محمد الشوبي
ردا على من يقول أن المغرب إعترف “بالبوليزاريو” بقبوله العودة للإتحاد الإفريقي، هذه الدولة الوهمية التي لازالت عضوا فيه ، جاءت كلمة الملك امام الاتحاد الافريقي لتصحيح الوقائع، فهناك نقطتان مهمتان في الخطاب الملكي التاريخي:
1- صفعه لأرباب البترول والغاز الذين يهيمنون على ثلثي العلاقات الافريقية وجعلهم في الدرجة الثانية للانماء
2- تغيير منطق التنمية الاقتصادية لافريقيا من الاعتقاد الذي كان سائدا والذي يؤمن بالماكرو اقتصاد للدول الافريقية والذي يهم الدول إلى الميكرو اقتصاد والذي يهم الشعوب الافريقية
وبهاتين النقطتين يكون المغرب قد رسم خارطة طريق للسياسة الاقتصادية الافريقية ، وقطع الطريق على المقاربات البالية لقوة الدول في هذه القارة ، خصوصا عندما تحدث عن جيل جديد من الحكام الأفارقة ، ضاربا بعرض الحائط الحكام الذين لم تعد لهم مكانة في الاستراتيجيات الاقتصادية الحالية لهذه القارة التي لم تستفد قط من خيراتها وبشرها الذي يرتمي قهرا في غياهب الهجرة غير الشرعية هروبا من واقع مفروض عليه.
وبهذا الخطاب يكون المغرب قد وضع رجليه في عمق افريقيا مما سيؤهله إلى تخطي عقبات الجزائر وجنوب افريقيا المتزعمتين لرفضه وعرقلته ، وبذلك يكون المغرب قد فكر جيدا للرد على خصوم وحدته الترابية ، فما ينتظر المغرب من النضال من داخل هذه المنظمة الافريقية هو نفسه ما ينتظر خصومه ، لقد أعاد المغرب الأوراق إلى سابق عهدها ، فما مصير “البوليزاريو” في السنوات القادمة يا ترى ؟ خصوصا أمام الملك الوحيد الذي لازالت أسرته تحكم أعرق بلد في افريقيا ؟؟؟؟