رغم أن مبررات هيئة الكامروني عيسى حياتو الرافضة لأي تفاوض بشأن التأجيل، وأن الدورة النهائية لكأس أمم إفريقيا لم تشهد أي تأجيل عن موعدها الرسمي،هو مبرّر في الواقع غير صحيح . فقد شهدت نهائيات كأس أمم إفريقيا منذ أول دورة في السودان سنة 1957 التأجيل ، في وقت يطرح المغرب،من خلال انشغاله بفيروس “إيبولا” فرضية دفع “الكاف” إلى خيار التأجيل الثاني لـ”الكان”.
إعداد:عبد الرحيم باريج
……………………..
الدورة 3 ل”كان61″ تأجّلت بعام كامل ل”كان62″
اضطرت الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم،وهي تمنح شرف تنظيم الدورة الثالثة لأثيوبيا بعدما جرت الدورتان الأولى والثانية في السودان ومصر على التوالي،أن توافق مرغمة على تأجيلها بسنة واحدة،حيث لم تجر الدورة مثلما كان مقررا سنة 1961،بسبب محاولة الانقلاب على الإمبراطور الأثيوبي هايلي سيلاسي في 13 دجنبر 1960 حين كان في زيارة إلى البرازيل،حيث طالب مدبّرو الانقلاب باعتلاء نجله الحكم،غير أن الإمبراطور الأثيوبي تحكّم في الوضع وأفشل محاولة الانقلاب وبرّأ نجله من تهمة تدبير الانقلاب،وكان لتلك الأحداث تداعيات على “كان 1961″ التي جرت في النهاية سنة 1962،وهي لمرة الأولى التي جرت فيها دورة نهائية لكأس أمم إفريقيا في السنوات الزوجية.
دورتان نهائيتيان لكأس أمم إفريقيا في عام واحد بداية الستينيات
ارتفع عدد لمشاركين في الطبعة الثالثة من ثلاثة إلى تسعة منتخبات،وجرت لأول مرت التصفيات إلى الدورة النهائية التي شهدت مشاركة أربعة منتخبات هي إثيوبيا البلد المنظّم ومصر حاملة اللّقب (تأهّلتا آليا إلى الدورة النهائية)،إلى جانب تونس وأوغندا المتأهّلتين في التصفيات،وشهدت الدورة تتويج أثيوبيا.
وعلى غرار مرحلة الانتقال من السنوات الزوجية إلى الفردية من جديد بين 2012 و2013،الذي أقرّته الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم حتى لا تتداخل الدورات النهائية لـ”الكان” مع موعد المونديال،فإن “الكاف” أجرت للمرة الأولى دورتين نهائيتين لكأس أمم إفريقيا في ظرف عام واحد في بداية الستينيات،فبعد دورة أثيوبيا التي جرت سنة 1962 متأخرة بسنة واحدة،فقد احتضنت غانا الدورة الرابعة في موعدها القانوني في سنة 1963،وتوجت غانا باللقب التي أضافت اللقب الثاني سنة 1965،في آخر مرة جرت الدورة في السنوات الفردية (الدورة احتضنتها تونس)،وهي الدورة التي تحوّل اسم المنافسة من كأس إفريقيا إلى كأس أمم إفريقيا.
فنسنت انياما أفضل حارس إفريقي يدعم إلغاء “كان 2015”
دعم الحارس النيجيري فنسنت انياما،المصنف حسب وسائل الإعلام كأفضل حارس إفريقي،فكرة إلغاء كأس الأمم الإفريقية المقررة في المغرب عام 2015. ونقلت صحيفة الديلي ميل عن حارس ليل الفرنسي قوله “أتمنى ألا تقام البطولة،فهناك عدد كبير من الناس ستتنقل ما يزيد من خطورة انتقال المرض”.وأضاف “لست مسؤولاً لأصنع القرار،لكنني أدعم فكرة إلغائه لأن الأمر خطير”. ولا يعد انياما أول نجم في أوروبا يتحدث عن إلغاء البطولة،فقد انتقد يورغن كلوب مدرب بروسيا دورتموند موقف الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، مطالباً إياها بتقديم السلامة على أي أمور أخرى.
الكونفدرالية الإفريقية لكرة اليد تزيد الضغط على “حياتو” و”الكاف”
جمدت الكونفدرالية الإفريقية لكرة اليد كل النشاطات الرياضية على مستوى القارة السمراء بسبب وباء “الإيبولا” الذي انتشر مؤخرا في عدد من دول غرب إفريقيا،وأكدت الكونفدرالية الإفريقية لكرة اليد بأن قرار التجميد سيبقى ساريا إلى إشعار آخر،حيث اجتمع المكتب التنفيذي لهذه الهيئة شهر أكتوبر المنصرم واتخذ هذا القرار بعد الاضطلاع على التقارير الخاصة التي أعدتها منظمة الصحة العاليمة،والتي دقت من خلالها ناقوس الخطر،وجاء في بيانها بالمناسبة “إنه إجراء احتياطي،الهدف منه تجنب تنظيم أي نوع من أنواع التظاهرات التي يجتمع حولها الأشخاص،وبالتالي عدم تسهيل انتشار الفيروس”،ولحسن الحظ،فإن موعد تنظيم كأس إفريقيا لكرة اليد مازال بعيد الأجل،حيث سيكون الموعد في 2016،لكن هذا القرار سيعني إلغاء المنافسات الخاصة بالأندية لاسيما كأس إفريقيا للأندية البطلة وكأس إفريقيا للأندية الحائزة على الكؤوس.ومن شأن هذا القرار أن يزيد الضغط على الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم ورئيسها عيسى حياتو،حيث مازالت الهيئة الكروية الأعلى في إفريقيا مصرة على التمسك بموعد إجراء كأس إفريقيا للأمم 2015 في موعدها يوم 17 يناير المقبل،رغم تحذيرات منظمة الصحة العالمية وطلب البلد المنظم المغرب للتأجيل إلى موعد لاحق،في حين لم تجمد الكاف أية نشاطات تتعلق بمسابقات الأندية الإفريقية التي تخوض لقاءات رابطة الأبطال وكأس الكاف بشكل عادي،وبعضها يتنقل إلى بلدان مصابة رسميا بالفيروس،كما أن تجميد كونفدرالية كرة اليد لكل نشاطاتها مع قلة شعبية هذه اللعبة في إفريقيا مقارنة مع كرة القدم،ورقة ضاغطة أخرى تزيد من حجم المسؤولية على حياتو ومعاونيه.