دعا صاحب الجلالة في خطاب الذكرى الخامسة عشرة لعيد العرش المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بتعاون مع بنك المغرب ومع المؤسسات الوطنية وبتنسيق مع المؤسسات الدولية المختصة الى انجاز دراسة لقياس القيمة الإجمالية للمغرب ما بين 1999 و2013 ، للوقوف على حقيقة الوضع، مؤكدا جلالته أمس الاربعاء، أن الهدف من هذه الدراسة ليس فقط إبراز قيمة الرأسمال غير المادي للمغرب، وإنما لضرورة اعتمادها كمعيار أساسي خلال وضع السياسات العمومية، وذلك لتعميم استفادة جميع المغاربة من ثروات وطنهم.
وذكر جلالة الملك بأن النموذج التنموي المغربي بلغ درجة من النضج “تؤهلنا لاعتماد معايير متقدمة وأكثر دقة لتحديد جدوى السياسات العمومية والوقوف على درجة تأثيرها الملموس على حياة المواطنين”، وقال جلالته كذلك، أن ” من حقنا جميعا أن نتساءل : هل ما نراه من منجزات، ومن مظاهر التقدم، قد أثر بالشكل المطلوب والمباشر على ظروف عيش المغاربة ؟ وهل المواطن المغربي، كيفما كان مستواه المادي والاجتماعي، وأينما كان، في القرية أو في المدينة، يشعر بتحسن ملموس في حياته اليومية، بفضل هذه الأوراش والإصلاحات ؟”، مع توضيح جلالته انها تساؤلات، تفتح الطريق نحو البحث الدائم عن الفعالية والنجاعة ، وعن أفضل السبل، ليستفيد جميع المغاربة من مختلف المنجزات، على حد سواء، مؤكدا جلالته أن جميع الخبراء والمهتمين والوطنيين والدوليين ، يجمعون على “أن المغرب عرف، خلال هذه الفترة، تقدما كبيرا في مختلف المجالات”، و أنه “لا أحد يمكنه أن ينكر التطور الديمقراطي، الذي يجسده دستور 2011، ومنظومة الحقوق والحريات التي تتوفر عليها بلادنا، والإقدام على ورش الجهوية المتقدمة. غير أن الأثر الملموس لهذه الإصلاحات وغيرها، يبقى رهينا بحسن تنزيلها، وبالنخب المؤهلة لتفعيلها”.
مثلما تحدث جلالة الملك عن الحصيلة الاقتصادية الايجابية التي تحققت مع المخططات القطاعية، من قبيل المغرب الأخضر، ومخطط الإقلاع الصناعي، وغيرها. بيد أن هذا التقدم، يقول جلالته، “لم يكن على حساب النهوض بالتنمية البشرية، التي يشهدها المستفيدون من برامجها، بكل مناطق المملكة، بأثرها المباشر في تحسين ظروف حياتهم، وبدورها في محاربة مظاهر الفقر والإقصاء والتهميش ببلادنا”. ليبقى السؤال، يقول صاحب الجلالة بمناسة الذكرى الخامسة عشر لتربع جلالته على عرش اسلافه الميامين:”ماذا فعلنا بما حققناه من تقدم ؟ هل ساهم فقط في زيادة مستوى الاستهلاك، أم أننا وظفنا ذلك في تحقيق الرخاء المشترك لكل المغاربة ؟ وإلى أي درجة انعكس هذا التقدم على تحسين مستوى عيش المواطنين ؟”.
عبدالنبي مصلوحي