توجه جنود من قوة غرب أفريقيا في غامبيا الأحد إلى العاصمة بانجول بعد مغادرة الرئيس المنتهية ولايته يحيى جامع إلى المنفى، وذلك بهدف “تأمين” البلاد قبل وصول خلفه أداما بارو.
وامتثل يحيى جامع للضغوط العسكرية والدبلوماسية للبلدان المجاورة في غرب أفريقيا، وغادر إلى المنفى في أعقاب أزمة استمرت ستة أسابيع.
والأحد، استقبل الجنود الغامبيون والسكان بمشاعر الفرح انتشار قوة المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا التي تضم 15 بلدا.
ضمان أمن السكان وتسهيل انتقال السلطة
وقال الجنرال فرانسوا ندياي قائد القوة إن العملية تهدف “إلى السيطرة على نقاط إستراتيجية بهدف ضمان أمن السكان وتسهيل تولي الرئيس” بارو لمنصبه.
وكانت قوات أفريقية دخلت غامبيا الخميس، لكنها أوقفت تقدمها إفساحا في المجال للجهود الدبلوماسية.
وتعذرت حتى الآن معرفة عدد الجنود الأفارقة الذين انتشروا الأحد في غامبيا، فيما تحدث مراسلو فرانس برس عن مئات على الأقل.
وأضاف ندياي أن المهمة ستتواصل حتى “توافر كل ظروف الممارسة الفعلية” للسلطة من جانب بارو.
وحتى بعد ظهر الأحد، كان كل شيء “يسير على ما يرام” وفق ما أكد مصدر عسكري في قيادة القوة الأفريقية لوكالة فرانس برس.
بارو يأمل بـ”التوجه إلى بانجول في أسرع وقت”
وفي بلدة غامبية حدودية، كان جنود غامبيون ومدنيون في استقبال جنود سنغاليين أتوا من بلدة سنغالية مجاورة.
ولا يزال بارو الأحد في دكار، حيث كان أدى اليمين الخميس في السفارة الغامبية. وقال رئيس مفوضية مجموعة غرب أفريقيا مارسيل آلان دي سوزا في مؤتمر صحافي في دكار مساء السبت أن بارو يأمل بـ”التوجه إلى بانجول في أسرع وقت”.
وتدارك “لكن الاستراتيجية تقضي بتأمين بانجول أولا ثم مجمل أنحاء البلاد قبل أن يصل الرئيس بارو”، لافتا إلى إجراءات عدة ستتخذ وخصوصا على صعيد “الأمن والدفاع” من أجل “الوحدة الوطنية”.
وتم الاتفاق على مغادرة جامع إلى المنفى مساء السبت، نتيجة الوساطة التي قام بها الرئيسان الموريتاني محمد ولد عبد العزيز والغيني ألفا كوندي، بإيعاز من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (15 بلدا بينها غينيا وليس موريتانيا).
وقد غادر جامع (51 عاما) بانجول بعد الساعة 21،00 بالتوقيتين المحلي وغرينيتش، على متن طائرة خاصة مع كوندي إلى غينيا، أما المقربون منه ومساعدوه فسافروا على متن طائرة لشركة موريتانية.
ضمان حقوق جامع
ومنذ التاسع من كانون الأول/ديسمبر 2016، ولدى اندلاع الأزمة الناجمة عن رفض جامع التخلي عن الرئاسة، تم اتخاذ مبادرات عدة لحمله على تغيير رأيه، ولاسيما تلك التي قامت بها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، لكنها أخفقت.
وفي بيان مشترك صدر بعيد مغادرة جامع، أعلنت هذه المجموعة والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة أنها تضمن حقوقه بما فيها العودة إلى بلاده، مشيدة بـ”إرادته الطيبة” للتوصل إلى حل سلمي للأزمة.
وستحرص المنظمات الثلاث على حمايته مع أنصاره من محاولات “التحرش” و”المطاردة”. وأكدت أنها تضمن أيضا ممتلكات الرئيس السابق وعائلته وأركان نظامه أو حزبه، بحسب البيان.
ونص البيان المشترك على أن العمليات العسكرية ستتوقف، وأن المجموعة الاقتصادية “ستواصل مساعيها لحل الأزمة سلميا وسياسيا”.
“غامبيا قررت”
ولدى تبلغهم مساء السبت أن جامع غادر غامبيا فعلا، خرجت مجموعات من سكان بانجول إلى الشوارع تعبيرا عن الفرح، وخصوصا في بانجول الكبرى (الضاحية)، كما ذكر عدد من مراسلي وكالة فرانس برس.
ولوح بعضهم بقمصان كتب عليها “غامبيا قررت”، وهو شعار أنصار تغيير النظام الذين اعتقلت السلطات عددا منهم في الأسابيع الأخيرة. لكن مؤيدي جامع الذين بدوا مهزومين أشادوا بتضحية الرئيس السابق.