بالنسبة لأول حفل له بالمغرب، جاميروكواي وعدنا بأن يكون أداءه الموسيقي مليئا بالأحاسيس. وهو رهان تم تحقيقه. الفنان البريطاني صاحب أزيد من 35 مليون ألبوم مباع، أوفى بكل وعوده، حيث قدم عرضا احتفاليا على منصة السويسي سيظل موشوما في ذاكرة عشاقه. وخلال أزيد من ساعة ونصف، أدى جاميروكواي أفضل أغانيه، “وين يو غونا ليرن؟” و”سبايس كوبوي” و”كوسميك غيرل”، وبالفعل، نجح هذا الفنان في السفر بجمهور متعطش للقائه في رحاب أنغام الفانك والغروف والبوب والإلكترو.
وقبل ذلك، شهدت منصة النهضة اعتلاء الفنان ملحم زين الملقب بـ “الريس” الذي يعد واحدا من الأصوات اللبنانية للطرب الأكثر تقديرا. حيث قدم الفنان بموهبة كبيرة مختارات من أغانيه المستوحاة من الفولكلور، مع روميكس من بوب والفانك للأغاني الشعبية للشرق الأوسط. وتلته بعد ذلك السورية رويدة عطية، التي أضحت مشهورة بعد حصولها على الرتبة الثانية في برنامج سوبر ستار، حيث حظيت بالإعجاب بفضل صوتها القوي وإتقانها عزفها على العود.
بالمسرح الوطني محمد الخامس، كان الجمهور على موعد خلال اليوم الثالث مع فرقة فريدة من نوعها: بابيلون، فرقة جزائرية تأسست في 2012 يقودها المغني وكاتب الكلمات محمد جمال. واستُلهمت أغاني بابيلون التي تعد رمز تجديد الموسيقى الجزائرية، من الأنماط الإقليمية الجزائرية، حيث تمزج بين التأثيرات الأندلسية والعربية والمتوسطية والشرقية والإفريقية … كل ذلك من أجل إمتاع أكبر لجمهور المهرجان!
منصة أخرى، وأسلوب آخر: تشا ـ تشا بمنصة أبي رقراق، حيث سحرت لاس مارافيلاس من مالي، فرقة مالية استثنائية، الجمهور بأنغام الرامبا المستوحاة من موسيقى السود بكوبا. ترنيمة أفريقية لأوركسترا يخلط إيقاعات كوبية رائعة مع تقاليد القارة …
وفي نفس الوقت، كانت أكبر النجوم في سماء الأغنية المغربية تلمع بمنصة سلا. حيث قدمت مجموعة ناس الغيوان أكبر أغانيها التي رددها معها حشد استثنائي. عقب ذلك حسن بوسو الذي ولد بالدارالبيضاء أدى بروعة أغاني غناوية، وفق أسلوب والده المرحوم المعلم حميدة بوسو، في حين أبان طارق فريح فنان شاب من ايمزورن وأحد الفائزين باستوديو دوزيم، عن كونه أحد الفنانين الذين ينبغي أن يحظوا بالمتابعة بالمغرب !
لتقريب ومعانقة الثقافات البعيدة، موازين أتاح للجمهور اكتشاف إيطاليا على المنصة التاريخية شالة. مرفوقة بموسيقيين اثنين، استعرضت باتريزيا لاكويدارا بسعادة كبيرة الموسيقى التقليدية من “البوت” إلى الجاز والموسيقى المعاصرة!
وعلاوة على الحفلات بمنصات المهرجان، موازين لم يغفل إمتاع السكان… حيث عاشت شوارع مدينة الرباط على إيقاع المجموعات والفرق المغربية مع عروض “غروب دو سولاي” فرقة تم تأسيسها سنة 2012 من قبل فنانين شباب من سلا وتتألف من متخصصين في الأكروبات وممن يتقنون فن المشي على السيقان الطويلة، كلهم استفادوا من تكوين في المدرسة الوطنية لسيرك شمسي. كذلك قدمت فرقة تايمين بويز، التي تم تأسيسها بسلا عرضها بمشاركة العشرات من العازفين على الطبول على أنغام السامبا والهيب هوب والسالسا والهاوس والشعبي!