* بان كي مون يعرب عن تقديره دعم المغرب لأنشطة الأمم المتحدة ويلتزم بأن تكون التقارير الموجهة لمجلس الأمن حول قضية الصحراء موضوعية وتعكس الحقائق
* المسؤول الأممي “يرفض لعبة بعض الأطراف التي حاولت استغلال وتغيير مهمة المينورسو وإفقادها حيادها وموضوعيتها
أبرز بلاغ للمتحدث باسم الأمم المتحدة، نشر بعد ظهر الجمعة بمقر الأمم المتحدة، أن “الأمين العام أجرى مباحثات هاتفية مع صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يوم الخميس 22 يناير”، مضيفا أن بان كي مون عبر لجلالة الملك عن “تقديره للدعم الكبير الذي يقدمه المغرب لأنشطة الأمم المتحدة، خصوصا على مستوى حفظ السلام وبالعديد من القضايا الحساسة بإفريقيا والشرق الأوسط”.
وبخصوص قضية الصحراء، سجل المصدر ذاته أن الأمين العام أقر ب”انشغالات” المملكة بخصوص المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة، مؤكدا أن التقارير “الموجهة لمجلس (الأمن) حول هذه القضية ستظل موضوعية وستعكس الحقائق”.
وجدد التأكيد على أن المينورسو “ستواصل ولايتها الحالية كما حددها مجلس الأمن”.
وبالمقابل، أضاف البلاغ أن صاحب الجلالة أكد أن المغرب يأمل في “السير قدما بتعاون مع منظمة الأمم المتحدة، وأن يعمل الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة مع المبعوث الشخصي للأمين العام، كريستوفر روس، من أجل تنظيم زيارته المقبلة للمغرب متى أمكن ذلك، وكذا مع الممثلة الخاصة للأمين العام، رئيسة المينورسو، كيم بولدوك، لتسهيل انتشارها في المنطقة”.
وفي تحليل متعلق بالموضوع اعتبر مدير مرصد الدراسات الاستراتيجية، شارل سان برو، أن الضمانات التي قدمها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، حول طبيعة بعثة المنظمة الدولية بالصحراء المغربية، تؤكد أن المسؤول الأممي “يرفض لعبة بعض الأطراف التي حاولت استغلال وتغيير مهمة المينورسو وإفقادها حيادها وموضوعيتها”.
واضاف سان برو، في تحليل بعنوان “نجاح دبلوماسي للمغرب” نشر بموقع القضايا الأمنية والدفاعية (تياتروم بيلي) أن المحادثة الهاتفية، أمس الخميس، بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس وبان كي مون، بمبادرة من هذا الأخير، “مكنت من وضع حد للإشاعات حول مشروع تغيير مهمة المينورسو”.
وأشار إلى أن من شأن هذه المحادثة الهاتفية أن تمكن من استئناف المسلسل الرامي إلى إيجاد حل لنزاع مفتعل يهدد الاستقرار الإقليمي، مبرزا أن الحل يوجد مع ذلك “في متناول اليد” إذ يكفي تقديم دعم تام لمخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، الذي اقترحته المملكة، ووصف من قبل مجلس الأمن والقوى الكبرى بأنه جدي ويحظى بالمصداقية.
وذكر الخبير أيضا بأن المغرب لم يفتأ يلح على ضرورة الحفاظ على معايير المفاوضات كما تم تحديدها من قبل مجلس الأمن.
وأضاف سان برو أن الجزائر، التي تمول المجموعة الانفصالية ل”البوليساريو”، بذلت جهودا كبرى وسخرت وسائل جمة من أجل خلق لوبي يدعو إلى توسيع مهمة المينورسو لتشمل مراقبة الشؤون الداخلية للأقاليم الجنوبية للمملكة.
واعتبر، بالمقابل، أنه من غير المقبول أن تعارض الجزائر إرسال أي بعثة محايدة إلى مخيمات تندوف التي يشهد فيها وضع حقوق الإنسان تدهورا كما تعد مشتلا للإرهاب.
من جهة أخرى، اعتبر سان برو أن العمل الأساسي الذي يقوم به المغرب في مجال محاربة الإرهاب والتطرف، يفسر الموقف المتقدم للأمين العام للأمم المتحدة حول قضية الصحراء المغربية.
وخلص إلى القول إن المغرب يعتبر، في مرحلة تتسم بالتهديدات الإرهابية وعدم الاستقرار في جنوب المتوسط، شريكا لا مناص عنه .