عقد الأمين العام لحزب الاستقلال، نزار بركة، اجتماعًا مطولًا مع الفريق البرلماني للحزب بمجلس النواب يوم الاثنين، 28 أكتوبر، بهدف تهدئة الأجواء الداخلية وإقناع البرلمانيين بالتوزيع الجديد للمناصب البرلمانية.
وجاء هذا الاجتماع في سياق تعيين كل من عبد الصمد قيوح وعمر احجيرة في مناصب وزارية، وهو ما أشعل التوترات والخلافات بين أعضاء الفريق، الذين اعتبروا التوزيع غير عادل.
تشير المصادر إلى أن نور الدين مضيان، الذي كان رئيسًا سابقًا للفريق، يسعى للعودة إلى هذا المنصب بعد أن حفظت الشكاوى المقدمة ضده من زميلته النائبة نعيمة المنصوري؛ كما أن تعيين عمر احجيرة على رأس الفريق، رغم الحكم الصادر ضده في قضية تتعلق بجرائم الأموال، أثار استياء عدد من البرلمانيين الذين رأوا في التعيينات انحيازًا واضحًا.
من جهة أخرى، عبّر برلمانيون من جهات مختلفة، خصوصًا من جهة الدار البيضاء، عن امتعاضهم بسبب عدم حصولهم على مناصب وزارية أو برلمانية رئيسية، في مقابل هيمنة جهة فاس مكناس التي ينتمي إليها عدد من القيادات الحزبية.
أثار هذا التوزيع استياء البعض الذين اعتبروه تفضيلًا غير عادل ويميل لصالح جهة معينة على حساب أخرى.
وتسببت صفقة سياسية بين نزار بركة وعبد الصمد قيوح في تعزيز التوترات، حيث كان من المتوقع أن يحصل خالد الشناق، البرلماني عن جهة سوس، على منصب النائب الأول للطالبي العلمي، لكن قيوح استبعده لمنح المنصب لعبد المجيد الفاسي، صهر بركة، مما زاد من حدة الانتقادات بين أعضاء الحزب، إذ اعتبر البعض هذه الخطوة تفضيلًا لشخصيات من دائرة ضيقة داخل الحزب.
في هذا السياق، يسعى نزار بركة لدعم علال العمراوي لتولي رئاسة الفريق النيابي عن دائرة فاس الجنوبية، ما يعزز سيطرة تيار الفاسيين داخل الحزب، على الرغم من رغبة نور الدين مضيان في العودة لرئاسة الفريق.
تأتي هذه التحركات في وقت حساس، حيث يحاول بركة تفادي أي انقسامات جديدة بين أعضاء الفريق البرلماني.
وفي خضم هذه التوترات، يلتزم تيار حمدي ولد الرشيد بالصمت، مما أثار تكهنات حول إمكانية اتخاذه خطوة تصعيدية قد تصل إلى المطالبة بعقد اجتماع للمجلس الوطني للحزب، وربما اتخاذ موقف سياسي جديد، قد يشمل حتى انسحاب الحزب من الحكومة إذا استمر الوضع الحالي دون تغيير.
ومع تصاعد الخلافات داخل الفريق البرلماني، يجد نزار بركة نفسه أمام تحدٍ كبير للحفاظ على وحدة الحزب وإرضاء مختلف الأطراف؛ والأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كان بركة سيستطيع احتواء هذه التوترات وتجنب مزيد من الانقسام داخل الحزب.