فاطمة بوبكري
يرى سعيد أمزازي رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط، أن خطاب جلالة الملك يساءل بشكل مباشر المؤسسات الإدارية والنخب السياسية ويدعو بواقعية قل نظيرها في الخطب السياسية إلى تعبئة مختلف الفاعلين إلى الانخراط في ديناميكية جديدة لتطبيق البرامج التنموية للدولة، والعمل على تنزيلها و تنفيذها بعيدا عن الحسابات الشخصية والسياسوية وممارسة الريع في احترام تام وصارم لقواعد الحكامة الجيدة والاحتكام للقانون مواطنين ومسؤولين .
والجامعة المغربية تعتبر الخطاب الملكي خطاب المرحلة، وانخراط الفاعلين بها والقاطنين عليها في هذه الدينامية، خاصة في صناعة الكفاءة الإدارية والمساهمة في تغيير العقليات بما يخدم النجاعة والفعالية في تدبير الشأن العام، وزاد المتحدث نفسه أن هذا الخطاب له وقع يفرض على الجامعة أن تواكبه، معتبرا أن الجامعة ملزمة وملتزمة لتكون في مستوى طموحات جلالة الملك، وأن تشكل أيضا محورا أساسيا في منظومة التنمية وأن تتجاوب إيجابا مع هذا الخطاب القوي.
وذلك من خلال دعم الحكامة الجامعية في كل مستوياتها، عبر اختيار المسؤولين ذوي الكفاءة والنزاهة الذين يعملون من أجل تطوير المؤسسات الجامعية والرقي بالوظائف المنتظرة منها، وينصرف نفس المنطلق على انتقاء الأساتذة والموظفين وأيضا في هيكلة المصالح وفي سيرها وضرورة تبني توجه ربط المسؤولية بالمحاسبة.
أما الخيار الملزم للجامعة في نفس الصدد، يشدد سعيد أمزازي على ضرورة إعادة منظومة برامج التكوين التي يجب أن تعمل على ضمان تكوين خريجين مؤهلين قادرين على رفع أداء الإدارة المغربية، كيف لا وخريجوها بالأساس هم من يلتحق بالإدارات والمؤسسات العمومية، وبالتالي فالجامعة وجب أن تنخرط في تدريس قيم المواطنة الحقة وبناء إنسان الغد من أجل مغرب متقدم ومزدهر وِفْق الإرادة والرؤية الملكية.