفه و هل نحن على إستعداد لذلك أم أن الامر سنتركه للمستقبل ليصحح الجيل القادم ما أخطأنا فيه.
ولد في 9 سبتمبر 1928 بمدينة فاس. أدخله والده ليتعلم حرفة النجارة على يد أحد “المعلمين” ليصبح بدوره “معلم” وسنه لا يتجاوز 18 سنة، لكنه تعلم القراءة والكتابة فيما بعد، وتأثر بالثقافة الشعبية المغربية التي نجدها حاضرة في مختلف أعماله وكتاباته المسرحية.
يعتبر الفنان والمؤلف المسرحي « أحمد الطيب العلج » واحداً ممن ارتكزت عليه تألقات المسرح المغربي، حيث تقلد في حياته أوسمة وشهادات تقدير على إبداعه في مسيرة الحركة المسرحية، وهو فنان عصامي تمكن بفضل مثابرته ومجهوده الشخصي من تسجيل اسمه في تاريخ المسرح المغربي والعالمي.
تعلّم في الكتّاب أولاً ثم ثقّف نفسه بنفسه. ودرّس المسرح في مسرح الدول في باريس، ودرّس علم أصول التدريس المسرحي، وتقلّد رئيس قسم الفنون الشعبية في مسرح محمد الخامس في الرباط. مُنح وسام الرضى من الدرجة الأولى ووسام الاستحقاق الفكري السوري من الدرجة الأولى والجائزة الأولى للتأليف المسرحي عن ملاك الدويرة.
انضم إلى اتحاد كتاب المغرب سنة 1986، وحصل على جائزة المغرب في الآداب سنة 1973، ونال وسام الاستحقاق الفكري السوري سنة 1975.
شارك أحمد الطيب العلج سنة 1960 في تدريب بمسرح الأمم بباريس.
ألف واقتبس مجموعة من النصوص المسرحية.
له الأعمال المسرحية المنشورة التالية: “حادة” وهي أول عمل مسرحي له، دعاء للقدس، بناء الوطن، السعد، عيطونة، النشبة، جحا وشجرة التفاح التي كتب نصها منذ حوالي 20 سنة وعرضت بمسرح “جيرار فيليب” بفرنسا من مؤلفاته: المؤلفات بالدارجة: عزيزي أنا. النفخة. طالب راغب. الشهيد